8

82 14 3
                                    

بطريقةٍ ما، استمرّت الأيام السلّمية. كما تضاءل تدريجياً القيل والقال المحيطة بالدوق شولتز.

في هذه الأثناء، قمتُ بإخفاء المتعلّقات المليئة بذكريات والدي في أماكن غير مرئيةٍ حول المنزل.

على الرغم من أنه كانت هناك لحظاتٌ تبادر والدي إلى ذهني، إلّا أنني تمكّنتُ من تحمّل الأمر بشكلٍ أفضل من ذي قبل. كان ذلك لأنني كنتُ أحاول أن أشغل نفسي، غير قادرةٍ على التفكير فيه.

عندما زرتُ مكتب البريد لإبلاغ الماركيز راسيل أنني لن أتمكّن من حضور المقابلة، تلقّيتُ توبيخًا باردًا وقاسيًا في المقابل.

وبعد عدّة اعتذارات، سمح لي كبير الخدم أخيرًا بالخروج.

على أيّ حال، بينما كنتُ منشغلةً بقضاء أيامي، كان أوّل يوم عملٍ لي في قصر شولتز يقترب.

استيقظتُ مبكّرًا عن المعتاد واستعددتُ للتوجّه إلى قصر شولتز. عندما صعدتُ إلى العربة، ملأت صيحات التعجّب المفاجئة الهواء.

"لماذا تذهبين إلى قصر شولتز الذي لا مالِك له؟ هل من الممكن أنكِ العشيقة السرية للدوق شولتز؟"

"لا، لا على الاطلاق."

وعلى الرغم من إنكاري، إلّا أن نظرات السائق المتشكّكة ظلّت عالقةً في وجهي، ممّا دفعني إلى اختلاق عذرٍ متسرّعٍ لكوني مراسلةً صحفية.

لا يزال يبدو على السائق الشك، لكن يبدو أنه صدّقني إلى حدٍّ ما.

'في المرّة القادمة، من الأفضل النزول في مكانٍ قريبٍ والمشي.'

لم يكن المنظر خارج النافذة هادئًا كما كان من قبل، لكن كان له حيويّته الخاصة.

بعد فترة، مرّت العربة عبر الشوارع المزدحمة ودخلت منطقةً أكثر هدوءًا. بعد الركوب صعودًا لفترةٍ من الوقت، وصلنا أخيرًا إلى مدخل قلعة إيفانيشتاين.

"ياللروعة ..."

عند نزولي من العربة، نظرتُ إلى أسفل الجرف بالأسفل.

كانت الغابة المحيطة مغطاةً بالثلوج. ومن هناك، كان بإمكاني رؤية النهر الذي يتعرّج عبر الغابات، وبحيرة بوبفن، وحتى البحر البعيد في لمحة.

أدركتُ أن القلعة كانت تقع على أرضٍ مرتفعة.

عندما استدرت، رأيتُ المدخل الرسمي بسقفه المرتفع. لقد كان عبارةً عن هيكلٍ حيث تم ترتيب الطوب الأحمر بإحكامٍ بين أعمدةٍ ذات لونٍ كريمي.

حدّقتُ بهدوءٍ في شعار النسر لعائلة شولتز المنحوت فوق المدخل قبل أن أدخل ببطءٍ إلى الداخل.

كانت المباني مكدّسةً طبقةً بعد طبقةٍ مثل القلعة في كلّ الاتجاهات. لقد طغى عليّ شعور عظمتها، وتقلّصتُ لا إراديًا.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 15 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أعتقد أن زوجي قاتلWhere stories live. Discover now