الفصل الثاني

6.7K 603 44
                                    

الفصل الثاني.

-هو أيه اللي ماتقدريش ترفضيه يا يسر؟!

انتقلت نظرات والد " يسر" السيد "فاضل" تاجر الاجهزة الكهربائية بينها وبين والدتها "أمل" فسارعت والدتها كعادتها بتهدئة الوضع بكلماتها الثابتة رغم أنها كانت تحمل قدرًا كبيرًا من التوتر:

-مفيش حاجة يا حاج فاضل دي يسر بس بقولها نروح نعمل مفاجأة لنوح في العيادة بمناسبة عيد ميلاده وهي بتقولي ماقدرش.

رفع والدها حاجبيه معًا بتعجب وركز بنظراته على ابنته الباكية:

-ايوه بردو، أيه الصعب في كده!

خفضت بصرها تخفي عيناها الحزينة وهي تقول بصوت مرتجف ممزوج بنغمة الأسى المصاحبة دومًا لصوتها:

-عشان اتخانقت أنا وهو....

صمتت تستطلع رد فعل والدتها التي هاجم التوتر قسماتها بوضوح، فأكملت بضيق:
-وكرامتي واجعني بس.

-يعني الخناقة دي هو قل أدبه عليكي فيها ولا خناقة بين اتنين متجوزين عادية؟!

أجابت بصدق على والدها:

-لا خناقة عادية يا بابا.

اكتفت بهذا القدر من الإجابة وأخفت سبب المشكلة المتفاقمة بينها وبين زوجها لعلمها بمدى صرامة والدها الشديدة وأن ذلك العيب الخطير المصاحب لشخصية زوجها لن يتقبله والدها أبدًا.

-ومن امتى يا حاج فاضل نوح بيقل أدبه على يسر.

-مايقدرش اصلاً.

رده الخشن والصارم جعلها تخطو نحوه تحتضنه تنهل من نهر حنانه ما يكيفها لاستكمال طريقها مع نوح مُحب النساء!

-بس ده مايمنعش بردو يا يسر انك تتنازلي وتروحي تفاجئ جوزك في شغله انك افتكرتيه الحاجات دي بصراحة بتفرح الراجل.

ضحكت "أمل" بخفة تمازح زوجها بطريقتها البسيطة:

-يعني طلعت بتتبسط مني يا حاج.

-اه طبعًا.

أجاب بصدق وهو يشملها بنظراته الحنونة المحبة لشخصيتها البسيطة، فقالت يسر بهمس متقطع يحمل قهر نابع من معاملة نوح لها:
-عشان بتحبها بجد من قلبك يا بابا.

-بتقولي حاجة يا يسر؟!

رفعت نظراتها وهي تحرك رأسها بالنفي:

-لا.

ابتسم لها ابتسامته الحنونة:

-طيب يلا روحي لجوزك وصالحيه، ماتبوظيش يوم زي ده بشوية عكننة مالهاش لزمة.

سارعت والدتها بالتأكيد الممزوج باللهفة:

-ايوه كلامك صح يا حاج فاضل، يلا هنزل معاكي بالمرة واوصلك لغاية العيادة.

غَنَاء الروح Where stories live. Discover now