البارت السابع

299 15 1
                                    

وتين القلب الجزء الثاني كانت أنثى
البارت السابع
هنا انتبهت لحالي لالقي بكل هذه الاسئلة خلف ظهري واهرول لغرفتي اغلق على ذاتي بابها والملم ملابسي ...
ثم ظللت منتظرة الفجر افكر فيما سبق وما تم وما آت حتى صدح الاذان وكأنه آذان خلاصي....
لاسحب حقيبتي خلفي واهرب من هذا المعتقل متجه مباشرة الي محطة السفر لانتظر القطار الذي سيقيلني لمحافظتي واهلي..
سحبت نفسا عميقا ثم أكملت بسعادة طاغية وهي تحدثني من الهاتف / وانا اهو بكلمك وانا بالقطر أصل اضطريت استنى ده علشان اللي قبله كان مكيف بس ده على قدي يعني..
بس الحمد لله طلع فاضي مش زحمة اوي علشان احنا بنص الاسبوع بقى..
استمعت لحديثها وانا احاول تجميع الصورة بعقلي ..
فبناء على حديثها أن رائد استمع الي وانطلق لزوجها يخلصها منه دون حتى العودة لرأيها ...
من اين أتى بهذه الثقة أنها تحتاج لهذا الخلاص ...
انهيت معها المكالمة وانا اوصيها بطمئنتي عليها فور وصولها لأجد نفسي قد وصلت لحضانة ابنتي لاترجل من سيارة الأجرة ودلفت للحضانة استلم ابنتي التي ظلت تثرثر عن ما حدث معها ولكن عقلي أنا كان مشغولا فيما حدث مع وتين وكيف عرف رائد أن هذا ما تريده لانظر لابنتي قائلة /
شمس حبيبتي ممكن تسكتي ثواني هعمل تليفون .
توجهت بها الي شارعنا وانا احاول مهاتفة هذا الرائد ولكن دون إجابة بل من الواضح أنه مازال يحظر هاتفي فلم اعد استطيع الوصول إليه حتى الآن .
دلفت لمنزلي وانا احاول اعادة الاتصال بوتين ربما وجدت عندها الإجابة ولكن وجدت هاتفها مغلق من الواضح أنها دلفت لمنطقة خارج التغطية .....
تركت هاتفي لابدا في إعداد الطعام لأولادي وقبل أن أبرح مكاني وجدت من يدق جرس المنزل ...
توجهت لافتح واعتقادي الكامل أنهم اولادي لأجد جارتي التي أسفل مني تقف أمامي وملامحها يبدو عليها الانزعاج بل يبدو عليها انها ستنفجر فور سؤالي عن ما بها ....
افسحت لها المجال لتعبر للداخل وفور جلوسها على الأريكة قذفت سؤالي بوجهها / مالك يا مليكة شكلك ميطمنش ...
وكأني قذفت صاروخ مفخخ بالقنابل لتنفجر على إثر سؤالي وتنتحب بالبكاء لدرجة أنني اعتقدت أن والدتها قد توفت فهي تحبها كثيرا ...
جلست بجوارها احاول ان اهدهدها حتى افهم سر ما بها واحاول مساعدتها إذا كان بامكاني ذلك ...
بالكاد استطعت أن اهدأها قليلا وقبل أن اسألها مجددا صدح جرس المنزل لاعتذر منها واتوجه لافتح الباب ليدلف اولادي ...
عدت إليها لأجد ابنتي مذبهله تقف أمام مليكة وتنظر لها بتعجب أكاد اقسم أنها تسأل ذاتها ماذا في هذا العالم ليجعل سيدة بعمر والدتي تبكي وتنتحب كالاطفال ...
ربت على كتف ابنتي وطلبت منها التوجه للداخل والنوم قليلا حتى اعد الغداء ...
وكما هو متعارف في عالم الأبناء فور انشغال والدتهم يستغلوا هم الوضع إما باللعب أو بالنوم دون حتى السؤال عن الطعام الذي يتحججون به وقت الواجبات ....
استأذنت مليكة لاعد لها عصير الليمون حتى تهدأ قليلا ثم عدت إليها لتقدم هي لي الاعتذار / أنا آسفة يا شروق اني شغلتك عن اولادك بس بجد ملاقتش حد اروحله ومش عارفه اعمل ايه انا تعبت حقيقي تعبت ...
ربت على كفها محاولة طمأنتها / متقوليش كدة يا مليكة إنتي تيجي بأي وقت طبعا ....
