chapter 19// الفصل التاسع عشر

251 7 1
                                    

في احد الغرف في المستشفى كانت ليزا مستلقية تريح عينيها خوفا من الاغماء مرة اخرى ,حركت رأسها بحذر تنظر ناحية النافذة المفتوحة ,تتأمل السماء التي اخذت تتصبغ بحمرة خفيفة وسط غيوم شبه متلبدة آخذة جزء من لون اشعة الشمس التي كادت ترحل نحو المغرب...

اخذتها الذاكرة الى مشهد من احدى ذكرياتها عندما كانت طالبة في الاعدادية ,بحيث كانت كل يوم خميس تلتقي بصديقتيها نينا و جيسو بعد حل كل واجباتهن المدرسية من اجل اللعب تحت شجرة الكرتوس "للتين" مختلف الالعاب
,ثم وان كان الجو دافئا كانت الفتيات تلعبن بمياه الجدول المقابل لمنازلهن التي كانت بجانب بعضها,وبنفس الشكل فقد كانت منازل الريف ذات سقوف قرمودية بنية مبنية بطوب احمر اجوري ملونة بالابيض او البني الفاتح ,ونوافذ تقليدية تزينها ستائر بيضاء مطرزة يدويا ...

"جدتي لقد عدنا"

نبست ليزا مرتدية مئزرها الوردي فوق فستان بني تفتح الباب الخشبي الشبه مهترئ تدخل رفقة صديقتيها بعد خلع احذيتهن المتسخة بالوحل

خرجت عجوز مسنة ذات شعراحمر ناري مجمع في ضفيرة طويلة حد منتصف ظهرها تغطي نصفه العلوي بقطعة قماشية , وعينين بنيتين ضيقتين اثر تجاعيد اكلت وجهها الشاحب المبيض الذي توسطته خانة سوداء كبيرة جهة خدها الايسر ,وبطن منتفخ وكأنها حامل في الشهر الثامن متناسب قليلا مع شكل جسدها,ترتدي فستان تقليدي طويل مزركش ب|أزهار ملونة ذو اكمام عريضة يدعى ب "قندورة" مع حبل كتاني توسط صدرها و اعلى بطنها المنتفخ...

قابلتهن بابتسامة مجعدة دافئة تمشي بخطوات بطيئة تأخذ نفسا بعد كل خطوة

"اهلا بعودتكن ,هيا اغسلن ايادكن وغيرن هذه الملابس المتسخة لتناول وجبة خفيفة"

"ماالذي حضرته جدتي اليوم؟"

نبست جيسو تضع حذائها المتسخ امام الباب

"لقد حضرت بعض الخبز و فطائر مع معجون التين ..بالمناسبة هل قطفتن التين مثلما اوصيتكن ؟"

قالت الجدة لتريها نينا سلة مملوءة بالتين الطازج

"لقد قطفنا الكثير جدتي "

ابتسمت الجدة لتحمل السلة واضعا اياها فوق الطاولة لتعيد كلامها

"هيا بسرعة حتى نتناول الفطائر ساخنة"

"حسنا "

نبسن في ان واحد بمرح لينطلقن نحو الحمام تحت ضحكاتهن ...

وبين مشاهد اخرى متتابعة كمقطع فيديو مسجل في شرائط بنية لكاميرا قديمة...جلست الفتيات رفقة الجدة يأكلن ما قطفن من شجرة االتين و ما اعدته الجدة ,يتحدثن في مختلف المواضيع بحماس ومرح وسط غرفة بسيطة الاثاث تنيرها اشعة الشمس الاخيرة قبل الغروب متسللة بين خيوط نسيج الستائر للنافذة المطلة على جبل الغروب الذي تختبئ خلفه الشمس ..

Mafia's Letter//رسالة المافياWhere stories live. Discover now