البارت الاول

1.8K 30 16
                                    

وتين القلب ( من سلسلة كانت أنثى)
البارت الاول
لولي سامي
الشدائد تظهر معادن الرجال.
هكذا استمعنا من أجدادنا ...
ربما لم نعي معنى الجملة الا اذا قابلنا أشباه الرجال...
والذي لطالما تكن بصمتهم ذو عار يلازم الانثى لكونها ارتضت بامثاله....
بل والأدهى من ذلك أن المجتمع يفقدها حتى الحق في العدول عن هذا الاختيار.....
وكانه وشم قد تم حفرة علي صفحة عمرها.
حينها نتمنى لو وجدنا الرجل الحق حتى ولو كان كارهًا .....
فالرجل الحق يخشى أن يظلم انثى فما بالك لو كان رجل محبًا.....
دونت تلك الأسطر القليلة والتي كانت ملخصا لما قرأته من مشكلة اليوم .
فصاحبة المشكلة تحكي عن نوع جديد من الرجال ...
عفوا من الذكور ....
عفوا مرة أخرى لم أجد له مسمى!!
فهناك فرق كبير قد اوجده الخالق بكتابة العزيز بين الذكر والرجل .....
فإذا أراد الله عز وجل ذكر المهام وشدتها ووطأتها ذكر لفظ رجل في قوله عز وجل ( والرجال قوامون علي النساء ) صدق الله العظيم.
وهنا تكليف بمهامه الطبيعية وليس تشريفا أو افتخارا....

وحين أراد الله عز وجل ذكر أنواع البشر وتحديد نصابها ذكر لفظ ذكر في قوله سبحانه وتعالى( وللذكر مثل حظ الانثيين) صدق الله العظيم.
وبالرغم أنه يظهر للوهلة الاولى تمييز .....
إلا انه أيضا بسبب مهامه المضاعفة عن مهام الأنثى...
فحتى هنا كان تكليف مضاعف وليس مجرد نصاب  مضاعف.
فالرجل مسؤول عن والدته اذا توفي والده ...
واخواته الاناث اذا لم يتزوجا ،وحتى بعد زواجههم يظل سندهم وجدارهم الحامي، وزوجته وابناءه .....

ولذلك في كلا الحالتين يسقط اللقب بمجرد سقوط تحقيق شروطة ليظهر نوع ثالث ليس له تعريف أو مسمى يندرج تحت جنس البشر لنسميه ( أشباه الرجال )

والاكثر وطأة من مجرد ظهوره هو انتشار هذا النوع الذي سيترتب عليه آفة مجتمعية وجب ردعها .
برغم قراءتي للمشكلة بخطاب مختصر حاولت الشاكية إظهار حيرتها في قرارها المصيري الا أنني أردت مقابلتها ربما أخطأت في فهم ما دونته ...
وانا الان انتظرها بمكتبي بعد ان أعد لي العم مصيلحي قدح من القهوة الصباحية المعتادة.
رفعت الفنجان علي فمي لارتشف منه القليل لاغلق عيني حتى اتلذذ بمذاقه الرائع ...
ثم فتحت عيني لأجد أمامي حورية من حور الجنة .
انتفضت وعدت بجسدي للخلف قليلا لينسكب قليل من القهوة علي ملابسي لأنتفض ثانية واضعة الفنجان علي المكتب لاجد من تناولني منديلا لانظف به ملابسي .
نظرت إليها وهلة ثم التقطت المنديل منها لانثر ما علق بملابسي من أثر انسكاب القهوة.
اعلم ان القهوة تترك أثرا بالملابس كما تترك أثرا بالقلوب اذا كانت متقنة الصنع....
ولكني تصنعت إزالة اثرها حتى تختفي من اثارت خيفتي.
ثم رفعت اهدابي لانظر للحورية ربما اختفت ولكني أجدها ما تزال بمكتبي .
رمشت عدة مرات ثم دعوتها للجلوس بالمقعد الذي امامي ،فإذا بها تجلس بالفعل....
اذا هي من البشر لاسألها ببلاهة / دخلتي هنا ازاي؟
رفعت اكتافها قائلة بهدوء ورقة / حضرتك كنتي سايبة خبر اول ما اوصل ادخل ....
واول ما وصلت وعم مصيلحي عرف انا مين دخلني علي طول وحضرتك كنتي بتشربي القهوة.
عقدت ما ببن حاجبي لاتسأل بعدم تصديق / انتي وتين ؟
اومأت برأسها لاتسائل مرة أخرى ببلاهة وكأني تلبسني روح الغباء / صاحبة المشكلة اللي بعتلها علشان اقابلها؟
أومأت مرة أخرى برأسها وكأنها فقدت النطق وربما اشفقت علي الغباء مني لتنطلق مني عبارة عفوية كتعليق عما أراه وما قرأته فقلت بصوت مسموع / با نهار اسود ..... يا نهار اسود ومنيل بنيلة .
عقدت وتين حاجبيها مذعورة لتنطق مستفسرة ومتأثرة/ ليه خير بعد الشر انا عملت حاجه غلط ؟

وتين القلبWhere stories live. Discover now