البارت العاشر والاخير

353 13 3
                                    

#كانت_انثى #وتين_القلب
#لولي_سامي
البارت الاخير
مرت فترة استطاعت فيها شروق التفكير وتقرير ما تريده ...
فقد اكتشفت انها تسعى بالطريق الخاطئ ... اكتشفت انها لديها قدرة على التواصل وحل المشكلات وهذا اسعدها  كثيرا ..
حيث أنها اكتشفت ميزة تتحلى بها عن غيرها وتعتبر موهبة وهبها الله إياها....
لتجد نفسها سعيدة عند إتمام أو إنهاء كل مشكلة وإيصالها لبر الامان ......
لتجد أن سعيها كان خطأ فقد تفهمت ذاتها بالبداية بالشكل الخاطئ فقد اعتقدت أن قدرتها على التواصل وحل المشكلات سيلبىٰ من خلال اقتحامها سوق العمل.....
ولكنها بدلا من أن تشبع موهبتها وتشعر بالسعادة عند تحقيقها وجدت نفسها تهرول بالاتجاه الخاطئ ...
ألا وهو نفس الاتجاه الذي يدفعون بها المرآة تحت مسمى تحقيق الذات ...
ألا وهو عمل المرأة دون أن تدرك هل تحتاج ذلك أم لا؟؟
هل تستطيع استكمال حياتها تحت طائلة قيود العمل ام لا؟؟؟
فجأة وجدت نفسها مقيدة بقيود حديدية لا تمكنها  حتى الاستمتاع بما تقوم به ......
وهنا أدركت شروق أن مقولة (حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب)
مقولة خاطئة بنسبة مائة بالمائة...
والصحيح لها هو (اعمل ما تحب حتى تبدع وتتميز فيما تعمل ).....
انتبهت على دعاء التي اقتحمت مكتبها وهي تصرخ غاضبة / ايه اللي أنا سمعته ده ؟؟
يعني ايه هتقعدي من الشغل !!
ابتسمت شروق بمزيج من السعادة والحزن ...
سعادة على مشاعر الحب الطاغية على ملامح وأسلوب صديقتها ....
والحزن على فراق هذه الصديقة التي أصبحت عملة نادرة بهذه الآونة ثم قالت / تعالي بس يا دعاء اقعدي وانا هفهمك كل حاجه...
تقدمت دعاء ووقفت أمام المكتب وعيونها يتغللها الدموع قائلة برجاء / قبل ما اقعد قولي أن اللي سمعته مش صحيح ......
وكأنها عدوى البكاء التي تتملكنا نحن النسوة فور استماع لنبرة باكي.....
لأجد ذاتي اقف وعيوني تتقاذف منها الدموع لاستدير حول مكتبي وأمسك بذراعيها احاول ان اجلسها امامي واجلس بالمقعد المواجه لها قائلة / متصعبيش عليا الموضوع يا دعاء ارجوكي .....
ربتت على كفي دعاء وهي تقول / إنتي اللي بتصعبيها .....
مانتي هنا صحفية وليكي مقالك الاسبوعي...
وبقى ليكي فقرة والفانز بتوعك بينتظروا مقالك كل اسبوع....
يبقى ليه بقى القرار اللي مش في محله ده !!
حاولت الابتسامة بوسط عبوس نفسي وانا اجيبها بكل اقتناع / علشان اولادي يلاقوا امهم بنفس مرتاحة .....
مش ام مضغوطة من الشغل واليوم اللي بيجري هوا....
وطلبات المدير اللي بتجيلي وانا بذاكرلهم......
وعصبيتي اللي اكتسبتها بسبب ضغط الشغل والأوامر اللي بحاول اضغط على نفسي واطلع ضغطي ده فيهم .......
فكرت اقعد علشان يلاقوا امهم وقت ما يحتاكوني بالمدرسة .....
