إنقض فم الإسباني بِشهيةَ كبرى لِمَا أعدهَ الإيطالي من أجله وحتّى إنه لم يغسل ملامحَ النوم من على وجهه أكَل بلقمةَ ضخمةَ ولِحسن الِحظ أو أنهَ ذكاءٌ فريد ليِظهرَ نبُل إيطاليِتّه حينما وضَع شُوكةَ بجانب طبقَ الباستا
أِبتلع ما في الوعاء بدفعةَ وسمَع ضِحكة يألفها قلبه وما كان مِنُه سوى أنَ يركض إليها بطبقً فارغ " خالتي ..." لم يتفاجئ بمنَ رأه بل إنه لم يتوقع أنَ تكون هذه الضحكة فاتنةَ سببها كلبه الأليف وحينما رأه تقدم إليه بملامح السرور ولم يتردد بتحيتَه وإغاظته " صباحُ الخير هل أَعجبتُ بما أكلت ؟ "
ولنَ يسمح له بأن يربح سخرية كِهذه " ليس كثيراً كنتُ جائِع فقط "
قهقهة بنبرة عالية حينما مد إبهامه نحو زوايةَ شِفاتُه يَمسح بها بقايا الباستا وأمتصه حينَ تحدث بفاههٍ مثير " هذا واضحٌ جداً "
أَخذ جيمين يوكي وبَقي جونقكوك حائِراً في حبةَ توتً تِسرقه من الملأ ومِن بريق الصباحَ حتّى إعتدل في ملامحه وعاد إلى غرفته يستمع إلى مِعزوفة فؤاده نبضٌ لا يعترف بالهدوء وشِفاةٌ لاتعرف إلا التبسم
وبينما جونقكوك عالقٌا في أثر حبةَ التوت تحدثت جوليا إلى جيمين بفضول " هل حقًا تؤد مصاحبة جونقكوك بعد كل الحقائق التّي أخبركَ بها ؟ "
أطلق يوكي من ذراعيه وتقدمَ بإجابة تملأ فضول ملامحها الذابلة ربما من مخاوفها تجاهه " هي مجرد حقائق وجونقكوك الحقيقة التّي يرغبها كل صديق في هذه الدنيا وأنا لا أحمل لَه الشر لا تقلقي لستُ مَمِن يِؤلم الروحُ لِغايته ! "
نَبرته الواثقه وهدوءهُ وملامحه التّي تأسرُ الأعين والأنفاس جعلتها تبتسم بهدوء وكَأنه سكينَة لِقلبها المِذعور من حقائق القدر ولهذا إنطلق لسانَها الجري إلى عرضًا ربما يمحي تلكَ النية السيئة التّي تلخطت به من مخاوف " جيد ما رأيكَ بالعمل معنا ؟ "