المهم طمنيني حبيبتي مالك بعد الشر ؟؟؟
أطلقت زفرة حارة تكاد لهيبها تعبر عن مدى الاحتراق الداخلي بها ثم استهلت حديثها بسؤال غريب / مين اللي قال إن التعليم هو افضل وظيفة للمرأة ؟؟
تعجبت من السؤال ولكني حاولت الإجابة عنه بقدر وعيي لمهام هذه الوظيفة فاجبتها قائلة / يمكن علشان اغلب تعاملها هيكون مع اطفال مفيش منهم أذى ؟؟
ويمكن علشان خصائص الأمومة اللي بالست بتخليها تستحمل وتوصل المعلومة افضل من الراجل وتراعي خصائص مرحلة الطفولة اكتر من الراجل ؟؟
ابتسمت بتهكم قاىلة / خليني اوضحلك نقطة مهمة وهي أن الأطفال دلوقتي ممكن يؤذوكي أذى ميجيش من الكبار ....
وهي أن الطفل ممكن يتبلى عليكي انك ضربتيه أو اذتيه وممكن يمثل على أهله وكل اهله بتصدقه بحجة أنه طفل مبيكدبش ....
بس في الواقع وفي التطور العصري اللي بقبنا فيه والافلام والمسلسلات والتيك توك اللي خلى الجميع محترفين تمثيل....
الطفل أصبح محترف تمثيل وتلفيق الحقائق وافتعال المشهد من أوله لآخره...
لم افهم إلام تشير في حديثها لانظر لها بتعجب ...
امن المعقول أن هذا ما اوصلها لكل هذا البكاء ؟؟
هل هناك طفل ادعى كذبا عليها لدرجة أنها تبكي حرقا هكذا ,؟؟
لاسألها عن سبب حديثها / معلش هي المشكلة اللي انتي فيها سببها طفل ؟؟
ضحكت بتهكم ثانية وكأنها تسخر من غبائي الذي لم يعي مقصدها لتحاول توضيح نظريتها قائلة / لا أنا بس لما سألتك عن سبب اختيار المعلمة كانسب وظيفة للمرأة فقولتي يمكن علشان بنتعامل مع اطفال....
فحبيت اوريكي قد ايه اتفه سبب ممكن هو اللي يوديكي في داهيه ...
تنفست الصعداء أنني لم أكن بالغباء الذي توقعته لاحثها على الاستمرار بالحديث ربما أدركت سبب انهيارها / طب كملي أنا سمعاكي ....
أكملت وهي تزيد من حيرتي وكأنها جاءت لتضعني في مأزق لا أن تطلب مني المساعدة في الخروج من مأزق / نيجي بقى لنقطة اغلب تعاملي مع اطفال ...
حتى النقطة دي غلط....
يعني مثلا أنا بتعامل مع زملاء عادي ومدير وممكن المدير يكون متحرش وده حصل فعلا ...
وفي زملاء ممكن يكونوا عقارب وكل شغلهم أنهم يوقعوكي في شر اعمالك ...
وفي بقى الكبيرة التوجيه اللي من المفترض من اسمه أنه بيوجهك للأفضل ولكن للاسف أصبح كل مهامه اصطياد الأخطاء علشان يذكر عليكي خطأ فيقولوا أنه متابع ....
حاولت توجيه حديثها لاقول لها / معلش خلينا في نقطة نقطة الشكوى دلوقتي من المدير ولا الزملاء ولا التوجيه ؟؟
وهنا أطلقت ضحكة تخللها بعض الدموع لتجيبني وسط ضحكتها / تخيلي لما يجتمعوا كل دول مع بعض عليا !!!
بدأ ينتابني الشك أن مليكة من الموظفين المثيرين للمشاكل لاحاول أن استفسر / معلش وضحيلي إزاي كلهم اجتمعوا عليكي اكيييد عملتلهم حاجه!!
وعلى حسب فهمي إنتي شغاله في مدرسة حكومة يعني أعتقد في قوانين بتحكم جميع الأطراف مش زي الخاص يعني صاحب الشغل اللي بيتحكم من غير اي قوانين ....
وكأني أطلقت نكتة ظريفة جدا لاجدها تضحك بكل ما بها من قوة بل انها وصلت لحالة هستيرية ...
تركتها حتى انتهت من حالة الضحك الهستيريا التي بها حتى هدأت وقالت معلقة / مانا كنت فاكرة زيك كدة !!
جملتها لفتت انتباهي لا أعي ماذا تقصد بها ولكنها رحمتني من الحيرة لتكمل مفسرة / الحكومة طلعت العن من الخاص....
على الأقل الخاص اللي بيحكمك قوانين صاحب الشغل بس واللي بتحفظيها وتحاولي تتماشي معاها....
لكن الشغل الحكومي مبتعرفيش تمشي بأي قانون!!!