علشان يلاقوني وقت ما يحتاجوا يخرجوا مش كل مرة تكون حجتي اللي مبتخلصش ( اصلي مش فاضية ) .....
نظرت للأعلى احاول اتخيل حالنا بعد فترة من الزمن وتركت للساني التعبير بصوت عالي /طب لو العمر عدى وانا مش فاضيالهم ...
وهما كبروا وبقوا مش فاضيلي...
هنفتكر ذكريات لبعض إزاي نحكيها في وقت صفا أو احكيها لاحفادي ؟؟؟
ولو أنا دلوقتي مفضتش نفسي علشانهم ...
وعلشان اعيش معاهم لحظات نموهم واشاركهم ذكرياتهم ....
وساعتها لما يكبروا واحتاجهم هما كمان بكل جحود وجبروت هيقولولي مش فاضيين ....
وساعتها لااازم اعذرهم مانا مفضتش لهم وهما محتجني يبقى مطلبش يفضولي وانا محتجاهم .....
وجهت انظاري تجاه دعاء لاجدها تبتلع لعابها بصعوبة وكأني لامست شئ من معتقداتها لتسألني سؤال اعتدت أن اسأله لنفسي طوال فترة تفكيري في هذا القرار / مش ده كلامك ولا دي معتقداتك !!!!
دايما كنتي تقولي الست تقدر تتابع كذا حاجه جنب بعض اولادها وشغلها وبيتها !!!!
كنتي بتقولي أن الست لما تحقق أحلامها هتكون وسام شرف لأولادها يفتخروا بيها !!!
راح فين كل كلامك ؟؟
ابتسمت لاني اخيرا وجدت الإجابة لاجيبها للدعاء / بالنسبة للست تقدر تتابع كذا حاجه مع بعض ده حقيقي ....
والافضل لما تكون الحاجات ده جنب بعض أو علشان هدف محدد ...
بمعنى لازم احدد الهدف والأولويات الاول في حياتي....
لو هدفي في الحياة تربية اولادي واكون لهم قدوة....
فده لازم اربيهم كويس واهتم بيهم واراعيهم...
واكون لهم قدوة في تحقيق حلمي أو تنمية موهبتي ....
اقتطعتني دعاء لتؤكد على حديثي / اهو يعني لازم تكملي مسيرتك علشان تكوني قدوة لهم مش مع بعض الصعاب تتخلي عن حلمك أو موهبتك !!!
_ مش لما تكون ده حلمي أو هدفي !؟
نطقت بهذه الجملة لتوضح لدعاء الغرض من حديثي لأكمل موضحة / لما بدأت اشتغل كنت فاكرة أن هحقق هدفي لكن لاقيت نفسي بقيد نفسي ...
بل بالعكس دانا اكتشفت اني بقتل موهبتي بايدي علشان احقق حلم صاحب الشغل ......
عقدت دعاء حاجبيها يبدو عليها عدم الإدراك لما تفوهت به لأكمل موضحة / يا دعاء انا مقولتش أن هبطل شغل...
لا أنا هشتغل على موهبتي أنا...
أنا اكتشفت اني بعرف أحلل المشاكل وبقدر اوصل لحلول لها بطريقة أو بأخرى...
وكنت استأذنت المدير أن أقوم بنفس اللي بعمله لكن من البيت واسلمه كل اسبوع  مشكلة بحلها زي ما بعمل الايام دي ....
لكن هو رفض...
وطبعا رفض علشان مصلحة شغله ...
يعني لو عايزني في قسم التحرير اكون تحت امره...
عايزني في قسم الاخبار وماله....
المهم أنه يستفاد من وقتي طول مانا بالجريدة ...
لكن لو قعدت في البيت حتى لو هيستفاد من مقالاتي في بيع الجريدة بس طول ماهو مش شايفني قدامه هيحس أنه بيديني فلوس مستحقهاش ......
_ إنتي عارفه لو شيلتي الشغل مين هيقعد مكانك وياخد فكرتك اللي تعبتي عقبال ما نمتيها بالجريدة وجبتلها قراء كتير ؟؟؟؟
كان هذا سؤال دعاء الذي كنت أتوقعه أنه سيحدث لاجيبها بابتسامة وكأني المنتصرة ولست المهزومة / عارفه طبعا البنتين اللي كانوا بيتابعوا معايا اراء القراء ....
بس عايزة اقولك هما دلوقتي فاكرنها فرصة ذهبية وهتلاقيهم سعداء جدا كمان...
وحتى المدير نفسه عامل حسابه عليهم علشان كدة كان بيحاول يضغط عليا اللي هو لو مشيتي أنا مش خسران إنتي الخسرانة ....
اتسعت ابتسامتي اكثر واكملت بانتشاء / بس الحقيقة مع اول مشكلة هيقابلوها عدد الفانز بتاعهم هيقع لاني عارفه تفكيرهم وعارفة يوم ما هيمسكوا الموضوع هيديروه إزاي.....
فبالنسبة للموضوع ده انا مش قلقانة واحتمال قريب جدا المدير يرجع يطلبني تاني ....
بدأت الابتسامة تشق ثغر دعاء وهي تتساءل / وانتي عاملة حسابك أنه هيطلبك وهترجعي مش كدة ...
اومأت برأسي سلبا لاحاول طمأنتها / للأسف لا أنا هشق طريقي مع نفسي واللي بدأت فيه بالفعل ....
عقدت دعاء حاجبيها لأكمل موضحة ومطمئنة لها / أنا عملت زي مجلة اليكترونية كدة لحل المشاكل  وبالفعل بدأت تجيلي بعض المشاكل البسيطة اللي بحاول احلها ببعض النصائح البسيطة....
والحمد لله الصفحة بدأت تكبر وتسمع ...
وطبعا علشان المشاكل الحساسة الممنوعة من النشر هفتح زي شات الصراحة كدة لتلقي المشاكل اللي من النوع ده ....
وبكدة هحقق حلمي وانمي موهبتي واراعي اولادي لاني هشتغل عليها بوقت محدد....
وكزت دعاء بيدي وانا اقول / وعلى فكرة البشمهندس سمير هو اللي عملها وبيتابع تطورها ....
وهو اللي قالي اقولك لو عايزة تمسكي معانا ادمن ونقسم مواعيد العمل بينا ....
لاحظت احتقان وجنتي دعاء ومحاولة اخفاء سعادتها لتحاول مراوغتي قائلة / بس يعني هنسيب الشغل كلنا كدة مرة واحدة ؟؟
ضيقت عيوني قائلة / لا يا جميل مانتي مش هتسيبي الشغل هنا الا لما تتجوزي وبعد الجواز تبقي معايا بقى ومع سمير بس .....
وكزتها بكتفها مرة أخرى مع اخر جملتي لاجد ابتسامتها تتسع وهي تقول / ربنا معاكي ويوفقك يا شروق إنتي بجد جميلة وتستحقي كل خير ....
لتستقيم واستقمت أمامها لنحتضن بعضنا البعض ثم قلت لها / هستناكي تزوريني وتحكيلي جديدك ...
ولو حد مغلبك قوليلي وانا ارفده على طول....
حاولت أن تتهرب بنظراتها ثم توجهت الي باب المكتب وقبل أن تخرج منه التفتت قائلة / متنسيش تضفيني بالمجلة معاكم ....
غمزت لها بعيني وانا ابتسم لتهرول هي خارجة من المكتب وأكمل أنا لملمة أغراضي .....
..........................................
بعد أن استقلت من الجريدة ووصلني خبر تفويض مهامي للفتاتين بالفعل...
ولكن من الواضح أنهم لم يحققوا اي نجاحات فقد حاول مديري التواصل معي أكثر من مرة وعرض علي العودة مرة أخرى مع موافقته بطلبي الاخير وهو العمل من المنزل والتواجد بالمجلة يوم واحد بالاسبوع لمتابعة نشر المقال ولكني رفضت....
فقد شعرت أنني بدأت في طريق تحقيق هدفي وإذا تخليت عنه الآن وهو في باكورة مولده فلم يرى النور ابدا....
لاتخذ قراري بالصمود على موقفي ...
وها أنا الان اجلس بغرفة مكتبي بالمنزل فقد خصصت لي بالصالة مكان لعملي الجديد....
انهيت العمل على اخر مشكلة كنت اتابعها والحمد لله تم حلها ....
ولم اخفي عليكم سرا فأحيانا كنت أشرك اسر معي في حل هذه المشاكل...
وايضا ابي وامي فهم لهم باع كبير من الخبرات في الحياة .
كدت أن اغلق الكمبيوتر ولكن لفت نظري رسالة بالخاص ومن أحد لم اعرفه مدون بعنوانها ( صباح الخير
اسفة اقتحمت الخاص )...
فالمعتاد أن أي شخص يريد مراسلتي بأمر خاص به يراسلني من خلال تطبيق الصراحة حتى لا اتعرف عليه ويعرض مشكلته دون أن اعرفه !!!
أثارت الرسالة فضولي لمعرفة ماهو مدون أسفل هذا العنوان...
لاضغط عليها وافتحها لأجد رسالة طويلة واضح انها مشكلة والمفترض أن اقرأها ....
ولكني بالبداية استغربت الأمر ...
كيف تكشف الشاكية نفسها هكذا حتى قبل أن تطمئن لي وتراسلني من حسابها الخاص!!!
المهم لم اعر للأمر اهتمام ...
نظرت بالساعة المعلقة بالجدار الذي امامي لاقرر ما إذا ابدأ في قراءة مشكلتها ام اؤجلها للغد ؟؟
لأجد أن مازال هناك وقت قبل حضور الاولاد من مدارسهم...
لابدأ في تفحص مشكلتها وابدا في قراءة ما دونته صاحبة حساب ( MR)
صباح الخير
اسفة اقتحمت الخاص
أنتي متعرفنيش والمفروض اني معرفكيش...
بس بصراحة أنا تتبعت اخبارك لما واحدة زميلتي حلتلها مشكلتها واتكلمت عنك ...
بصي أنا هلمحلك عرفتك منين واكيد انتي ذكية وهتعرفي ....
زميلتي واحدة معروفة ومشهورة ومتجوزة رجل اعمال معروف هو دلوقتي قعيد أعتقد عرفتيها دلوقتي...
هي اللي حكتلي عنك ومن ساعتها وانا بتتبع اخبارك ....
رفعت وجهي عن شاشة الكمبيوتر ونظرت للأعلى  لاتذكر صاحبة المشكلة التي تشير إليها هذه المتحدثة ....
وبرغم كثرة المشاكل الا اني تذكرتها فمشكلتها كانت اخر اعمالي بالجريدة ....
جال بخاطري أن أرسل لها سؤالي عن صاحبة المشكلة والي اي وضع وصل حالها لاقرر سؤالها باخر رسالتها  ....
عدت لاستكمال القراءة ...
( طبعا زمانك بتسألي عن حال صاحبتي ...
ابتسمت قليلا فالواضح أنها دبلوماسية وتعي ما يجول بخاطر من يقابلها لأعود وارضي فضولي ...
(صاحبتي يا ستي في افضل حال....
من بعد ما حست أن حقها رجعلها من عند ربنا وجوزها برغم أنه مضطر يعاملها كويس بس نفسيتها ارتاحت جدا ...
وبالعكس بقت بتعامل جوزها كويس جدا وهو كمان بقى افضل كتير معاها بعد ما طلق مراته التانية ....
أصله مستحملش معاملتها وهي بتحط لكل شئ مقابل حتى كوباية الماية اللي بيشربها ...
