الفصل الرابع_أولىٰ الألغازِ

48 6 5
                                    

توقف قليلاً وقُم بالصلاة على الحبيب❤️

الفصل الرابع

صدمة حلت علىٰ الجميع مِن ذاك البرود الذى إحتلّ هلالة فكيف لها أن تطلُب مِنهم أن يتناولون الطعام سوياً بعد ماقيل مُنذُ قليلٍ
نادت هلالة بلقب إحدىٰ الخادمات لتأتى مُسرعة لتقول هلالة بأمرٍ:
_خليهم يجهزوا الحِلو علشان نحلى بعد الأكل أصل  معروف أن بيت هلالة المنصوري بيت كرم لكُل اللِ يخطيه مابالك بأهلى وغير إن أنا عايزة يبقا بينا عيش وملح وبعدين فيه أسرار هاتتكشف الليلة دى فينا اللِ يعرافها وفينا الجاهل بيها فالحِلو هنحلى بيه الوحش اللِ هانسمعة، وبالغيهم يحضروا السفرة علشان الضيوف مِن كُتر جوعهم نهشوا لحم بعض زى الديابة!
نظرت إلىٰ الجميع الذين إرتسمّ علىٰ ملامحهم السخطِ مِنها وبالأخصِ مِن حديثها اللاذع، لتقول بغموضٍ ووراء حديثُها مُسبباتٍ عديدة حيثُ نظرت إلىٰ أبناء خليل لتقول:
_أحفادك كبروا ياأشموني وبقوا يقدروا يقرروا يايبقوا زيك ولا يبقوا زى أمينة
نظرت إليها جميلة زوجة خليل لتقول بذعرٍ:
_ومايبقوش زى أبوهم ليه ياهلالة؟
ضحكت هلالة لتقول بثقة قاصدة حديثها السام:
_بلاش تقنعينى بشخصية خليل لإن الأشموني لغاها زمان وأمينة بتكمل اللِ إبتداه جوزها زمان وبتلغى شخصية خليل أكتر مِن اليوم اللِ قبله، نظرت إلىٰ خليل بطرفِ عينيها لترىٰ الغضب إتُخِذّا عنواناً لملامحة لتقول بغموضٍ بالغ:
_تتوقع ياخليل إن الأشموني يكون قدر يخبي فلوسه مِن غير مايشاور أمينة إزاي؟ لتُكمل بحدة:
_دا الأشموني لا كان ليه أحباب ولا كان ليه حد يشاركة السِم اللِ بيدوقوا للناس غير أمينة، أبوك ياخليل طرد إخواته علشان أمينة وضربك وأذاك وقتل حبيبتك قُصاد عينيك علشان أمينة وجوزك جميلة اللِ عيشت عُمرك تكرها علشان أمينة دايماً شايفه فيها نفسها وطبعاً خصبك تتجوزها بعد إذن مِن أمينة، نظرت إلىٰ خليل الذى قام بغلق عينيه بقوه عند تذكُره لتلكّ الأحداث السامه التى لَم يتعافىٰ مِنها بعد! حتىٰ بعدما أصبح لديه أبناء بالغين لينظُر إلىٰ هلالة لبُرهةٍ مِن الوقت ليُدقق السمع فيما تقول ليقول والشك يملاؤه:
_تُقصدى أى بالكلام دا ياهلالة؟
نظرت إليه هلالة لعده لحظات لتقول بمُكرٍ لتلعب على وتيرت غضبة:
_يوسف وفريدة(أبنائه) أولىٰ بوقتك ومجهودك، ولادك كبروا ونصيحة منى بلاش تكمل اللِ إبتداه الأشموني زمان لإنك مش هتِسلك لإن الأشموني كانت ليه أعماله الخاصك اللِ إنتَ متعرفش عنها حاجة، وبالنسبة لأمينة فهىٰ أكتر واحدة فاهمة الأشموني وتفكيره لإن الطيور علىٰ أشكالها تقع والسيدة الوالدة أرضها طرحت سِم زى أرض الأشموني
حديثها السام جعل خليل يُجن جنونة مِن جديد فعندما توفىٰ الأشموني ترك الشك بين خليل ووالدته حيثُ ظن الجميع أنّ الأشموني ترك سره مع إحداهما فهو ماكر ولا يؤامن صديق، لينظُر خليل إلىٰ والدته بشكٍ فالماذا ستتذكر هلالة ذاك الأمر إلا ولها العديد مِن الحقائق المُخباه التى قامت بإكتشافها