بقانون العمل اللي كل طرف بيطبقه بمعرفته؟؟
فبيصبح المدير له قانونه الخاص واللي بيعرف امتى وازاي يستغل بند القانون لصالحه ...
وطبعا في له حاشيته الخاصة اللي بتتمتع بكل الصلاحيات...
ولا الموجه اللي بيتصيد أخطاء وعارف إزاي يكتفك بالقانون وعارف برضه إزاي يفك قوانينه على اللي يخصه .....
ومبيدورش ولا يهتم  إذا كنت مبدع أو ممتاز في عملك على قد ما بيدور على الورق .....
ستف ورقك كويس حتى لو سيبت الاطفال من غير تعليم...
وتملقت له واشادت بيه في الرايحه والجاية تبقى كدة حبيبه وشغال وزي الفل ....
لكن لو بقى كنت من ذو ضمير وحبيت تعلم الاطفال كويس....
هتلاقي مليون تعبان بيحاول يوقعك علشان ببساطة جدا اجتهادك ده بيبين ضعفهم ....
فهما بيتحدوا على اللي شغال واللي للأسف بيعرفوا يوقعوه فعلا ....
يا اما يوده في داهية ويلصقوا فيه مصايبهم!!!
يا اما يكرهوه في المهنة ويكرهوه في الضمير!!!
ويا يجاريهم ويبقى زيهم ومن حاشيتهم يا يخلوه يطلع خالص من الليلة زي مانا ما بفكر حاليا.....
كل هذا وهي تعطيني استنتاجاتها ولم تسرد اي شىء عن مشكلتها لاحاول أن أفهم منها سبب كل هذه الاستنتاجات قبل أن أعطي حكم نهائي على مشكلتها واقبل بما ذكرته فقلت لها / معلش ممكن تشرحيلي الموضوع من البداية علشان اعرف ايه اللي حصل لكل ده ؟؟؟
نظرت إلي وصمتت قليلا وكأنها تجمع خيوط الحكاية منذ البداية ثم بدأت في سرد احداث قصتها / انا معلمة رياض اطفال زي مانتي عارفة المفروض اني بتعامل مع اطفال صغيرين اوي والمفروض برضه أن دوري اني اسسهم في القراءة والكتابة علشان يقدروا يكملوا مسيرة تعليمهم بطريقة صحيحة ....
برغم وجود حاجات كتييير جدا بتعجزني أن أعمل كدة لكن بحاول ....
اوقفتها قليلا لاحاول فهم كل نقطة فسألتها / حاجات بتعجزك عن شغلك زي ايه ؟؟
نظرت للأعلى ثم أجابت / زي عجز المعلمين اللي خلاني اشيل مهام ثلاث معلمات....
يعني أنا بدخل الفصل من الصبح وبدي الاولاد كل المواد ومبطلعش غير على المرواح ....
وطبعا لو احتجت اكل سندوتش أو كوباية شاي وانا معاهم ولو الظروف اضطرتني اني اروح الحمام بضطر اوقف الدادة مكاني ...
ماهو مفيش معلمات ...
تعجبت من كم العجز الصارخ الذي وصلت إليه مدارسنا لأعلق قائلة / للدرجة دي مفيش معلمين ؟؟؟
وطبعا غصب عنك بتقصري في شغلك ماهو مش معقول واقفة في الفصل ومعاكي العدد ده من الاولاد وتفضلي بنفس الكفاءة من اول اليوم لاخره !!
اومأت برأسها سلبا لتجيب على توقعي / للأسف المشكلة مش هنا !!
أنا بحاول وبجاهد والله اني الاولاد يستفادوا طول الوقت....
والحمد لله النتيجة فعلا ظاهرة في الاولاد وأولياء الأمور ملاحظين التغيير فيهم ...
تعجبت من أمرها فمن حديثها أنها قادرة على تحدي الصعاب بل والتميز بوسط الظروف العصيبة لاسألها / أمال المشكلة فين ؟؟
أطلقت زفرة حارة ثم أجابت / المشكلة أن اللي مش عايز يشتغل بيحاول يعجزك ...
وطبعا الزملاء بالحكومة متعودين يظبطوا ورقهم ويقعدوا ميعملوش حاجه زي المشرفة كدة ..
المفروض انها معلمة زيي لها حصص في وسط العجز اللي احنا فيه ....
لكن هي بتتملق للتوجيه وتفضل قاعدة طول النهار برة وتزود عليا مهام من مهامها .....
ولما طلبت يا تدخل تشيل حصصها يا تعمل مهامها بنفسها علشان أنا تعبت قلبت عليا واشتكتني للتوجيه اللي بدوره جه وقعد يدور ورايا في كل السجلات بتاعتي لحد ما طبيعي طلعلي أخطاء ....

وتين القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن