الفصل الرابع

31 13 2
                                    

قال جملته الاخيرة مع دخول شيماء الى مكتبه اذ كان وقعها على اذنيها له تأثير كبير.. اما روز فقد شل لسانها عن الحركة لا تدري ما الذي حدث لعقله كي يعرض عليها الزواج وهما لم يمضي على تعارفهما سوى بضع ساعات فقط...
شيماء : عمر !! وش قاعد يصرا هنا ؟
انتبه الثنائي مع ذلك الصوت الذي ايقظهما من موجة سرحانهما وقال الاخير باستغراب..
عمر : شيماء ؟ وقتاه جيتي ؟
شيماء بضيق :وقت لي كنت فيه تعرض زواج على الايطالية
انزعجت روز كثيرا من كلام شيماء لكنها لم ترد عليها حيث التفتت على عمر وقالت بهدوء..
روز : عن إذنك حضرة الطبيب لدي مريض يجب علي مراقبته
عمر : حسنا آنسة روز
غادرت الاخيرة مكتب عمر وهي في حالة ضياع لا تستطيع هضم ما حدث قبل قليل.. اما شيماء فقد التفتت عليه وقالت..
شيماء : وش ادا لي صرا ا عمر ؟ صح حاب تتزوج بطفلة اديكا ؟
عمر : ايه واينو مشكل ؟
شيماء بانزعاج : مش على اساس تكره نوع ادا من بنات وتحب تتزوج ببنت بلادك برك !!
جلس عمر على كرسيه يعبث باوراقه قائلا دون اعارتها اي اهتمام...
عمر : ودرك بدلت رايي بعد ما شفت روز نظن ادي حاجة تخصني ا شيماء ؟
شيماء : صح اديك هي.. ربي يهينك معاها وتكون وجه السعد عليك
عمر : ان شاءالله.
تركته شيماء وخرجت من المكتب تشعر نفسها في صدمة وخيبة وخذلان.. فالشخص الذي سلمته قلبها على اساس انه سياتي يوم ويصون الامانة غدرها بطريقة موجعة ودون حتى ان يرف له جفن... مسحت دموعها فور ان رات شقيقها التوأم انس قادم نحوها وابتسمت بتصنع معه قائلة..
شيماء : اوووو شوفو شكون جا ؟
انس : ياو انا لي من مفروض نقولهالك ادي وش جاية تعملي هنا ؟
شيماء : جيت نشوفك يخي عيب ولا حرام !
نظر انس ناحية مكتب عمر وقال ساخرا..
انس : بصح ادا مش بيرو تيعي تع دكتور عمر
شيماء : بفففف انس متبداش الله يسترك
انس بفضول : وشبيك تباني مقلقة ؟
شيماء : لا ما كاين والو.. حقا نسقسيك تلاقيت مع هاذيك ايطالية ولا مزال ؟
انس : قصدك روزا ؟
شيماء : اممم خلاص وليت تعرف اسمها تاني
انس : تي تخدم معايا كيفاه تحبيني منعرفش اسمها ؟
شيماء بامتعاض : مفهمتش انا مخلية بلادها وجاية لعندنا يخي مضروبة في راسها ادي ولا ش !!
أنس : وانت وش حرق شعيرك في طاجينك ؟ تساليها تجي هنا ولا تبقى لهيه ؟
شيماء : الله يبارك محامي تعها وانا معاباليش.. مهم نخليك انا بابا يستنى فيا مروحين كيف كيف
أنس : اوك.


*****

كانت روز تسير في اروقة المشفى سارحة بافكارها لا تنتبه مع اي احد من حولها.. حتى ارتطمت بجسد ذكوري كادت ان توقع كوب قهوته..
روز : اوه انا اسفة لم انتبه لك حضرة الطبيب !
ابتسم صلاح معها بلطافة ورد قائلا..
صلاح : معليش ديموزال ما صرا والو.. انت جراحة جديدة لي جات من ميلان صح ؟؟
مدت روز يدها لاجل مصاحفته قائلة بهدوء..
روز : ايه انا هي اسمي روز مونتويا وانت ؟؟
بادلها الاخير التحية مردفا..
صلاح : دكتور صلاح قاسمي جراح في قسم الاعصاب
روز : متشرفة بك حضرة الطبيب قاسمي
صلاح : لنا عظيم الشرف ديموزال روز.. عجباتك الخدمة هنا معانا ؟
روز : اجل.. الفريق رائع وجيد وكذلك المتدرب انس خفيف الظل والاخرون مرحون ايضا
صلاح : جيد سعيد لسماعي هذا.. نظن انت تحت اشراف عمر ؟
فور ان سمعت روز اسمه حتى شعرت بقشعريرة سرت في انحاء جسدها.. وقد لاحظ صلاح تغير ملامحها فور ذكر عمر.. كادت ان تجيبه لكن قدوم سالي تركض نحوهما حال دون ذلك..
سالي : روز الطبيب عمر يريدك في جناح الاسعافات حالا هناك حالة مستعجلة قد اتت للتو لشاب تعرض الى حادث دراجة
روز : حسنا ساذهب في الحال.
ركضت بسرعة الى عين المكان متناسية ما حدث قبل قليل.. وبسرعة انضمت الى اميمة وانس تراقب عمل عمر وهو يقوم بفحص المريض الذي كان غارقا في دمه..
عمر : موسيو ركز معايا اك تسمع فيا ؟
الشاب : ايه نسمع فيك ا حكيم
عمر : وين حاس بالوجاع ؟
الشاب : في كل بلاصة ا حكيم.. في رجلي وفي رقبتي وفي يدي وفي راسي
أنس : باينة عندو قداه من كسر في البلايص لي هدر عليهم درك ا حكيم.. وتاني شوف منطقة الاخيل تع رجلو معوجة شوية
نظر عمر صوب المكان واردف ..
عمر : ايه اعملولو اللازم عليها.. وتاني تاكدو كان عندو نزيف داخلي ومتنساوش صور الاشعة
اميمة : اوكي حكيم درك ندبر راسي
غادر عمر المكان تاركا الثلاثة يهتمون بالمريض.. وفي طريقه استوقفته روز تنادي عليه حيث توقف والتفت خلفه قائلا بفضول..
عمر : تفضلي انسة مونتويا ؟
روز : بصراحة حضرة الطبيب لي طلب صغير منك !!
عمر : اجل اسمعك ؟
استغربت الاخيرة تصرفه البارد هذا ناحيتها وكأن شيئا لم يكن.. سرت مشاعرها داخلها وقالت بعدها..
روز : هلا سمحت لي بالانصراف باكرا اليوم ؟
عمر : لاجل ماذا ؟
روز : هناك موضوع مهم يجب علي ان انهيه ارجوك !
طالعها الاخير بضع ثواني ثم قال ببرود..
عمر : حسنا ولكن ستكون الاولى والاخيرة.. بعد ان تنتهوا مع ذلك الشاب بامكانك المغادرة
شعرت روز بالفرح وامسكته يده تلقائيا معبرة عن شكرها له..
روز : اشكرك من صميم قلبي حضرة الطبيب اوقروت
لحظتها خفق قلب عمر بطريقة غريبة لم يسبق له ان خفق مثلها لاجل فتاة ما.. سحب يده عنها ورد ببرود..
عمر : لا داعي للشكر هذا حقك كأول يوم لك في العمل
غادرها بعدها وعادت هي الى عملها عاقدة العزم ان تنهي ما اتت لاجل البحث عنه.


فتاة ميلانWhere stories live. Discover now