لتفهم أمينة تلكّ النظرة لتقول نافية ماقيل والتردد تملك أحروف حديثها:
_أكيد مش هتصدق كلامها ياخليل، أكيد مش هتصدق كلام اللِ سرقت أرضنا وبعدين إنتَ عارف كويس إن الأشموني عُمره ماأمن سِره مع حد ولا حس بالأمان مِن حد، إنتَ عارف إن عذابه كان بيطولني أول واحده، أنا أُمك ياخليل أُمك اللِ ضحت بشبابها علشانك، أُمك اللِ إستحملت العذاب والضرب والإهانة علشانك
أوقفها خليل بصُراخٍ وحدة قاطعة:
_إخرسي إنتِ بالذات ماتتكلميش عن الأمومة، إنتِ أُم أنانية ماحبتيش وجودى زيه ولا قبلتِ يكونلي حياة مُستقله بعيد عنك وعنه، حبيتِ السِم يطولنى ويصيبني قبلك، أغمض عينيه بوجع ليُكمل والقهر يسكُن كلِماتُه:للأسف إنتم ماحبتونيش ولا كُنت الإبن اللِ إتمنتوه
ضحكت جليلة لتقول بجُرأة وبنبرة ساخرة قررت بها أن تقذف قُنبلة حديثُها دفعة واحدة:
_تصدق صعبت عليا ياواد ياخليل وأنا اللِ فكرتك جريئ وقادر تخلص نفسك وتخلصنا مِن دى شخصية "كانت تقصُد أمينة بحديثُها السابق"
لتقف أمينة قِبلها لتقوم بالشهقِ ولتُكمل بغيظٍ وصوتٍ عالٍ:
_شوفوا مين اللِ بتتكلم!، مافضلش غير كاسر الحريم اللِ يتكلموا اليومين دول!
وقفت جليلة لتقول بدهشة وهىٰ تُشير علىٰ ذاتها:
_مين اللِ كاسر ياحُقنه، دا إنتِ لو باعوكِ فى سوق الخُردة ماتجبيش نِكلة
وضعت أمينة يديها بخصرها لتقول والسخط يملاؤها فتلك الجليلة لن تترُكها وشأنها وعلىٰ الجانب الأفضل لجميلة أنها تُريد أن تقتلها فاياأهلاً بالشجار فعند إذٍ ستتمكن مِما تُريد:
_بقا أنا اللِ ماأسواش نِكلة ياخارج بيت المحرومين ياللِ إتجوزتِ وإنتِ كركوبة! وإتجوزتِ شفقة مِن الدمنهوري لما روحتيلة وإترجتية يرحمك مِن العنوسة، دا إنتِ يوم فرحك البلد كُلها تِماً فكرتك أُم العروسة
أجابها فهيم بحدة ونبرة أمرة:
_أسكُتِ ياست إنتِ، ماعدش غير المتجرصين اللِ يتكلموا اليومين دول ولا أى؟
أجابة خليل بغضبٍ يتطاير كالجمرِ الذى أمامه القليل ليشتعل:
_شوفوا مين اللِ بيتكلم!، صحيح اللِ متربي علىٰ العيب يلابس العفيف توب الفضيحة
قهقها عابد"إبن فهيم" بسُخرية بالغة مِما إستمعت إليه أُذُنيه ليقول ببرودٍ:
_لا وإنتَ الصادق ياخليل يامُغفل، دا معروف إن المِتعاب أول مِن يجرى علىٰ توب العِفة لأجل إنه يدارى علىٰ بلاوية
وقف يوسف"إبن خليل" ذو الشخصية المُتسلطة بائع سِم مُحترف ليقول عندما إكتال سِم فاخر لأجل ذاك العابد:
_حاول تداري إنتَ علىٰ بلاويك ياإبن فهيم علشان اللِ جاي مش ليك وإعرف إن الطبال أخرة رادح عالمة"راقصة" تفوقة، وأظن إنتَ كدا فهمت اللِ جاى
حديثه كالُغز بالنسبة للجميع عدا عابد الذى تحولت ملامحة لذئبٍ مُفترس ليقول بتوعدٍ:
_بلاش تركز فى حياة غيرك وفوق لأختك بدل ماتتحسر عليها
هجم يوسف علىٰ عابد ليُسقطة أرضاً ويُصبح هو فوقة ليقوم بخنقة ليقول بنبرة مُحظرة:
_كُله كوم وإنك تمس أُختى بكلمة دا كوم تانِ، إفتكر إن أنا حظرتك، فريدة خط أحمر!
