الفصل التاسع

23 10 4
                                    

دلف عمر غرفته وهو لا يصدق ما سمعه منذ قليل.. اذ انه اتضح الان سبب رفض عمه هذه العلاقة... في تلك الاثناء دلفت سالي عليه تخبره بقدوم حالة مستعجلة.. لكنه كان في عالم اخر تماما حتى انه لم يسمعها وقد شعرت الاخرى بوجود.خطب ما.. تقدمت منه بعجل واردفت من جديد..
سالي : حكيم راني نحكي معاك تسمع فيا ؟
انتفض الاخر على صوتها ورد ..
عمر : ها سالي تفضلي ؟
سالي : جاتنا مراة دورك تعرضت لاختناق بالغاز والرئتين تعها مضرورين في حالة
عمر وهو لا يزال تحت الصدمة..
عمر : ايه اني جاي.. ولا نقلك خلي صلاح يشوف معاها
سالي : حكيم صلاح راهو في عملية من نص ساعة
عمر بضيق : اممم زهر ومكانش طبيب وحدوخر
سالي : لا مكانش ومراة حالتها خطيرة وتسنى
تنهد باستسلام ووقف مكانه بعجل يقصد غرفة العمليات حيث كان انس وممرضتين في انتظاره.. وما ان دخل وهو على اهبة الاستعداد حتى قال له الاخير..
انس : واينك ا راجل مراة راح تموت بين يدينا
عمر ببرود : اني جيت خلاص.. قولولي وين وصلت حالتها ؟.

*****

كانت روز تسير بلا هوادة لا تدري ا تعود للمنزل ام تقصد مكانا اخر منزوي لتنفرد بنفسها.. وصلت بقدميها الى حديقة عامة وجلست تفكر في كل شيء.. وفي تلك اللحظة رن هاتفها من طرف مرام..
روز : آلو !
مرام بقلق : سينيورينا واينك ؟
روز : لماذا ؟ ماذا هناك ؟
مرام : قالي خطيبك لي انت مشك مليحة ووصاني نقعد معاك
روز : لا يوجد داعي يا مرام صدقيني ثم اريد البقاء بمفردي قليلا
مرام باعتراض : ولكن يا سينيورينا ..
قاطعتها روز قائلة ..
روز : مرام ارجوك لا تضغطي علي عندما اعود الى البيت ساخبرك بكل شيء
تنهدت الاخرى باستسلام وردت..
مرام : آه حسنا يا سينيورينا كما ترغبين
اغلقت روز المكالمة وبقيت على حالها تراقب الافق سارحة في عالم اخر.. تتذكر والديها واللحظات الجميلة التي قضتها بين احضان اسرتها في ميلان.. مضت عليها نصف ساعة حتى انتفضت بفزع على احدهم يجلس بجانبها.. قالت باستغراب..
روز : ا هذا انت !! كيف وجدتني ايها المحتال
ابتسم الاخر معها ورد بلطف..
دانيال : انت شقيقتي الوحيدة يا روز واشعر بمكانك ولو كنت في اخر الدنيا
ترقرقت عيناها بالدموع لحظتها وعانقت شقيقها بقوة مستسلمة بذلك تخرج كل ما في جعبتها.. ابتعدت قليلا وانتظرها هو حتى تهدأ.. مسحت دموعها وقالت ..
روز : لقد كان قدومي الى هنا عبث يا دانيال ولم استفد شيئا
دانيال : لماذا ماذا حدث معك ؟ هل عرفت من هو والدك الحقيقي او ربما لم يتقبلك ؟ ان كان هكذا اخبريني ساوسعه ضربا لاجلك
ابتسمت بلطافة على خوفه عليها وردت بيأس وقنوط..
روز : يا ليته كان هذا وذاك يا داني لكن مع الاسف حدث ما هو اسوأ من الاثنين
دانيال بفضول : تكلمي يا فتاة لقد نفد صبري حقا
روز : ذلك الرجل الذي كان يجلس رفقة والدي الحقيقي استيقظ اليوم من الغيبوبة واخبرني بكل شيء
دانيال : ماذا قال لك !
روز : اخبرني ان صديقه توفي العام الماضي
فتح دانيال عينيه في ذهول ورد ..
دانيال : اووو انا اسف حقا يا روز هذا بالفعل خبر محزن.. تعازي لك
روز : شكرا لك عزيزي
دانيال : وماذا قررت ان تفعلي الان ؟ هل ستعودين الى ميلان ؟
بقيت روز تفكر برهة زمنية فالامر الذي اتت لاجله قد انتهى ولم يبقى هناك داعي لبقائها لكنها ايضا تذكرت امر عمر الشخص الذي دخل قلبها دون استئذان .. تنفست بحزن واردفت..
روز : صدقني لا اعلم يا داني انني محتارة
دانيال : تفكرين بذلك الطبيب صحيح ؟!
روز : اكذب عليك ان اخبرتك العكس.. بصراحة اشعر وكأنني صرت جزءا منه.. ولا اريد تركه ابدا
دانيال : وهل يستحق ان تضحي لاجله يا اختي ؟ هل انت متأكدة من انه باستطاعتك التخلي عن بلدك واهلك وانتمائك لاجل ذلك العربي ؟
روز : لا ادري ولكنني بالنهاية انا ايضا عربية الاصل.. حتى ولو رُبيت في بلد اجنبي من ام ايطالية واب يوناني يبقى والدي الحقيقي جزائري وانتمائي يعود له شئت ذلك ام ابيته
دانيال : انك تخطئين بحق نفسك يا روز.. لا انصحك بالثقة في العرب فهم يغدرون كثيرا وايضا لا تعيدي نفس خطأ والدتك.. هي أيضا احبت عربيا لكن بالنهاية تركها حاملا وتخلى عنكما
كانت كلمات دانيال ثقيلة جدا عليها من جهة تراه محقا في كلامه ومن جهة اخرى لا تريد ان تتخلى عن الانسان الذي فضلها عن غيره.

فتاة ميلانDove le storie prendono vita. Scoprilo ora