الفصل الثاني

42 17 4
                                    

بعد ان دققت روز النظر فيه تذكرت ما حصل من قبل وقالت باستغراب..
روز : لا اصدق ا هذا انت ؟؟!!!.. ماذا تفعل هنا ؟ هل تلحق بي ؟
عقد عمر حاجبيه باستغراب ثم رد ببرود..
عمر : اجل.. لانه لا يوجد لدي اي عمل اقوم به غير اللحاق بفتاة اجنبية !
روز : ولماذا تتكلم بالفصحة ؟ بامكاني ان افهم عليك بالمناسبة !
عمر : وانت وش يقلق فيك نحكي بلهجتي ولا بالفصحة ؟
روز : انت غريب فعلا عن باقي العرب اللذين صادفتهم طيلة حياتي في ميلانو.. المهم كان بودي ان اقعد معك حتى الصباح لنتكلم لكن انا في عجلة من امري
عمر : حتى لو تحبي تقعدي انا منحبش .. وتاني مشني قاعد باه ندي ونجيب معاك فالهدرة يا فتاة ميلان
غادرها عمر تاركا اياها تعيش فوضى افكار بخصوصه ولا سيما عندما ناداها بفتاة ميلان شعرت وكأن بها نغمة مميزة وغريبة تجهل كينونتها.. تنفست بعمق ودلفت الى الحمام الذي استغرقت فيه عشر دقائق بعدها عادت حيث تجلس مرام التي كانت تعبث بهاتفها..
مرام : لما تاخرت يا روزا ؟ لقد اتصلت امي علي وطلبت مني ان نعود حالا الى البيت ان الساعة قاربت على العاشرة
روز : اوه حقا ؟ يا الهي لقد مضى الوقت سريعا.. هيا لنعد قبل ان تغضب عمتي لينده
مرام : حسنا.
عادت الفتاتان الى البيت والتعب مسيطر عليهما.. دلفت روز الى غرفتها وراحت تفكر في ذلك الشاب الذي صادفته مرتين وبطريقة اثارت انتباهها على حين غرة.


****


جلس عمر على كرسي مكتبه يرتدي مئزره الطبي ويدقق في حالة مريضة الرئة.. وقد سرح قليلا بمخيلته يتذكر تلك الملامح الشقراء.. لا يدري لما شعر وكأنه يعرفها من قبل او ربما يعرف شخصا ما يشبهها من الماضي.. انتفض من شروده على صوت الباب وهو يفتح من طرف زميله صلاح.. حيث قال له وهو يجلس قبالته...
صلاح : كشما توصلتي لحل ؟؟
عمر : والله لحد ساعة مكانش.. يعني صراحة رئتين تعها في زوج مضرورين ياسر وعندها شهر واحد في حياتها ادا لا عاشت
صلاح بأسى : اممم والله كي نطيح في حالة ميؤوس منها نحس بالقنطة ويغيضوني المرضى ؟
عمر : هي لي وصلت روحها ا صلاح.. هلكت رئة تعها بالتدخين ومعملتش حساب يحكمها سرطان... درك ما عندنا ما نديرو لي علينا عملناه
صلاح : صح.. حقا سمعت بالايطالية لي جاية تخدم عندنا
عمر ببرود : هممم سمعت قالي موسيو مرزاق
صلاح بخبث : عبالك كون تطلع زلة لازم نفرزها قبل ما يقفز بيها غيري
عمر بلا مبالاة : لا قبلت بيك بصحتك.. بصح انت عندك عادي تتزوج بوحدة مش مسلمة ؟
صلاح : ايه عادي واينو مشكل ؟ قادر ندخلها للاسلام ونربح فيها اجر
عمر : وعلاه متتزوجش ببنت بلادك خير ؟
صلاح : خليتها ليك
قام مكانه بعدها يغادر المكتب يقصد جناح الاسعافات.. اما عمر فقد سرح بتفكيره مجددا عند تلك الاجنبية التي احدثت عاصفة داخل ثائرته.


