الفصل الثالث

6.2K 492 60
                                    

الفصل الثالث..
انتفضت يسر بفزع واستدارت بكامل جسدها تواجه طوفان غضبه متسائلة بنبرة غاضبة ولكنها مهزوزة بعض الشيء:

-أيه في أيه؟، خضتني!

اختصر المسافات بينهما في لحظة كان بها قريب جدًا منها حتى أن أنفاسه الساخنة كانت تضرب صفحة وجهها الباهت:

-خضيتك وبالنسبة اللي انتي بتقوليه! ده شيء عادي.

أصاب لسانها الجامح بعض من التوتر وهي تجيبه، وإصرارها يواصل طريقه في معارضته كالعادة:

-آآ...أنا قولت أيه، وبعدين ازاي تتصنت عليا!

صاح بصوتٍ مرتفع ولم يهمه الوقت ولا المكان ولا أي شيء سوى إعادة ترويض تلك الجامحة بقليلٍ من التهديد الواضح والصريح:

-نعم! بقولك أيه ماتنرفزنيش وتعصبيني.

تظاهرت بالبرود والعصيان معًا بكلماتها المندفعة من فمها:

-اه...اه اقلب وطلع شخصيتك التانية.

اتكأ فوق حروفه بصوتٍ قاس لعلها تستفيق:

-شخصية أيه يا مجنونة! هو أنا بلياتشو...بس تصدقي أنا فعلاً ممكن اتنازل عن شهادتي العلمية وعن مكانتي كـدكتور محترم واقلب صايع وماترباش في سبيل اعدل دماغك المايلة دي.

مال وجهها للصدمة وهي تسأل غير مصدقة ما يتفوه به:

-أنا دماغي مايلة يا نوح؟!

فاض به الكيل وظهر الغضب جليًا بصوته وجسده المشدود:

-ايوه، لما تكوني عايزة تموتي ابني اللي في بطنك يبقى أيه يا جاحدة؟

انفجرت فيه بغضبٍ مماثل ولمحة من الحسرة بانت بنغمة صوتها الحزين:

-يبقى مش حاسة معاك بالأمان.

استنكر سريعًا بقوله:

-ليه يعني بنميك من غير عشا؟! ولا بمسيك وبصبحك بعلقة، اوعي كده وريني وشك ما شوف يمكن سايب علامة هنا ولا هنا!

انفلت لسانها بعدما استفزها بكلامه:

-بطل تريقة انت عديم المشاعر.

أمسك ذراعها بقسوة وشدد فوقه بتحذير ضارٍ:

-يســر ماتتعديش حدودك معايا أبدًا.

فاضت مشاعرها السلبية اتجاهه، وشعرت أن الأمل التي كانت تسعى خلفه بتغييره وتحويل حياتهما البائسة للأخرى سعيدة أصبح من المستحيلات، فقالت برعونة متعمدة:

-طيب ابعد عني وماتقربش حتى ريحتك مابقتش قادرة اشمها.

ضحك ساخرًا منها وتعمد الاقتراب أكثر، متجاهلاً كل محاولاتها في الابتعاد عنه:

-ليه مع اني متبرفن كويس قبل ما أجاي؟!

وضعت يدها فوق صدره العريض تدفعه للخلف وعيناها المستشاطة بغيرة وقهر توضح له مدى غضبها منه:

غَنَاء الروح Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum