كم من قصة التف بها الكذب كثعبان يعتصر فريسته بين نفسه,كم من رواية لم تكن ملكا لراويها,وكم من رحلة لم تكن ذكرى لتبقى راسخة في الذاكرة...
كم من الاكاذيب يجب عليه ان يختلق ليصنع وهما جميلا لها،وكم من الأشياء التي لم تحدث مطلقا كان عليه ان يجعلها تحدث كلمات بين عينيها...
كم من الاقناع تطلب منه لكي يجعلها تصدقه وتؤمن بقصته المنسوجة بخياله وكم من ابتسامة وضحكة تطلب منها لكي يصدق انها بخيرومؤمنة به...
لطالما كان احدهم يقص القصص لها كذبا ابيضا والاخر الذي لم يكن له خيال خصب لكي يختلق تفاصيل رحلة لم يخضها مطلقا ,كان عليه الوقوف عند الزاوية ومشاهدة ابتسامتها الباهتة وعينيها الشاحبتين السعيدتين خلف ذلك الستار الشفاف حولها...كان عليه ان يبقى في الظل مرتديا قناعا يناقض مشاعره ,كان عليه ان يشاهد والدته حبيسة غرفتها بسبب حادثة لازالت احداثها تجيئه كوابيسا اثناء نومه...
"فابيان"
ناداه فيكتور بعدما اكمل عمله الروتيني مخرجا اياه من شروده ليهمهم له وعيناه لازالت مصوبتان نحوها بعدما نامت بهدوء
"لا يجب عليك فعل هذا بها,على الاقل القي عليها التحية واحكي اي قصة تخطر ببالك.."
لم يكد يكمل فيكتور كلامه ليقاطعه الاخر بوجه متهجم ونبرة صوته مرتفعة قليلا
"اي قصة يجب علي ان احكيها لها ؟اي رحلة خضتها تستحق ان تسمع بشأنها؟هل يجب علي اخبارها انني قتلت ثلاث رجال قبل ان اتي الى هنا؟ام انه يجب علي ان اخبرها برحلتي حول شوارع روما وانا اجمع عاهرات السيدة مارغريتا واقتل من تأمرني بقتله..هل يجب علي اخبارها بأنه خلال رحلتي التي لا اعرف متى ستنتهي انني عذبت رجالا امام زوجاتهم واطفالهم فقط من اجل معلومات لا تستحق كل هذا..."
"توقف عندك فابيان ,اخفض صوتك ستقوم بايقاظها ولن.."
حاول فيكتور تهدئته وهو ينظر بينه وبين والدته الا ان فابيان اكمل وهو يحاول اخفاض صوته
"حتى انها لا تتذكرني,محي وجودي من ذاكرتها وكأنني اصبحت من العدم...كل ما تذكره هو اسمي ولكن ليس كأبنها بل كصديق لابنها الذي هو انت...وهذا ما يعذبني يا فيكتور.."
"ولكن هذا لا يعني ان تتخلى عليها هكذا,ان تستسلم بمجرد انها لا تتذكرك فأنت اكثر من يعرف صعوبة وضعها النفسي ,فتلك الحادثة كما تعلم اثرت فيها كثيرا,لذلك لا ينبغي عليك ان تستسلم بهذه السهولة,فأنا لم اعهدك هكذا ...ولا هي..."
انهى كلماته وهو يكافح تلك الغصة التي غزت حلقه ,ومعه لانت نظرات فابيان مع حزن كان ظاهرا للحظات بين مقلتيه بينما يحاول جاهدا اخفائه ,لأنه لم يكن من ذلك النوع الذي يحب اظهار مشاعره للاخرين حتى لأخيه الوحيد ...

YOU ARE READING
Mafia's Letter//رسالة المافيا
Romance" الى ابنة إيطاليا الشقراء،حبيبة روسيا ،مدللة البلدين ارسل إلى إيطاليا تحياتي وسلامي و إلى روسيا كل ما لم اره الا انني أرسلته...عصافيرك قد ماتت لذلك ارسل لك بلبلا لم اره ولكنه رآني ويعرفني اعتني به في روسيا ولكن في لحظة احتضنه كما فعلت..." رسالة من...