تمكن مِنه عابد ليُسقطة مِن أعلاه وما أن أمسكة حتىٰ ناوله عده لكمات بوجهه ليقول بفحيح ويديه مُمتلئتان بالدماء حيثُ جرح أنف يوسف:
_إفتكر إن عابد الدمنهوري ضربك تحت سقف بيت ست وفى وسط أهلك علشان يفوقك، وإفتكر إن أنا وعدتك إن اللعبة هيدخلها أهل بيتك علشان تبقا تساومني
جذبه خليل بقوهٍ ليُسقطة مِن فوق ولده ثُمَّ وقف علىٰ معدته بحذائه ليصرخ الجميع حيثُ أمسك سلاحة ووجه بوجه ليقول بحدة وهو ينظر إليه:
_كُل اللِ فات كُوم وإنك تمس عيالى دا كوم تانِ ياإبن فهيم دا اليوم اللِ خيالك يطاوعك فيه وتفكر تقربلهم دا أنا أولىٰ إن أنا أقتلك مِن الغريب مش هيكفينى عُمرى
قاطعة غفران بحدة وهو يجذبه لتخترق طلقه زُجاج
النافذه أثر قوة جذبة ليقول بصرامة:
_أظن الحبتين دول تعملهم إنتَ وفهيم فى الشارع لكن طول ماأنتَ فى بيت خضر المنصوري تلتزم حدودك وتحترم وجودك
نظر له فهيم بجُرأه ليقول ببرودٍ:
_وأى دخل فهيم الدمنهوري بكلامك دا بقا ياغفران! ما يغُركش شويه الشعر الابيض اللِ بقولى عنوان دول دا أنا وقت الجد هتحول لأسد مُستعد يأكل إبنه علشان يعيش
وضعت هلالة ساق علىٰ الأُخرىٰ ومِن ثُمَّ أرجعت ظهرها علىٰ المقعد لتجلس بأريحية لتتمكن مِن المُتابعة فالشجار بدأ يشتعل بدلوف شقيقها
ليعقب نُعمان بدفاعٍ عن شقيه ليقول بثقة:
_إحذر اليوم اللِ شيطانك يطاوعك فيه وتفكر إن لحم ولاد خضر المنصوري طاري لإن ساعتها هتندم لإن لحمنا محمي بالسِم فاإستعد ليوم مماتك لإنه قرب
وعلىٰ حين غُره إنتبه الجميع لصوت رُصاصة صُمت
بِها جميع الأذان، لينظُر الجميع بإتجاة ذاك الصوت ليجدوا أن جليلة هىٰ صاحبة ذاك السلاح وأنها وجهته بإتجاه خليل لكنها ماهرة فهىٰ قامت بإطلاقها مِن جانب ذراعه لتقول بحدة:
_طول عُمرى بقول عليك شاطر فى الهاري زيك زي الحريم، لكن يوم ما رجليك الغرقانه بالدم دى تِمس عابد الدمنهوري سيدك وسيد بلدك فاأعرف إن الرُصاصة الجاية هتصيب قلبك والرُصاصة اللِ تيجى بالغلط مسيرها تصيب وتصفى
جُنّ جنون خليل ليُقرر أن يهجم عليها لتجذبة زوجته صارخة بحده:
_بكفياك قِله قيمه بقا ياخليل، العداوه بتزيد كُل يوم بسبب أهلك فإرحمنا بقا مِن دا عذاب!
ضربها خليل مِن قله حيلته وغضبه مِن الجميع فاأبا أن يكون بطشه الكامل بأهل بيته حتىٰ لا يفتعل سوء، ليُكمل بحدة:
_بتقفى قُصاد جليلة اللِ محتاجة تُربة تلِمها، بتقفي قُصاد واحدة كانت هتقتلني، وبعدين عذاب أي هُما لسا شافوا حاجة دا أنا واحد سرايتة إتحكم عليها مِن ست وخديتها قُصاد عينية وطلعت مِن المولد خسران أرضى وكلمتى ومالى اللِ كُنت هاأجنيهم مِن بيعها
قذفت هلالة شيئاً ليرتسي أمام قدم خليل لتقول بأمرٍ:
_ماتلمسوش ياخليل!
عاندها خليل وعصىٰ أمرُها ليلتقف ذاك الشئ
لتنظر إليه هلالة بثقة فهى كانت تعلم أنه سيفتعل ذاك الأمر وهذا ماتُريد فهىٰ لديها أسباب عديدة لتقول بغموضٍ:
_دلوقتى ياخليل حاجة إترمت قُصاد عينيك وصاحبة الحاجة دى أمرتك ماتلمسهاش، وإنتَ بفضل العداوه اللِ بينا طالتها إيديك وأخدتها مِن غير ماتشوفها، مش كدا؟
نظر لها خليل برضا ظناً مِنه أنها مُشتعله مِن فعلته وبالنظر للجانب الأخر فهذا ماحدث، ليُكمل بموافقة:
_هو دا اللِ حصل!
مازالت جالسة بكُل راحة ولَم يتحرك صابع مِن يديها لتقول بوضوحٍ ونبرة جادة لاتقبل الهُراء البته:
_موقفك دا نفس موقفي النهاردة، إنتَ بتتهمني إن أنا طمعت فى سرايتك وأخدتها بالقوة لكن دا كلام فى الفاضي ومش حقيقي، الحاجة الحقيقة هىٰ إن أنا لقيت حاجة صاحِبها رماها قُصادي وقُصاد عيون الكُل فاأنا كرد فعل طبيعيه أخدتها لإن الحاجة الحلوة لما بتتفتح قُصاد عيون الكُل بتطمع اللِ حواليها وبِما فى ذلك لما جيه صاحبها يعترض ويندب حظة، فكرته إن هو اللِ إستخصر فىٰ نفسة الراحة وإن هو اللِ إشتري تعب القلب لما سلِم أرضة بالساهل للِ حواليه
جلس صالح إبن شقيقها ليضع ساق علىٰ الأخرىٰ هو الأخر ليقول بكُل رُقى موجه حديثه إلىٰ خليل:
_معروف إن اللِ بيجي سهل بيروح سهل ياخليل وإنتَ اللِ إختارت شكل الرحلة بتاعتك فمتلومش غيرك علىٰ غلطك وإفتكر إن غلطك يقل مِنك ويعيبك وسط الخلق
جاءت المحروسة لتجلس جوار إبنها لتقول بفخرٍ ونبرة عالية سعيده فهىٰ قوية لا تخشىٰ أحدٍ أخذت تنظُر للجميع وتربت علىٰ كتف ولدها:
_ياريتك إستثمرت فى تربيت إبن صالح يشيل إسمك وعُمره مايقل مِنك فى يوم مِن الأيام زي إبن الحاج خليفة المنصوري ياخليل!
