2

322 30 8
                                    

إذا نظرنا إلى الوراء الآن، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً منذ أن التقيتُ بزوجي حتى تزوّجنا.

لقد هُزِمت دوسيليا.

في صباح أحد أيام الشتاء، كنتُ قد غططتُ في نومٍ مضطرب، قلقةً على والدي الذي شارك في الحرب.

دق دق.

استيقظتُ على صوت شخصٍ يطرق الباب، واستقبلتُ الضيف غير المدعو في حالةٍ شعثاء.

"مَن …؟"

زيٌّ رسمي، وأزرارٌ ذهبية، وياقةٌ منتصبةٌ تصل إلى الرقبة.

لقد كان زيًّا بحريًا.

بمجرّد أن رأيتُ الملابس تملأ مجال رؤيتي، ابتسمتُ بإشراق.

"أبي؟"

رفعتُ رأسي بسرعة. لكن وجهي أصبح ضبابيًا في لحظة، دون أن تتاح لي فرصة الترحيب به بفرح.

الرجل الذي اعترض طريقي لم يكن والدي.

وجهٌ صارمٌ تحت القبعة البحرية، ووضعيةٌ جامدة.

كان لديّ شعورٌ سيء. وفي لحظة، كنتُ مستيقظةً تمامًا، وعرفتُ غريزيًا.

الرجل الذي أمامي كان بلا شك هنا لتوصيل أخبار سيئة.

سرعان ما خلع الرجل قبّعته. كشفت ملامحه المخبّأة في الظل عن نفسها ببطء. القزحية الزرقاء، التي تعكس أشعة الشمس الساطعة، تتألّق مثل البحر.

تحرّكت شفتيه المغلقة بقوّة ببطء.

"إيديث بريم، ابنة إيزيك بريم. هل هذا صحيح؟"

" … نعم."

ارتعدت جفوني. دون وعي، قمتُ بفكّ أزرار ملابسي العليا لإخفاء أيٍ مشاعر.

وبعد التأكّد من هويّتي، واصل الرجل الحديث بلا مبالاة.

"لقد جئتُ لتقديم رسالة تعزية. توفّي ضابط البحرية إيزيك بريم، الذي قاتل بشجاعةٍ في ساحة المعركة في دوسيليا، في 18 ديسمبر 1824، حوالي الساعة 2:15 مساءً."

كان صوته الجاف واللامبالي متطابقًا تمامًا مع الأخبار القاسية.

رمشتُ ببطء.

ماذا بحق السماء سمعت للتوّ؟

كلّ شيءٍ أمامي، باستثناء الرجل، غرق في الظلام، وهدأت أصوات الشارع الصاخبة.

"ماذا قلتَ للتوّ …"

كان لا بد أن يكون خطأً. كان عليّ أن أفكّر بهذه الطريقة. وإلّا فلا بد أنني أخطأتُ في فهم أو استيعاب شيءٍ ما أثناء نعاسي.

أخذتُ نفسًا عميقًا بهدوءٍ وسألتُ مرّةً أخرى.

"أعتقد أنني أخطأتُ في الفهم، هل يمكنكَ تكرار ذلك مرّةً أخرى؟"

أعتقد أن زوجي قاتلWhere stories live. Discover now