-2-

59 10 9
                                    


في اليوم التالي استيقظت غالية صباحاً على صوت قرقعة في مطبخها فنهضت واتجهت نحوه لتتفاجأ بملك جالسة على طاولة السفرة تتناول طعامها .

صباح الخير
قالت غالية لتجيبها ملك :
- صباح الخير ماما .

- شو فطورك ؟
سالت غالية لتجيبها ملك :
- بقايا عشا امبارح .. سخنته بالمايكروييف ..

- شطورة الله يرضى عليكي ..
قالت غالية وهي تمسح على رأس ملك ثم تقترب منها وتجلس بجانبها لتشاركها الطعام .

اخذت ملك تتامل ملامح والدتها الباردة .. بالعادة تستيقظ غالية مبتسمة ومبهجة .. تدندن وترنو اغاني فيروز الصباحية رغم تعاستها ولكنها في الاونة الاخيرة قد تغيرت كثيرا .. خاصة عندما ترك عامر عمله وجلس في المنزل عاطلا .. اصبحت حياتها اكثر تعاسة لدرجة أن سلبتها ابتسامتها ومرحها ..

- عادي (هل من الممكن ) اوخد( آخذ)  تلفونك واحضر (اشاهد ) عليه ..
سالت ملك والدتها لتجيبها غالية بلامبالاة :
- عادي خديه ..

ابتسمت ملك وسحبت الهاتف من امام والدتها ثم نهضت تغادر المطبخ نحو غرفتها .. تاركة والدتها لوحدتها تصارع الافكار في راسها ودموعها تحاول هزيمتها للنزول ..

- الله يقهر الي بقهر ..
دعت بتلك الكلمات على ظالميها ثم نهضت توضب السفرة لتنظف المنزل بعدها ولكنها ما ان خرجت من المطبخ حتى لمحت عامر يخرج من غرفة النوم متجها نحو الاسفل ..

لم ينظر اليها ولا يعطيها اي قيمة .. نزل الى امه واقفل الباب خلفه .. فتنهدت غالية واكملت عملها في المنزل براحة ..

- مفكرني رح ازعل عليك اذا ما افطرت معي ؟ ياريت كل يوم تنزل تاكل عند امك ..
همست مع نفسها وانفها يستنشق رائحة الطعام القادم من الاسفل ..

- ملك .. تعالي افطري ..
صاحت ام عامر من الاسفل لتهرع ملك نحو السلالم وتجيبها :
- افطرت مع ماما تيتا .. شبعانة .

- ماشي
قالت ام عامر ثم اغلقت باب منزلها  مرة اخرى لتركض ملك نحو غرفتها وتتابع مشاهدة الفيديوهات على هاتف امها .

لحقتها غالية وتفحصت غرفتها لتقول بغضب :
- ليش هيك غرفتك ؟ كم مرة حكيتلك يا ماما ترتبي تختك(سريرك ) اول ما تصحي من النوم .

- اسفة ماما .. والله نسيت .. هلأ برتبه
قالت ملك بابتسامة شقية وهي تضع الهاتف وتنهض متجهة نحو سريرها ثم ترتبه على مرأى والدتها التي استمرت بالوقوف تراقبها وتحرص على اتمامها عملها باتقان .. وما ان انتهت ملك حتى اثنت عليها بعبارات تشجيعية

بعد ساعتين

صعد عامر لمنزله ونده لابنته مهملا غالية .. وهرعت ملك نحوه تلبي ندائه ثم عادت لوالدتها تخبرها بان والدها ينوي أن يصنع مائدة من اللحم المشوي ..

قلوب قيدها الضعف Donde viven las historias. Descúbrelo ahora