جريئة وقوية لا تخف أحد ولا تخشىٰ كلام أحد لأنها تمتلك لساناً يلتف حول أعدائها يُذيقهم السُمِ اللامُتناهى
نظرت هلالة إلىٰ المحروسة بحدة لتخف مِن قوة نظرتُها لتقول هلالة بنبرة هادئة لكن لا تخافوا إلا مِن تلك النبرة فمعنى ذلك أنها غاضبة:
_حريم بيتنا ميدخلوش فى لعبة أطرافها ناس متربوش علىٰ الأصول ياأم سالم"كانت تقصد أبناء أعمامها" أنا ماأقبلش إن حد خسيس يمسكم بكلمة وحشة مش دا اللِ إنتم تستحقوا
لترتاب المحروسة وتتمنىٰ أن تغفل هلالة عن ذاك الأمر فهىٰ تعلم أن غضابة كالريح التى تقلع أيت نخلة تُقابلها مهما كان غرسها صحيح فهىٰ قوتها لا تُميز
ليتحقق تمنى المحروسة بحديث هلالة الصارم لتدارى إحراج زوجة أخيها حيثُ يتواجد بساحة. قصرها أعدائها وللتعلم عزيزى القارئ أن رفع مستوى قيمتك أمام خِصمك مهما كُنت غاضب هو القوة والقوة لا تأتىإلىٰ بالتضحية إفعل مثلما فعلت هلالة فهىٰ كانت تود توبيخ المحروسة إلا أن ذكاؤها وتواجدهم منعها لكِ لا يتمسكون بشئٍ عليها:
_أُم سالم الأكل إتأخر وضيوفنا مش مستحملين فلو تقدري إنتِ وسلايفك تشرفوا علىٰ الموضوع دا
نهضت المحروسة لتذهب مُسرعة هىٰ وسلائفها حتىٰ لا تتحول حياتهم لجحيمٍ فهلالة قادرة علىٰ تذويقهم المرار بهذه الليلة فهىٰ تعلم كيف تقلب أزواجهم عليهم كما أن تقلُبها المزاجي أسوء مايكون
نقلت هلالة نظرها لتُصوب عينيها علىٰ الجميع فالجميع يقف حيثُ ماكان الشجار مُشتعل ولَم يجلس أحدٍ لعلمها بأن هذه الليلة لن تمُر مع تلك العائلتين لتقول هلالة بنبرة جادة:
_أعتقد إن إنتم هتفضوا اللِ حصل دا وتقعدوا بالذوق لإن زي ماليكم زي ماعليكم وربنا يكفيكم شر اللِ حافظة بلاويكم ، وأنا مش بس حافظهم دا أنا معايا ورق يثبيتهم ويحيهم مِن جديد
شعر فهيم بالريبة فهىٰ لن تأتي بتلك الثقة مِن فراغٍ ليقول بنبرة يملاؤها الشك:
_إنتِ بتتكلمى عن أى ياهلالة؟
نظرت إليه هلالة بجمود لتقول بجدية:
_لازم تقلق يافهيم، لإن اللِ جاى مش ليك ولازم تعرف إن الأيام الجاية هتسن سكاكينها عليك
علِمّ فهيم إنها لا تتحدث مِن فراغ ليقوم بأمر عائلته بالجلوس ومِن ثُمَّ فعل خليل مِثلُه فهو يفعل مِثله وكأنه والده
لتنظُر هلالة إلىٰ خليل بملل فهو لحد هذه اللحظة مازال مُمسك بما قذفته بل ومُشدد قبضته عليه وكأنه سيُسرق ولَم يُلقى ولو نظرة واحدة عليه لتقول هلالة بغموضٍ:
_إفتح إيديك وإسمح لعينيك تشوف المدارى!
