|| «لماذا أكتب؟». ||

42 3 48
                                    

📝«لماذا أكتب؟».📝

..

..

أثناء ترتيبي لدرج الدفاتر الخاص بقصصي، وبعد استرسال أفكاري وأنا أقلب صفحات الدفاتر واسترجع الذكريات الجميلة، ونشر عدة ستوريات بالانستا، خطر لي السؤال الأكثر شهرة والذي واجهه كل الكتّاب على مر العصور، سواء طُرِح عليه السؤال، أو طرحه على نفسه، ألا وهو:

«لماذا أكتب؟» أو «لماذا تكتب؟».

ربما تتشابه الإجابات بين الكتّاب، وربما تختلف، ربما الأمر لا يعني القارئ، بل لا يثير اهتمامه بحكم كثرة المقالات التي كُتِبَت بهذا الشأن لمختلف الكتّاب، لكن برأيي فإن من حق كل كاتب الإجابة عن هذا السؤال ولو بينه وبين نفسه؛ لأن كل واحد منهم هو شخص مختلف وكائن مستقل فكريا عمن سبقوه، حتى لو كانت أسبابه هي نفسها أسبابهم كلهم، فليجب بطريقته الخاصة عن هذا السؤال، وهذا ما قررت أنا فعله.

«لماذا أكتب؟».

١- التسلية!

أجل فإنني أكتب من دافع التسلية، أتسلى في قضاء الوقت أوثق ما يدور في عقلي، بخلاف التخيل وحده -وهو شيء أجزم أن معظم الناس تقوم به، ونادرا ما يخلو عقل الإنسان من التخيل- فإن الكتابة من أشكال التوثيق التي تجعل الخيال الهلامي والمبهم حقيقية وواقعا!

بالنسبة لي، فإن تحول الخيال الذي يطفو في بُعْد غير مرئي إلى شيء ملموس من خلال كلمات تصطف بجوار بعضها، أمر مسلٍ جدا، وحقيقةً لازلت اتعجب من قدرة الكلمات والجمل على نقل الخيال والأفكار والمشاعر وجعل القراء -والكتّاب أيضا- يعيشون حياة أخرى وينغمسون بها، فلا تضحى الكلمات مجرد أحرف، بل عوالم ومشاعر وشخوص تتحرك وتتصرف وتغامر وتستكشف.

أن أجعل الخيال المكبوت ملموسا للآخرين، بل ملموسا لي أيضا هو أمر غاية في المتعة!

٢- إيصال فكرة.

كلنا نملك تلك «الرسالة» في قلوبنا أو عقولنا والتي نرغب بمشاركتها، سواء كانت نابعة من تجاربنا أو مستلهمة من ملاحظتنا للحياة أو مشاهدتنا للأفلام وقراءتنا للكتب، بل أحيانا إلهاما خاما من دون شيء، المهم أنها «رسالة» ملحة نرغب بتوثيقها من خلال سرد قصصي وبشكل ملتوٍ وممتع وآسر.

وهذا ما حصل لي حتى الآن في كل قصة سطرتها، دوما هناك «رسالة» تزن في رأسي وتجعلني أرغب بإيصالها للقراء.

وما أعنيه بـ«الرسالة» هنا، هي العبرة وجوهر الرواية الرئيسي، أو عدد من الأفكار التي ترغب من القارئ أن يستنبطها من روايتك، سواء من خلال تصرفات شخصياتك، أو عقدة روايتك، أو حتى خاتمتها.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 24, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

وفاء || عشوائي Where stories live. Discover now