عرف وقتها ان مش كل حاجه بالفلوس ولا كل حاجه حقي وحقك زي ما كان بيقول أن ده حقه وأنه كدة مظلمش حد .....
وطبعا حاول يعتذر لمراته بشتى الطرق واعطى لطليقته حقوقها كامله وطلقها ..
وهي علشان أصيلة كملت معاه وربت ابنه وبتراعي شركته وكبرتها كمان ....
ونسيت كل حاجه لمجرد أنها حست أن نفسها راضية .....
طبعا أنا لسه متكلمتش عن نفسي ...
وزمانك بتقولي أنا دخلالك ليه ؟؟
على فكرة انا مش داخله اقولك على مشكلة خالص ....
أنا داخلة اشجعك على طريقك اللي ماشية فيه واقولك على الوهم اللي أنا كنت فيه واخدت منه ايه...
على فكرة ده مش اكونت حقيقي ده اكونت فيك عملته مخصوص علشان اتابعك بيه ....
أصل مينفعش تعرفي أنا مين بس اكيد هتتوقعيها ...
أصل كنت شخصية معروفة بيوم من الايام وشهرتي تمنعني انك تعرفيني وتعرفي عني الاسرار اللي هقولها .....
وده من ضمن سلبيات الشهرة أن حتى الكلام اللي نفسك تقوليه متقدريش تقوليه حتى بينك وبين نفسك ...)
ازداد فضولي تجاه معرفة شخصية هذه الراسلة لأكمل قراءة رسالتها ....
( مش هسيبك محتارة كتير ومينفعش اقولك مباشرة أنا مين بس اللي اقدر اقولهولك اني وزيرة سابقة وحققت في شغلي كل طموحاتي...
اللي اكتشفت بعد كدة أنها مش طموحاتي ده طموح الشهرة والأضواء ليس إلا...
واللي للأسف بيكون له وقت محدد بينتهي وينطفي فيه...
بعيدا عن كوني وزيرة سابقة أنا أم ولي ابن وابنة ...
كنت ابنة بارة بوالدتي أو هكذا اعتقدت ...
كنت احسن اختيار قعيدات وممرضات والدتي وكنت اتابع أخبارها من خلالهم ...
وللعلم كنت ازورها أسبوعيا فهي كانت مريضة لا تستطيع التحرك بمفردها
وطبعا لطبيعة شغلي لم يكن لدي متسع من الوقت لمراعاتها ...
وبرغم أنها كانت شيفاني اني مقصرة جدا معاها لكن أنا كنت شايفة اني مطحونة ما بين لقاءات وحوارات اوفر واجتماعات فكنت شايفة أن ليا عذري اللي عرفت بعد كدة أنه مش عذر وهقولك ليه بعدين ..
وبالنسبة لاولادي كنت شايفة اني بوفرلهم كل الاهتمام ...
كانوا في مدارس انترناشيونال بيخلصوا تقريبا على المغرب دراسة وأنشطة ورحلات وكنت جايبالهم بدل المربية اتنين علشان يخلوا بالهم منهم ....
وكنت بتابع اخبارهم من المربيات...
مفتكرش اتصلت بحد فيهم سالت عليه إلا لما يعمل مشكلة والمربية تتصل بيا علشان اتدخل واحلها ....
بحاول افتكر لحظات طفولتهم واي ذكرى تجمعنا سوا مش لاقية ....
لان وقتها كنت بجاهد علشان أبان في شغلي وأظهر....
وفي فترة مراهقتهم جاهدت طبعا اكتر علشان اوصل لمركز الوزيرة .....
وبعد ما وصلتله مقولكيش بقى ....
تقريبا ولادي نفسهم مكنتش بشوفهم إلا كل اسبوع مرة ...
بالرغم أن ممكن يسافروا معايا لو سافرت بس برضه كنت مشغولة جدا ...
لدرجة أن والدتي لما توفت كنت مسافرة نزلت وقفت في دفنتها ورجعت تاني يوم لشغلي بس ساعتها حسيت ان في حاجة جوايا انكسرت ...
حسيت ان الخوف اتزرع جوايا ...
بعد ما دفنت ماما وانا راجعة لشغلي حسيت بالندم وحسيت أن اللي بجري وراه حرفيا هباءا منثورا ....
بعدها معرفتش اركز في مهامي زي الاول لان كنت بحاول ارضي ضميري أن مهملش في اولادي اوي زي ما أهملت في امي ....
بس للأسف كان بعد فوات الاوان ....
بعد ما اتعودوا بعدي ...
بعد ما بقى وجودي مش فارق معاهم ....
بقيت استناهم لكن هما بقى الحياه خدتهم سهرات وحفلات وبعدين أصبح شغل ....
لحد ما اتشالت من الوزارة لعدم كفاءتي زي الاول ....
قولت ساعتها هعوض اللي راح ...
لكن اكتشفت أن اللي راح مبيتعوضتش ....
اكتشفت أن جوزي اللي مفروض كان مشغول زيي لكثرة مهامه كرجل دولة برضه اكتشفت أنه متجوز وان الايام اللي كان بيقولي بيسافر كان بيروح يبات عندها ....
حتى الايام اللي كنت أنا بسافر وهو يقولي مش هيقدر يسافر معايا كان برضه بيبات عندها ....
هتسألي عرفت منين هقولك لما قعدت بالبيت واكتشفت الموضوع وحاولت اواجهه لاقيته معبي مني اوي
قعد يسألني إنتي امتى كنتي زوجة ؟؟
ولا امتى كنت ام ؟؟
والكارثة أن اولادي كانوا عارفين وكانوا ساعات بيروحوا يقعدوا معاه عندها تخيلي!!!!
أنهى حواره أن حطني في خانة الست الأنانية اللي عايزة مصلحتها وشغلها اهم من بيتها واولادها .....
لوهلة حسيت أنه عنده حق بس انا كان قصدي اعمل حاجه يفتخروا بيها .....
وفي نفس الوقت افتحلهم بيها ابواب كتير لمجرد اني وزيرة .....
وفعلا فتحتلهم الابواب واشتغلوا في افضل وأرقى المناصب لدرجة أنهم انشغلوا عني جدا ومبقتش اشوفهم.....
حسيت احساس والدتي لما كانت بتترجاني اقعد معاها شوية .....
حسيت قد ايه كنت هملاها لما اعتمدت على الممرضات وسيبت مسؤولياتها عليهم ......
عارفة أنا قاعدة فين دلوقتي ؟؟؟
قاعدة بدار مسنين .....
لما اشتكيت كتير لاولادي اني محتاجة الاهتمام ومحتاجة الونس وانا في مرحلتي الضعيفة دي....
عارفة كان ردهم ايه ؟؟؟
قالولي كنا صغيرين وضعاف ومش قادرين نعمل حاجة .....
كنتي بتسبينا مع المربية تغيرلنا وتاكلنا وتهتم بينا ....
كنتي بتقولي انك مشغولة وجه وقت تقدري انشغالنا .....
بصراحة كانوا حنينين محبوش يسبوني لوحدي فجابوني هنا بدار المسنين .....
والكارثة أني لاقيت زيي كتير اللي اهتم بحياته ونسي أولاده فجه اليوم اللي نسيوه فيه .....
عارفة الايه اللي بتقول بسم الله الرحمن الرحيم (قل هل ننبئكم  بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) صدق الله العظيم
الايه دي بتنطبق علينا بالظبط....
بتنطبق على اللي نسي مهامه الأصلية وسعى وراء سراب وللأسف مكسبش حاجه في الاخر ...
زيي كدة نسيت مهامي كأم وكزوجة وافتكرت أن لما أسعى وراء الشهرة والسلطة هملك كل حاجه بس للاسف الوزارة اللي حطيت فيها كل همي ومجهودي نسيتني دلوقتي ولا بيفتكروني حتى بتليفون ...