نظر خليل إلىٰ يديه بتوتر وبعد لحظاتٍ شاور بها عقله قام بفتح يديه ليتفاجئ بخاتم يحفظه جيداً ليُحدق بصدمة وليُكمل بشكٍ:
_قدرتى تجيبى الخاتم دا منين ياهلالة؟
تعلق كُلٍ مِن عائله خليل بذراعيه ليتمتعوا بتلك الصدمة مِثلُه
لتنظُر هلالة إليهم لوقتٍ قصير ثُمَّ أكملت بغموض شاسع:
_المستخبى والمدفون عُمره مابيدوم فى لوحة الضايع مسير كُل طير لحُضن أمه
هجمت أمينة علىٰ هَخليل لتأخُذ الخاتم ومِن ثُمَّ أخذت تُدقق النظر إليه جيداً لتقول بنبرة يملاؤها الريبة وهىٰ تبتلع لُعابها بصعوبة:
_دا... دا خاتم الأشموني اللِ مكانش بيفارقة طول حياته، بس هو فى أخر أيامة مكنش بيلبسه وقال إنه ضمه لمُمتلكاته اللِ مش هنطولها مهما قِلبنا الدُنيا عليها
صدقت أمينة فالأشموني كان يعلم قدر عقولهم وضمن أنهم لن يتقابلوا مع أملاكة الثمينة الغالية علىٰ قلبُه لانه يعلم أنهم سُذج وطائشين
نظرت إليها هلالة بثقه بذاك الحديث لتقول بمُكرٍ:
_مش كُل مِن عاش علىٰ الغالي زي اللِ إتربا عليه، فى ناس تشوف العز بعد كبر بيبقوا زي اللِ خلف بعد شوقة بيتهبلوا عليه لإنهم محرومين لكن اللِ إتربوا عليه بيبقوا عارفين إن العز بيدوم مع الأقوى
عقبت جميلة علىٰ حديث هلالة لتقول بإقتراحٍ كالمجنونة فتلك العائله تعشق الأموال وتُحبها وإن كانت علىٰ حساب كرامتهم:
_هلالة إنتِ أخدتِ حقك وخدتِ السرايا وبكدا حقك رجعلك، لكن فلوس عمى لحمُه أولىٰ بيها
تحولت ملامح هلالة مِن الجمود للسُخرية لتقول ببرودٍ:
_بلاش لف ودوران ياجميلة اللِ بيتأخد سهل هيروح سهل وأنا ماأقبلش إن أنا أضيع تعب الغالي اللِ خبى كُل اللِ يملُكه عن عيلته اللِ هما لحمه ودمه، يعنى معقول هو يستخصر فى لحمُه تِركتة وأنا أرحب بيكم وأضيع تعبه المُشرف اللِ إجتهد فيه وأبدع علشان يخفى ثروته، نظرت هلالة إلىٰ زين"حارسها الشخصي" لتقول ببراءه ساخرة:
_يرضيك الكلام دا يازين!؟
ليضحك زين بسُخرية ليقول بإستهزاءٍ:
_مايرضينيش ياست هلالة! ، بس معروف إن الخيبان يحب الجيب المليان ومعروفة إن عيلة الأشمونى ورثوا الخيابة وقفلة الأصل والكرامة مِن الأشموني وقال أي دايرين فى البلد تِماً يحلفوا إنهم مورثوش حاجة
نظرت هلالة إلىٰ خليل لترىٰ الغضب يقطُن نلامحه لتقول بصرامة وهىٰ تُحدق به بقوة تُريب الذئب:
_ماترُد ياخليل، الكلام مش عجبك ولا أى؟
نظر إليها خليل لثوانٍ ليقول بعد تفكيرٍ ليُكمل بغباء:
_مفيش كلام بعد كلامك ياست هلالة
صدمة. حلت علىٰ المتواجدين مِن ذاك التغيُر لكن هلالة لَم تُعير الأمر أيت إهتمام لكونها تعلم أنه يبتاع كرامته أمام نِقد لا يساوى شيئاً أمام قيمة الكرامة
عقب فهيم بسُخرية علىٰ ماإستمعت إليه أُذنية مُنذُ قليلٍ:
_بصراحة أبهرتنى ياخليل، تمثيلك بايخ!
وقف خليل وكان ينتوى الشجار للمرة التى لا عِلم لرقمها بهذه الليلة ليُوقفه صوت خليفة عندما نظر إلىٰ الجميع ليقول بحده مُوجهاً حديثة إلىٰ هلالة:
_أظُن كدا كتير ياهلالة، أكمل حديثة وهو يُشير علىٰ أبناء أعمامه ليقول بغضبٍ:
_اللِ زى دول مايدخلوش بيت خضر المنصوري ولا يخطوا أرضة أبوكِ عُمره ماهيفرح باللِ عملتيه النهاردة واللِ لسا هتعمليه ماهو مش معقول تحنيلهم مِن غير ماتكونى مرتبه لأمور تانيه هتوصلك للِ إنتِ عايزاه، حدق بهلالة بقوة ليقول بغضبٍ تملك مِنهٌ:
_أياً كان اللِ عايزة توصليلة ياهلالة أنا مش قابل بيه!
