اِبن السّماء.

117 9 26
                                    

أوّلُ فخرٍ لي كان أن كلّمتني النّجوم كلّ يومٍ منذُ وُلدت.
والنّجوم تعرف كُلّ ما عليهَا أن تعرف، لم تخذُلني يومًا.

وأحببتُها جمًّا.

حُبُّها كان كلّ ما أملك. كلّ ما أنا عليه.
وكُلّ ما أردتُ أن أكونه.

لذا اسموني ساكِنَ السّماء.
تكلّمتُ لُغتها بلساني هذا.

ثاني فخرٍ لي كان أوّل اختبارٍ حقيقيٍّ اجتزتُه.
عندما قُدتُنا لعُشّ رُخّ حيّ. وتسلّلتُ واختلستُ بعض الرّيشات ثمّ بِعتُها لأشتري قُبّعة لمريم.

وكانت سعيدةً لدرجة أنّ الذّكرى تحرّك شعورًا جديدًا في قلبي.

ثالثُ فخرٍ لي: مازلتُ حيًّا.
خذلتُ كلّ شيءٍ أحببتُه. ومازلتُ حيًّا.

نسيتُ ما كُنتُ وما أنا، لكن مازِلتُ أتنفّس.
وهذا الصّمود يستحقّ الثّناء، ألا يفعل؟

وليس لي من مستمعٍ سِواكَ، أيّها القمر.
لا أرى سواكَ الآن.

فالسّماءُ فارغةٌ كرُوحي. على نحوٍ موحِش.

ماذا أفعل؟

كنتُ أتكلّم لُغةً أحبّها. لكنّها سُحِبت مِنّي تمامًا الآن.
مازِلتُ أحبّ ما أُحبّ لكن لا أظنّني قادرًا على لفظِ حرفٍ آخر.

أشكُرُ تعاوُنكَ.
أشكُر استماعك.

لنلتقِ عندما تصبحُ بدرًا ثانيةً.
 

آياكوز. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن