الفصل الثالث_قُطِعت للأبد!

77 8 10
                                    

توقف قليلاً وقُم بالصلاة على الحبيب❤️

الفصل الثالث

بقصرٍ سُكانه يملأ قلوبهم الحقد والغل فلكّ أن تتخيل أنهم يتشاجرون مع ذُباب وجوههم وهذا المُتوقع فاأهل ذاك القصر هُم عائله فهيم الدمنهوري الذي لن يرتاح لهُ جفن إلا والبلده مُحترقة بأهلُها فقلبه لا يُحب سواه، يمتلك حُب نفسٍ شديد لذاته فامصلحته أمام الجميع بل وفوق الجميع وإن كانت مصلحته أمام رؤوس الجميع لأقتلعهم جميعاً دون لحظة شفقة قط
دلف إلىٰ قصره يغلى كالبُركان الذى أمامه أقل مِن ثانيه وسوف يفور بوجه الجميع فدائماً ماتُضيع هلالة الفُرص التىٰ ظن أنها ستنقله إلىٰ مكانه ظن أنه يستحقها، غاضب لحدٍ لا مُتناهي له ليزداد غضباً بتفوه حارسه الشخصي "لُقمان"عندما قال بتوتر فالأتٍ لا يحمل الخير البته:الست هلالة بعتت السلام مع زينب وبتقولك تعيش وتضيع فلوسك وأعيشلك وأكيدك وتتنفس هوا كُرهى وماتغفل عينيك طول ماأنتَ شاغل بالك بيا
قال لُقمان تلك الكلمات بتوتر بالغ فهو يعلم أن بطش فهيم سيكون به:حقك عليا يافهيم بيه، متضايقش نفسك وفى الأول والأخر دى مُجرد ست ومعروف إن الستات بيعيدوا ويزيدوا علىٰ الفاضى والمليان
عقب فهيم علىٰ حديث لُقمان بغضبٍ:كُل الستات ليها فى الكلام إلا دى، هلالة الكلمة اللِ بتخرج مِنها بتبقا محسباها ألف مرة، لسانها عارف حدود الكلام وعارف خطورتة لو زاد
لَم يعد لُقمان يعلم كيف يخبره بالقدم ليقول بهربٍ:فهيم بيه فى حاجات كتير بتحصل والست جليلة بتحلها وبتقولي بلاش تبلغ فهيم
جزّ فهيم علىٰ أسنانه حتى كادّ يُحطم فكيه ليرى لُقمان ذاك المشهد ليرتعب ليُقرر أن يُغير مجري الحديث ليكمل مُتسائلاً:أتصرف مع زينب وأخليها تونس اللِ قبلها؟
كان رصد للقادم أكثر مِن مُجرد سؤال ليُجيبه فهيم بلامُبالاه فهو مُعتاد علىٰ القتل والدماء:زينب مين دى يالُقمان اللِ بتسألنى علىٰ روحها، إقتلها وخليها تروح للأغبية اللِ سابقوها
ألهذا الحد أرواح البشر لا تُعنيهم شئ، ألهذا الحد قتل الأنفُس هين عند تلك العائلة وبالاخص فهيم الذى لا يسمح بخطأ أحدٍ علىٰ الرغم مِن أنه مليئ بالاخطاء
قبل أن يستمع فهيم لرد لُقمان حتىٰ تركه ليدلوف ويجلس جوار عائلته الذين تجهزوا لقدومه وإفشاء غضب قلوبهم مما فعلت بهم هلالة مُنذُ قليل
جلس فهيم علىٰ مقعده بكُل تجبر لينهال علىٰ مسمعه كلماتٍ بقوه ألف رُصاصة حيثُ قالت زوجته نادية وهىٰ عاقده ملامحها والغرور يملأها مِن أعلىٰ لأسفل:مكنتش مُتوقعة إننا فُقره أوى كدا يافهيم لدرجة إن بنت عمك تبعتلنا لحمة زى أقل بيت فى البلد
صُدمّ فهيم ليقول بغضبٍ شديد:أنا فهيم الدمنهوري يِتقل بيا مِن ست، إحتدت عينيه ليقول بجُرأه:أنا هاأقتلها يانادية، دا لا عاش ولا كان اللِ يزعل أهل بيتي أو يقِل مِنها
