|| «لماذا أبطالك صغار؟». ||

61 6 37
                                    

📝«لماذا أبطالك صغار؟».📝

..

..

«لماذا تكتبين عن أطفال؟ لماذا شخصياتك يافعون جدا؟ لماذا تختارين أبطالا يصغرونك عمرا؟».

هذه الأسئلة التي لطالما طُرِحت علي، والتي قررت الإجابة عليها في مقالة اليوم.

منذ بدء مسيرتي، وحتى هذه اللحظة تماما، كتبت دوما عن الصغار، أو أبطالا يصغرونني عمرا ..

في مرحلتي المتوسطة والثانوية كتبتُ عن الإبتدائية، وعلى أعتاب تخرجي من الثانوية وبدايات الجامعة كتبتُ عن المرحلة المتوسطة، وفي منتصف حياتي الجامعية كتبتُ عن أعمار الثانوية وأكبر قليلا -الثامنة والتاسعة عشرة-، وآخر رواياتي أبطالها في الرابعة عشرة ..

إذن لماذا؟

تتعدد الإجابات، لكن أيا منها ليست مطلقة، ولا أجزم بكونها صحيحة أو خاطئة، لأن ما أسطره في رواياتي ينبع من أعماق بئر لم استكشفها أنا بعد، وربما لن يسعني استكشافها كاملة طوال حياتي.

أكتب عن الصغار لأن فضولهم للحياة مثير للاهتمام، شغفهم، رغبتهم باستكشافٍ أعمق للمحيط حولهم وفك طلاسمه، أكتب عن المرحلة الانتقالية التي تلي فترة الركود والاعتياد التي عاشوها في «مرحلة الطفولة»،

فالطفل الرضيع في بدايات عمره مشغول بتعلم أبجديات الحياة، بتقوية حواسه الخمس، لمس الأشياء وشم الروائح، التعرف على الوجوه ثم أسماء أصحابها، وتدريجيا وبسرعة فائقة يكتسب المهارات اللازمة لاستقلاله كبشري، وهكذا حتى يتعلم النطق والكلام ويصبح قادرا على الركض بقدميه كفعل تلقائي لا يتطلب منه أدنى جهد، وهنا تنتهي مرحلة لنسميها «الاستكشاف ١» ..

بعد دخول المدرسة وتعلم القراءة والكتابة، يعيش حياته في نوع من الرتابة والروتين الثابت، وهي «مرحلة الطفولة»، وكأنه سيمضي عمره كله يلعب ويمرح في عالمه الوردي، تستمر عملية التعلم بالطبع لكن بشكل بسيط مقارنة بسنواته الأولى ..

ثم، وعلى حين غرة، يصطدم بحقيقة أن مرحلة الاستكشاف لم تنتهي، وأن هناك المزيد ينتظره، وأن ما تعلمه في طفولته المبكرة ليس كل شيء، بل إن جزءا غامضا ظل جسده يخفيه عنه حتى يأتي الوقت المناسب ..

وبمجرد أن يأتي هذا الوقت تتخبط موازين الحياة كلها ويبدأ عالمه الوردي بالانهيار، فيعود كالرضيع الذي عليه استكشاف ما تبدو عليه الحياة مرة أخرى، لكنه هذه المرة مهمته أصعب، فإن ما عليه استشكافه هي أشياء غير ملموسة، عليه التعرف على «الحياة الحقيقة»، حياة «الراشدين»! وهي ما أسميها مرحلة «الاستكشاف ٢» ..

«الاستكشاف ٢» هي مرحلة لا تزال آسرة لي، تثير اهتمامي رغما عني، مغامرات الأبطال الأولى وتجاربهم الجديدة في بدايات طريقهم للرشد وخروجهم من مرحلة ظنوا أنهم سيظلون عالقين بها للأبد، صداقاتهم في أوجها، وحبهم في أقصاه، تطلعهم للحياة وفورة الشغف داخلهم اتجاهها، لا أقول أنني سأكتب عنها طوال حياتي، لكنها حتى الآن تجرني إليها وتلهمني للكتابة عنها أكثر ..

لأصارحكم، لازلتُ أنا شخصيا في نقطة ما من مرحلة «الاستكشاف ٢»، لا زلتُ أحاول فهم الحياة، وأحاول قدر الاستطاعة أن لا أظل واقفة مكاني، حتى لو مررت بفترات ركود، أو فترات عصيبة من الكآبة واليأس، أحاول دوما مراجعة أفكاري وبديهياتي، وربما هذا من أسباب تمسكي بالكتابة عن هذه المرحلة، ببساطة لأنني لم أخرج منها حتى اللحظة ..

سبب ثالث، يصعب علي كتابة شيء لم أخضه بنفسي، بالأخص مرحلة عمرية لم أمر بها بعد، لذلك لا أجرؤ على كتابة أعمارا تكبرني، ربما يرى البعض أنني متمسكة بمنطقة الراحة، وربما هذا أمر صحيح، لكنني أفضل الخروج من منطقة الراحة فيما يخص العوالم والأزمان أكثر من أعمار الشخصيات.

وكاختصار لكلامي، أجاب المخرج «عمرو سلامة» بكلمات بسيطة ومختصرة ولكنها تصفني بشدة، حين تم سؤاله عن سبب اختياره للأطفال في أعماله، إجابته أوجزت ما بداخلي، وهي التي وضعتها مؤخرا في صفحتي التعريفية ..

«لماذا أكتب أدوار للأطفال؟ ربما بشكل غير واعي لإني طفل كما يقول البعض عني، أو لإنني لسبب ما مشغول جدا بثيمة النضوج، ولكن بشكل واعي، عين الطفل ترى الأمور بشكل أصدق، وأسهل على المتفرج تصديق الطفل ومشاعره والتعاطف معه، وربما لأني أجد صعوبة إلى الآن في فهم وتقبل طفولتي وأستغل الكتابة لربما أفك طلاسمها وكيف أثرت في تكويني، أو لأسباب أخرى لم أعي لها بعد». - عمرو سلامة.

..
..

هنا تنتهي مقالتي البسيطة، كتبتها على أساس أنشرها في الصفحة، لكنني تراجعت لأنها أصبحت لحد ما طويلة ولأنها أعجبتني ولم أرغب بفقدها، وربما بعد فترة سأنشرها فعلا في صفحتي 👏👏

هل إجابتي أشبعت فضولكم؟ 😁

ماذا عنكم؟ أي عمر تميلون للكتابة به؟ ولماذا؟

أراكم في موضوع ومقالة أخرى 🙊

لا تنسوا الدعاء لأخواننا في غزة وفلسطين والدعاء على الصهاينة الملعونين 🤲

..
..

📝والسلام خير الختام.📝

٣ نوفمبر ٢٠٢٣.

وفاء || عشوائي Where stories live. Discover now