واولادي نسيوني ويا دوب كل ست سبع شهور لو حد اتصل بيا منهم ....
أنا طبعا مقدرش الومهم لاني نسيتهم في عز ضعفهم ....
وبالتالي نسيوني في عز ضعفي ......
طبعا هتفتكري اني بشتكيلك علشان تكلمي اولادي ....
ابدا .....
أنا حكتلك كل ده علشان وصلني انك حبيتي تشقي طريقك بجانب اولادك فحبيت اكدلك أن تفكيرك صح....
طب اقولك على حاجه كمان هتتفاجأي منها ....
من وانا صغيرة كنت بحب اوي فن الكانفا بس مهتمتش اوي ومتطورتش فيه ....
لما قعدت بدار المسنين بدأت اشتغل واطور من نفسي وبقيت بعمل حاجات جميلة جدا وتصاميم رائعة وعلية القوم بتشتري مني حتى اولادي ....
بس طبعا بتعامل تحت اسم مستعار وببيع اونلاين واسمي بقى معروف بينهم .....
ببقى فرحانه وانا بعمل حاجه لاولادي أو احفادي اللي بتابع صورهم من الميديا أو لو طلبت اشوف تصميمي جنب صاحبه ....
عارفة بدأت دلوقتي بس احس اني عايشة ...
وندمت على عمري اللي راح واللي محستش فيه بالمتعة الجميلة دي وانا بصمم حاجه بايدي لاولادي .....
ندمت ندم عمري لما بفكر إن كان ممكن افضل جنب اولادي وفي نفس الوقت اعمل اللي بحبه وانمي موهبتي ....
ده يمكن كمان كان بقى ليا براند باسمي !!
يعني برضه كنت هبقى معروفة بس بفرق وانا جنب اولادي وبعمل الحاجة اللي بحبها
عرفت احساس جميييل جدا ومشاعر جميلة احلى مليون مرة من مشاعر الطموح المزيفة ...
بقيت أميرة، أو وزيرة، أو سفيرة!!
هاخد ايه لو مبقتش ام لاولادي !!!
أنا جايالك من المستقبل وبقولك انتي صح خليكي جنب اولادك واعملي برضه اللي بتحبيه ....
طول مانتي بتعملي اللي بتحبيه هتبدعي فيه وممكن توصلي فيه للي غيرك موصلش ليه....
الموهبة شىء جميل والاجمل لو اهتمينا بيها هنتميز فيها ......
اعتقد زمانك عرفتيني ومش بعيد تكوني عملتي سيرش وانتي بتقري حكايتي عن الوزيرة المتقاعدة واللي عندها ابن وبنت في مراكز مرموقة ....
مش مهم.....
المهم أن حبيت اوصل رسالتي يمكن معرفتش احققها بحياتي بس على الاقل اقولها لغيري يمكن يعرف يحققها ...
أغلقت التطبيق الذي اعمل من خلاله ونظرت تجاه الكمبيوتر وانا ارجع ظهري للخلف قليلا وافكر فيما مضى وفيما تم
لابدأ بربط حديث هذه المسؤولة مع كل حالة قمت بحل مشكلتها ....
لقد كان الحل يكمن في البحث عن الذات داخل كلا منهن ...
كان الحل قائم على اكتشاف ذاتها وما تحبه وما ترغب في تنميته بدءا من حالي أنا كشروق فقد استقامت حياتي حين اكتشفت موهبتي وسعيت على تنميتها حتى أن زوجي أصبح يرى اهتمامي بذاتي فبدأ هو من يسعى خلفي ...
ثم مشكلة زهرة لم ولن كانت ستحل الا بعد أن حاولت الوصول ما يرضى موهبتها ومن خلال ذلك استطاعت أن تجمع بين ما يريده بيتها وأبناؤها وما تريده موهبتها ...