أغمضت هلالة عينيها بضيقٍ فهىٰ لا تُحب أن يأمورها أحدٍ كما أنها تحترم شقيقها ولا تُريد أن تقوم بكسر حديثه لتقول بلوعٍ:
_أظُن إنهم ضيوفنا ياخليفة وواجب الضيف إكرامة أياً كان وجودة مُرحب بيه أو العكس
نظر إليها الجميع فقد قامت بإهانة وجودهم دون لحظة تراجُع قط بل وأشعرتهم بالإهانة حيثُ أنها تقوم بإستسماح أخاها لكِ تُشعرهم أن وجودهم مكروة مِن قِبل الجميع
قبل أن يتفوه أحد مِن المتواجدين إستمع الجميع إلىٰ صوتِ فتح بابِ القصر الرئيسى وصوت صُراخ أنوثى يعلمهٌ أصحاب القصر بل ويحفظونه ويعلمون الفاعل أيضاً ليتحقق توقعهم بسقوط صاحبة الصوت أرضاً بفضل زوجها كُل هذا تحت مرأى الجميع
لتركُض المحروسة مِن المطبخ عندما أخبرتها الخادمة لتصرخ بحدة وهىٰ تلوح بيديها فى الهواء:
_بكفياك عذب فى مراتك الحامل بقا ياأبنى
نظر إليها بِكرها سالم ليقول بشرٍ ولا يرىٰ سوىٰ زوجته وفعلتها أمام عينيه:
_أنا هقتلك ياليلي علشان تكسرى كلامى
أنهىٰ حديثُة ليصوب إليها صفعه قوية علىٰ حين غرة مِن الجميع ليُصدم الجميع بأن صالح شقيقة هو مَن تلقانها
ليقف الجميع عند هذا المشهد، الأن قلوبهم حنت وهبوا ليُدافعوا عن لحمهم لكن ليلي المسكينة لا تُعنيهم حيثُ أنها دائماً ماتتنازل عن حقها وتقوم بإخبار الجميع أن لا كرامة بين الزوجين وبسبب إحراجها للجميع قرروا ألا يُدافعوا عنها مُجدداً
ليصرُخ خليفة"والدة" بوجه بكُل حدة:
_إنتِ إزاى تمد إيديك علىٰ أخوك!
نظر سالم بصدمة عندما إستمع إلىٰ حديث والده ليرىٰ صالح يجلس أمام ليلي وليرىٰ علامات أصابعه المُزينه لوجه ليقول كالمجنون فغضبه سيئ وقلبه لا يحمل سوىٰ السوء بين أعماقة:
_إنتَ لسا بتظهر نفسك بطل قُصاد الكُل ياصالح،أكمل بحقدٍ والكُره يملئ قلبه فالجميع يُحب صالح ويمدح يأخلاقة حيثُ إنه إن إفتعل السوء يقوموا بتبريره له: _عُمرك ماهتتغير هتفضل تدخل نفسك فى أمور اللِ حواليك يادكتور
لَم يُعير صالح حديث شقيقة أيت إهتمامٍ ليقول بحرصٍ وهو ينظُر إلىٰ ليلي:
_قادرة تتحركِ ولا فى حاجة بتوجعك
نظرت إلىٰ زوجها بأعيون مليئه بالدموعِ لتقول بنفىٍ:
_أنا كويسة وبعدين لو إيدين الكُل أذيتني إيدين جوزي تبقالي الدفا
تركها الجميع وقرروا أن يعودوا إلىٰ أمكانهم علىٰ الطاولة مِن جديد لأنهم سأموا تلك الأمور
جذبتها تلك اليدين التى تمدح بهما"يدان سالم" مِن حجابها بقوة ليقول بأمرٍ:
_الطفل دا هينزل أنا مش عايز مِنك حاجة، كفاياكِ حِمل أكتر مِن كدا يعني مش مكفيكِ إنك حمل فوق كتافى وكمان عايزه تزودي الحمول بعيل!