قاطعته والدته "جليلة" ذات الملامح المُجعده ورغم ذلك تمتلك صحه أنثى ببداية شبابها:ياريتك خدت مِن إسمك نصيب ونصفتني ونصفت أبوك اللِ مات بقهرتة مِن اللِ عملوه إخواته ومِن جدك، لا منك رجعت حقنا ولا منك وقفت لأبوك زمان ومانعته يسيب حقه لخضر اللِ فضل عايش فى دور الواعظ  وكُله كوم واللِ عمله الأشموني زمان دا كوم تانِ وبدل ماترجعلي بسرايتة وتقهرلى أهل بيته وتقهرة فى نومتة، راجعلي بتهري مِن هلالة اللِ فى كُل مره بتعلم عليك إنتَ وخليل إبن عمك كإنكم اللعبة بتاعتها، بقا هلالة بنت خضر اللِ عملنالها ميتم يوم ماجات علىٰ وش الدُنيا يكون لها نصيب فى كُل الخير دا وكمان ترفع رأس أبوها وتمشي كلمته وهو ميت وتحصر الاشموني في تُربتة وتملك أرضة وتذل خليل وتقهرة علىٰ أرضة ومالة، مصمصت شفتيها بشفقة علىٰ ماوصلوا إليه لتقول بخيبة أمل:قال ويقولوليك ياجايبة البنات ياشايلة الهم للمامات دا علىٰ زمانا طلع العكس طلعت البنت بتسند وتقوي
قاطعها صُراخ فهيم بوجهها بكُل قوة أثر غضبه حتىٰ ظهرت عروق رقبته مِن شدة إستفزازها له:أُسكتِ ياأما إنتِ ربنا بيمد فى عُمرك علشان تقهريني أكتر وأكتر، إنتِ حِمل تقيل أوى ياأما تعبت مِن وجودك ومِن تحكمك فى كُل حاجة، صمت ليُكمل بسُخرية:اللِ زيك عُمرهم طويل لدرجة إن أنا مش خايف علىٰ دفنتي علشان مُتأكد إن إيديكِ هىٰ اللِ هتوصلني لجهنم، دا أنا مُتأكد إنك هتوصليني وتوصلي إبني وفيما بعد أحفادي وهتخلالك الدُنيا تعمري فيها وتزرعيها فساد!
عزيزي القارئ إن كُنت بِمثل موقف جليلة فا علىٰ الأقل ستغلبك عينيك بدموعِ القهر مِن فلذة كبدك لكن هُنا حدث العكس حيثُ أستمع الجميع إلىٰ صوت ضحِكات جليلة الساخرة ومع دقائق مُتواصلة مِن الضحك الساخر الهستيري إنقلبت ملامح جليلة لتبصُق بصقة وهمية علىٰ جانبها ثُمّ نظرة إلىٰ فهيم بكُل جُرأة لتقول بإشمئزاز:إوعا تفكر إنك كاسر عينيا ياأبن بطني ولا إن كلامك مُمكن يزعلني، أحب أعرفك إن كلامك دا مُمكن يأثر فى أي أُم عايشة مِن خير إبنها لكن أنا غير الامهات دي، إحتدت ملامحها لتقول بصرامة:إنتَ هنا عايش مِن خيري، أنا جليلة القناوي إنتَ هنا عايش تحت سقف بيتي أنا اللِ قوياك تحته زى ماقويت أبوك المُغفل زمان، أنا اللِ بنيتة وإديتله كُل فلوسي بعد ما خضر نصب عليه، جليلة القناوي خليته راجل وسط الكُل زي ماخليت اللِ زيك راجل مالوي هدومة وجبتك علىٰ الدُنيا وكبرتك علشان يجي اليوم اللِ تعلى صوتك فيه عليا وقال أي تحاول تكسر عيني بس اللِ متعرفوش إن أنا عيني قوية وعُمرها ماهتتكسر لا ليك ولا لغيرك ولو فاكرني عجزت ومش هقدرلك، حدقت بقوة لتقول بصوتٍ عالٍ كنمرة تستعد للإنقضاض علىٰ فريستها:فاهنا لازم تفوق لنفسك وتعرف إن أنا لسا بصحتي وأقدرلك إنتَ واللِ زيك
كاد فهيم علىٰ وشك الرد عليها عدا دلوف زين حارس هلالة الشخصي ليقول زين بلوعٍ عندما إستمع إلىٰ كلِمات جليلة الأخيرة كما رأى وجه فهيم الذي صُبِغّ بلون الفحمِ المُتوهج الأحمر القاطِم:إظاهر إن أنا جيت فى وقت مُناسب، ضحك زين ليقول مُوجهاً حديثة إلىٰ جليلة بعشمٍ وكأنه أحد أفراد العائلة:لأجل خاطر العيش والملح اللِ بينك وبين إبنك الحاج فهيم لتسامحية المرادي، هو اها عنيد وقلبه ضلمه بس يجي منه بيستورد راحة الست هلالة وبيبعتلها كُل شهر خدامة شكل ولون والعجيب إن في كُل مرة بتبقا معروفة إنها تبعه لكن هنقول أي بقا الإنسان بيحب قله القيمة وتعب القلب لنفسه ماعلينا، انهى حديثة مؤقتاً لينظر إلىٰ فهيم الذي تملكه الغضب أكثر وأكثر فما كان لينقصة إلىٰ هذا الزين اللئيم ليُكمل زين بخُبثٍ:ألا قولي ياأبو عابد سلام الست هلالة وصلك مع زينب!؟
