13- (غِـيـرَة أم تَـملُّـك؟)

680 81 31
                                    

فُتحت البوابة الشاهقة ببطُء يخرج من خلالها جبر واضعًا يديه في جيوبه بلامبالاة، بخطوات ثابتة سار نحو ذلك الضيف الذي لم يمل الانتظار ويغادر بل أصرّ على أن يتلقى ردًا من أحدهم .... و له ما يريد !

وقف جبر أمامُه يرمقه دون أي اهتمام، تحركت مقلتيه عليه من أعلى لأسفل لبرهة حتى ارتكز بصره على وجهه في النهاية، متسائلًا ببرود :

_اؤمر ؟

_وصال موجودة ؟

_نقول لها مين؟

_هي عارفاني روح بس ناديها

رفع جبر حاجبيه متهكمًا من أسلوبه في الحديث وكأنه يأمره، ولكن قرر تجاهله الآن وتأجيل لكمه لاحقًا، واكتفى برد هادئ تمامًا :

_وصال مش هتطلع .. أي خدمات تانية؟

_نعم؟؟

رد كرم مستنكرًا حديثه، فأكّد جبر بنفس نبرته الثابتة :

_الكلام مباشر وواضح ..

اقترب منه كرم يحدجه بعيون مشتعلة وقال :

_انت مالك ومال وصال أصلًا وبصفتك ايه تقول لي إنها مش هتطلع ؟؟ أنا هشوفها دلوقتي غصب عنك وعن أي حد هنا

ضحك جبر ببرود وهو يقول :

_طب ابلع ريقك بس واعمل كنترول كدا على لسانك عشان ميغدرش بيك.

تعدّى كرم حدّه المرسوم من ناحية جبر والذي ما ان يتخطاه أحد لا يرى أمامه بعد ذلك ولا يتهاون في معاقبته، ألا وهو لمس ملابسه !!

وضع كرم يده على كتفه يربت عليه باستهانة وكأنه طفل صغير، فنظر جبر ليده ولم تسمع أذنيه أي مما يُقال :

_طب روح يا حبيبي اندهلي وصال ومترغيش كتير يلا

تجمد بصر جبر على يده المستقرة على كتفه ونظراته ثابتة سوداء بشكل مخيف، والدماء تحترق بين أوصاله تشتعل بتوّعد قاتل ؛ذلك النتن كيف يتجرأ ليلمس ملابسُه الغالية هكذا دون إذن؟؟

رفع عينيه بتمهّل صوب وجهه المستفز والتمع الشر بين عينيه، توقف الحديث إلى هذا الحد وانتقلت دفة المشهد إلى الأيدي، ليسدد له جبر لكمة قوية طرحته أرضًا ...

****

_طب بصي .. ايه رأيك اجيب الـ آي باد بتاعي اورّيكي اللعب الجديدة اللي نزلتها، هتعجبك اوي على فكرة

هكذا تحدث تميم إلى وصال في محاولة منه ليشغلها عن البكاء، ابتسمت وصال من برائته وهو يعاملها مثلما يعامل أخيه الصغير عندما يراه يبكي فيحاول جذب اهتمامه بالألعاب والضحك ؛وكأنها ستستجيب مثل آدم .. ولكن يكفي فقط اهتمامه اللطيف بها، لذا ردت قائلة :

_ماشي هاتُه ونشوف

ابتسم بحماس عند شعوره بنجاح محاولته وركض سريعًا إلى الداخل تحت ابتسامة وصال التي تبعته رغم أن دموعها لم تجف بعد ..

عَصْر الدبَابِير || AGE OF HORNETSWhere stories live. Discover now