أيت زوج هذا يكره دلوف طفلٍ يحمل لقبهٌ وسيُناديه بأبى، يكره زوجته التى تُدافع عنه بكُل مرهٍ يقوم هو بإهانتها
صرحت به هلالة بقوهٍ لتقول:
_إحترم نفسك ياسالم!
نظر إليها سالم ليجد الطاولة يجتمع عليها العائلتين المُميزين أصحاب الحفلة بإختصارٍ لينظُر إلىٰ الجميع بعُنفٍ ليتوجه إلىٰ هلالة التى مازالت جالسة بمكانها ليقول بجُرأة ونبرة صوته يُلتقط مِنها شرارتِ الغضب:إزاي تقبلى تدخليهم بيتك ياعمتي بعد كُل اللِ عملوه ولسا بيعملوه، لو مفكره إن كُل حاجة هتقدري تحليها زي ماكُل مرة فأحب أعرفك إن مش هينفع مع الناس دى، دا كُل الل إتكسر بيتصلح فى العادى إلا اللِ بيكسروه ولاد المنصوري عيلتنا مفيش ليها قانون يحميها بعد الغلط، الندم مش مسموح بيه فى عيلتنا
نظرت إليه هلالة بجمودٍ لتقول بصرامة:الحركتين دول تعملهم علىٰ المحروسة"والدته" أو تخوف بيهم مراتك وإن شاء الله تخوف بيهم أى بنى أدمه مكتوب فىٰ بطاقتها أُنثى لكن هلالة المنصوري مفيش صوت يعلىٰ عليها ولا فىٰ كلمه تعلىٰ علىٰ كلمتها وقررتها، هلالة محدش يمشيها دا أنا اللِ بمشى مراكبى وأقدر أمشى مراكب البلد كُلها، أشارت علىٰ عقلها لتُكمل بثقة:عقلي دا نعمة أنا مقدرها فمش هسمحلك تيجى تستقل بيها دا أنا أوزن بلد رجالة بشنبات ميقدروش عليها
كادّ يُجيبها عدا دلوف العاصفة
ركضت الخادمة أمام أحدٍ لتقول بصدمة:
_جلال بيه الرشيدي رجع!
نظر الجميع للخادمة ليروا جلال قد ظهر بالفخمة والعُمق الشديدين الذين يميزونه عن غيره مِن الرجال عدا أشياءٍ أُخرى سنتمكن مِن معرفتها عما قريب
نظر الجميع بحماسٍ لتلك المعركة التى ستحدُث الأن
وياليتهم لَم يتعجلوا فالجميع إستمتع إلىٰ صوت هلالة الصارم وتحولها المُفاجئ للبعض:
_إزاى شيطانك طاوعك ياجلال وقدرت تخطى مِن باب بيتي!
ألغازٍ، ألغازٍ كثيرة وخيوطٍ ستكشفها هلالة
أولىٰ الألغازِ التى ستُظهرها لكم هلالة فلا تتعجلوا وإستعدوا لتعلموا سبب تقلُبها وتحولها مِن البرودِ إلىٰ الصارمه خاصتهً بدلوف ضيفنا الجديد!

ترقبوا الفصل القادم يارِفاق فالمُتعة ستبدأ بحلِ علاماتِ الإستفهام المُتعلقة بذهنكم♥️

وللحديث بقية…

فى نهاية الفصل أتمنىٰ تدعموا الرواية بتصويت"زر النجمة بنهاية الفصل" وكومنت برأيكم أياً كان بالايجابِ أو السلبِ فأنا بكلتا الحالتين سيجعلني رأيكم في تقدُم♥️

دُمتم في رعاية اللّٰه وحِفظه♥️

هلالة Where stories live. Discover now