ماهر! قذف قُنبلة موقوتة قوية المفعول أمامها ثوانٍ وستنفجر وأثر إنفجارها سوف تتسبب بخرابٍ لفهيم فهو يعمل علىٰ تذويقة المرارة ومِن المُتوقع قامت خطته بإظهار ثمار نجاحها بثوران فهيم كالثور الهائج بوجه زين حيثُ قال بصُراخٍ حاد:إنتَ إظهر نسيت نفسك ياخدام الست ماعدش غير القلة اللِ يجوا ويتمادوا مع أسياد بلادهم، عيشنا وشوفنا اللِ زيك بقا ليهم لسان وقال أي بيأخدوا ويدوا مع أسيادهم عيني عينك!
وضع زين ساقٍ علىٰ الأخرىٰ بكُل برودٍ ليقول بنبرة رزينة كأنه لَم يفعل شئ مُنذُ ثوانٍ وأنه لا حول له ولا قوة، حقاً إنه ماكر أثر تعلمه مِن وليه عمله فهىٰ سيدة بالرد:ماتتعصبش ياأبو عابد ليجرالك حاجة وإنتَ لسا فى عز شبابك
وقف عابد إبن فهيم بكُل شموخٍ ليقول بصرامة ونبرة يملاؤها الغُشمِ:إتكلم زي الرجالة وبلاش تلف وتدور زى الحريم ولا مُجاورتك ليهم خليتك زيهم وبدأت تتطبع بطباعهم، إفتكر إن دا وحش علشانك وإفتكر إن عابد فهيم الدمنهوري حظرك مِن دا علشان بيحب اهل بلدة وبيخاف عليهم، بس مابيحبش لكلكة الحريم لإن أخرهم كف علىٰ صداغهم يفوقهم ويعرفهم حدودهم وأنا شايف قدامي راجل وهلالة بتثق فيه أكتر مِن لحمها ودمها فبلاش تغير نظرتنا علشان منفكرش إن هلالة علىٰ أخر الزمن فلتت مِنها وبقت بتثق في الحريم
قاطعة زين بحدة وصرامة حينما إستمع لإهانه ربه عمله ليقول بثباتٍ ولَم يُظهر له أن ماقاله هز به ولو رمشاً:لما تيجي تتكلم عن الست هلالة المنصوري تتكلم عنها بأدب وإعرف إن مُجاورت الست اللِ بـ١٠٠ راجل تقوى ولا عُمرها في يوم تنقص مِن رجولة اللِ مجاورينها، رفع أصبعه بوجه ليقول بصرامة وعندٍ:الست هلالة مِن بيت أصل جدك وأبوك إطردوا مِنه زمان علشان كدا إنتَ متربتش عليه
جُنّ جنون عابد ليُظهر ضعفه برفعه ليده مُنتوى ضرب زين كأي ضعيف غير مُتحكم بذاته لتمنعه جدته حيثُ أمسكت يده لتقول بحدة:إحنا مش بنغلط في ضيوفنا أياً كانوا مؤدبين وحتى لو... لتُكمل بخبثٍ:مش هغلط وهفضل معاك للأخر ياخدام ستك هلالة وهاأمشي معاك للأخر وهسألك جايلنا بمُناسبة أي، أصل لا إحنا متجرصين ولا مِتهانين ولا مقتولين ولا قتلين لينا قتيل علشان هلالة تبعتك تتشفي فينا
قهقها زين بسُخرية ليقول بلؤمٍ:أنا مش هتكلم ياحاجة جليلة لإن كلامي مش بيعجب حد هنا وإظاهر كدا إن كلمة الحق لو طلعت تحت سقف بيت الدمنهوري بتوجع وبتيجي علىٰ الجرح، ليُكمل بلامُبالاه:ماعلينا عيب لما تظلمي الست هلالة اللِ بتدور علىٰ صلة الرحِم وعايزة تجمعكم علىٰ سفرة واحدة ويكون بينكم عيش وملح مِن تاني وتقولى عليها إنها عايزة تتشفىٰ فيكم، وبعدين هىٰ لو عايزة تتشفىٰ فيكم ماهىٰ قدامهم بقيت عُمرها تتشفىٰ زى ما تحب دا إنتم متربين علىٰ المصايب كأنها منسباكم
شهقت نادية لتقول بسخرية:هلالة بتدور علىٰ صله الرحِم بعد ماحصرت إبن عمها وأهله فى وسط الخلق النهاردة، بتدور علىٰ صلة الرحم اللِ أبوها بنفسه قطعها زمان، لأ وهى كمان ماسكتتش قررت تكمل الحدوتة اللِ إبتداها ولسا بتنتقم لحد اللحظة،صمتت لتُكمل بغلظة:وبعدين مِن إمتا الحِداية بتحدف كتاكيت!
قاطعها فهيم وهو شارد فى اللاشئ ليقول بغموضٍ:بلغ هلالة إن دعوتها مقبولة يازين!
ليُصدم الجميع مِما قال فهيم فهل يُعقل أنه وافق علىٰ دعوة هلالة بهذه السهولة

هلالة Where stories live. Discover now