23- (إدرَاك و إنـكَـار)

720 69 46
                                    

عذرًا على تأخير الفصل للأربع بدل الثلاثاء ؛كما أخبرتكم من قبل ظروفي حاليًا مش في صَفّي خالص، أتمنى منكم متنسوش التصويت للفصل لأجل مجهود اختكم المسكينة، وتعليق برأيكم ..
دمتم بخير ♥️

______________________________________

ارتفعت حرارة الشمس يلحقها صوت أمواج البحر المتلاطمة بإحدى القرى السياحية الفاخرة، رمال الشاطئ مزركشة بالعديد من آثار الأقدام المختلفة التي يأتي الموج ويزيحها بين الحين والآخر ..

كان تصميم القرية دقيق ؛حيث كانت أغلب مباني الغرف مبنية جميعها حول البحر يجعلُه على مرمى بصر قاطنيها، فكان بهيج يسير مع زبدة في إحدى الأروقة في طريقهما لغرفتهما خلف أحد العاملين يقودهما لمكان الغرفة، كانت أبواب الغرف متراصة متجاورة عن يمينهما والسور عن يسارهما يسمح لهما برؤية الشاطئ، فلم ينغلق فم زبدة من الدهشة وعينيها تكاد تخرج من محجريها من الانبهار والصدمة بنفس الوقت عندما رأت أكثر مشهد صاعق في حياتها وأقبلت تخاطب بهيج بذهول :

_يالهوي النسوان دي قاعدة ازاي كدا؟؟ ، إلحق يا سي بهيج الستات قاعدين عريانين كدا ليه، ايه الفضايح دي؟؟

ضحك بهيج وهو يسير معها حيث كان يثني ذراعه لتُعلّق يدها على ذراعه، وقال ببساطة :

_ ناس أجانب وقاعدين على بحر، تفتكري هيلبسوا ايه؟

نظرت له بأعين مذهولة بشدة تقول بعدم استيعاب :

_طب مش مكسوفين؟ عادي كدا اللي رايح واللي جاي يتفرج على لحمهم، ايه القرف ده؟ ورجّالتهم فين الحريم دي؟؟ أهاليهم فين سايبنهم دايرين على حَلّ شعرهم كدا !

_أجيب لِك بندقية تطخيهم؟

قالها ضاحكًا بمزاح فأجابته ومعالم الاستحقار تعلو وجهها :

_والله تبقى عملت خير وغسلت النجاسة دي .. ايه ده ازاي يعملوا كدا مفيش خِشا ولا دم !!

_يا بت هما متعوّدين على كدا، ده عادي في بلدهم

لم تقتنع بذلك وأجابت بتقزز وقرف :

_دي مزبلة مش بلد، ياكش تولع بأهلها ... اوعى تكون روحت البلد دي يا سي بهيج !

ضحك بهيج يراها تسأل بخوف جديّ ؛تعتقد بتفكيرها المحدود أن بلاد الأجانب هي دولة واحدة فقط، فنطق يجاريها :

_لا أنا مبروحش هناك انا مؤدب

علت ضحكاتها براحة، ثم قالت :

_طب بقولك ايه أكّلني

_عنيا، نروح نغيّر هدومنا وهنزل ازغّطِك زيّ الوِزّ حاضر

*
*
*

استدارت ريناتا حول نفسها بحماس تتنفس براحة شديدة وهي تقف في غرفة الفندق ذات السريرين، تتطلع من نافذة الغرفة الكبيرة على تلك المناظر الخلّابة وصاحت قائلة :

عَصْر الدبَابِير || AGE OF HORNETSDonde viven las historias. Descúbrelo ahora