حتى عاليا التى ضحت بنفسها من أجل زوجها وابنها لم تستقم حالها الا حين أحبت نفسها بجانبهم فليس المطلوب لحب الغير أن تدفن روحك بل لتحب غيرك يجب أن تحب ذاتك أيضا ....
وكوتين التي حلت معضلتها حين أحبت نفسها ورأت أنها تستحق اكثر من هذا ....
لم أطالب بحب الذات والأنانية المفرطة ولكن أطالب بتفهم الذات وحب الغير كما تحبه لنفسك كما أمرنا رسولنا الكريم ....
واعلمي عزيزتي أن كل مشكلة تختلف كليا شكلا وموضوعا عن غيرها حتى لو تشابهت الظروف فلا تتخذي غيرك مثالا بل انظري لمشكلتك وتفحصي جوانبها واتركي أمر المقارنة نهائيا اذا كنتي تودين حل المشكلة في الأساس .....
لم انفي أن بعض النساء يجب بل ويلزم اقتحامها لسوء العمل مثال مليكة التي برغم ما تعانيه إلا أن حالها يستوجب استمرارها في سوق العمل أما لتلبية احتياجاتها واحتياجات أسرتها الأساسية أو لتبية رغبتها في ذلك ولكن يجب أن تكون صريحة مع ذاتها وتعرف ماذا تحتاج وماذا تريد من هذا الخوض لسوق العمل وتتحمل كافة الصعاب التي ستراها وكافة الأنواع التي ستقابلها وليس مجرد الانسياق الاعمى خلف شعارات كاذبة والاستقلالية وإثبات الذات التي لم ولن تصل لهم بالنهاية ....
فإذا كنتي تريدين إثبات ذاتك أما بالبحث داخلك عن نقاط قوتك وموهبتك أو تربية أبناءك بطريقة تجعل كل من قابلهم يمجد في تربيتك ويدعو لك....
______________________________
لأجد ذاتي افتح التطبيق مرة أخرى واسطر كلمات مقالي الجديد ....
اكتشفت أن الانثى حقا تمتلك كثير من المميزات التي ربما تتفوق على الرجال بها ...
ولكنها تركت كل هذه القدرات وهرولت خلف ما لا تطيق به أمرا ....
بينما لو أرهقت نفسها قليلا وفتشت بداخلها ...
لوجدت ما يميزها حقا دون أي ارهاق..
فكل أنثى مميزة بشئ ما ....
وكل ما يستوجب عليها هو اكتشاف ذاتها وموهبتها ...
ابحثي عزيزتي بداخلك ستجدي ما يميزك ....
فانت أنثى مميزة بالفطرة
ولا تحتاجين لأي شئ يظهرك
فقط اعتني عزيزتي بنفسك...
وابحثي بداخل ذاتك....
ستجدي كل ما تريدين تحقيقه دون عناء ....
بل ستجدي من تهرولين خلفه يهرول هو خلفك ...
اصنعي لنفسك مدارك الخاص وستجدي الاف الاقمار تدور حولك.....
بل وستنير دربك...
كنت أنثى
وباكتشاف ذاتي وموهبتي أصبحت أكثر أنوثة ....
امضاء
شروق المرشدي
انتظرونا  
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
في انتظار تعليقاتكم ومناقشتكم حول كل شخصية بالرواية واراءكم حتى لو سلبية 🥺🥺
قولولي بتعليقاتكم وريفيوهاتكم رايكم في شروق موهبتها ووتين وما حدث لها وزهرة وما لاقته وعاليا ورأيكم في مشكلتها اللي كانت نتيجتها بالبارت ومليكة وما تعانيه واخيرا وليس اخرا كلن منكن تبحث بذاتها عن موهبتها لنناقش سويا هذه الموهبة وكيفية دعمها ومن منكن ترى أنها بلا موهبة ؟؟؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 14 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

وتين القلبWhere stories live. Discover now