*****


استيقظت روز على صوت مرام ساعة سابعة والنصف.. قامت مكانها بكسل تغادر الغرفة تقصد الحمام وفي طريقها قالت لها الاخرى بمرح...
مرام : وش كسل ادا كل سينيورينا ؟
روز بتعب : هذا كله بسببك انت.. هل نسيت كيف جعلتني اسهر لوقت متاخر ليلة امس !!
مرام : انت من طلب مني بسبب راس السنة خاصتك
روز : انت ايضا تحتفلين به على فكرة
مرام : مش بالنية تعكم انتم المسيحيين نحن نحتفل به كنهاية عام ودخول اخر جديد وفقط
روز : امممم فهمت.
بعد ان انهت الفتاتان تناول فطور الصباح مع لينده.. غادرن المنزل بهمة ونشاط.. وعند وصولهما اسفل العمارة توقفت مرام عند سيارة امها وقالت لروز...
مرام : روزا وش رايك نهار الاول تع عمل تيعك تروحي بالطوموبيل ؟؟
روز : لم افهم قصدك ؟
مرام بخبث عفوي : طلبت من ماما تعطيني مفتاح تع طوموبيل تعها كي تقوديها ما رايك ؟
شعرت روز بالفرح وقالت..
روز : لا اصدق ساقود السيارة من جديد ؟؟ لقد اشتقت الى الامر
القت مرام عليها المفتاح كي تلتقطه الاخرى بفرح بعدها انطلقا بسرعة الى مستشفى افيسان تدندنان بسعادة كبيرة.. عند وصولهما بعدما استغرقتا وقتا في زحمة السير طلبت روز من مرام ان تنزل هنا وتسبقها حتى تتمكن من ركن السيارة..
مرام : حسنا لا تتأخري !!
روز : حاضر.
نزلت مرام من السيارة تسير ناحية البوابة.. اما روز فقد تقدمت ببطئ تبحث لها عن مكان شاغر.. وبعد ان عثرت عليه وجدت صعوبة في ركنها.. فقد كانت دائما ما تقع في نفس المشكلة.. تراجعت بالسيارة للخلف قليلا.. ثم نظرت في المرآة الامامية تقود بحذر وما ان كادت على وضع السيارة في مكانها اتت اخرى بدلا عنها واخدته منها.. لعنت حظها وترجلت بغضب تقصد صاحب السيارة الذي نزل منها لتوه وقالت بانزعاج..
روز : هاي انت يا سيد لقد اتيت قبلك وهذا مكاني انا !!
نزعج الشاب نظاراته الشمسية وقال ببرود..
عمر : اوووو فتاة ميلان ؟ لازم وين ما نروح لبلاصة نشوفك ولا كيفاه ؟
فتحت روز عينيها في ذهول من تكرار الصدف بينها وبين هذا الشاب وقد قالت بعصبية..
روز : اولا اسمي روز مونتويا وثانيا لا تناديني بفتاة ميلان وثالثا هذا مكاني انا وكنت على وشك ان اركن سيارتي فيه
شبك عمر دراعيه بعضهما البعض واجابها..
عمر : اولا هذا مكاني انا ومعتاد ان اركن سيارتي فيه وثانيا لا تكلميني بهذه النبرة احسن لك وثالثا ماذا تفعلين هنا ؟
روز : اذا انت تتحداني سيد مغرور ؟
ابتسم عمر بينه وبين نفسه على نعتها له بالمغرور وقال ببرود....
عمر : اجل ا لديك مانع يا فتاة ميلان.. اوه اقصد روز مونتويا
صرت روز على اسنانها من الغضب بسبب ما يفعله هذا الشاب معها.. اما عمر فقد غادرها الى الداخل يتسائل ما اذا كانت نفسها الايطالية التي ستبدأ بالعمل معه.

فتاة ميلانWhere stories live. Discover now