2🩵

18 11 0
                                    

طرقتُ ثلاث طرقاتٍ على غرفة أبي، وأمي ، صوت أبي يأذن لي بالدخول قائلًا :
-ادخلي يا ملاذ
أدرت مقبض الباب وأطللتُ برأسي لداخل الغرفة وقلت بهدوء :
-هل لي بالحديث معكما الآن؟
أفسحت أمي مكانًا بجوارها على الفراش وقالت :
-ارحبي يبنتي تعالي واحكي

إتخذتُ مكاني بجوار أمي و مرت علينا لحظات صمت لم يكسرها إلا صوت أبي ممازحًا قائلًا :
- ما موضوعك احكي او هل تريدين أن نقرأ أفكارك ؟

ضحكت أنا وأمي وبدأت الحديث بعد أن تملكتني الشجاعة والجرأة فجأة:
- أنا موافقة
-موافقة على أن نقرأ أفكارك ؟
قالت أمي ضاحكة فتوترت وقلت:
- لا ليس هذا!! أقصد موافقة على...
-على بهاء؟
قاطعني أبي وعاد الصمت لحظات معدودة حتى عاودتُ الكلام وقلت بجدية:
-نعم
-الله عليكِ ياست البنات هنشوفك عروسة أخيرًا وهنرتاح منك
قالت أمي ممازحة وهي تلكزني
-يماما!!
-هل صليتي إستخارة يا ملاذ؟
قاطعنا أبي وهو يعدل من جلسته ويستقيم ظهره وتصير ملامحه جادة.
-نعم صليت
-وكيف أحسستي؟
قلتُ وقد أنطلق لساني وأنفكت عقدة التوتر منه:
-في البداية كنت قلقة ومتوترة وخائفة أن أكون قد تسرعت وتعجلت في قراري ، لكن يقين راسلتني وذكرتني أن ما بعد الإستخارة لن يكون إلا الخير لي، وشعرت أيضًا بقبول فكرة أن يكون بهاء هو الشخص الذي سأتقاسم معه عمري وحياتي وأن يكون نصفي الآخر وسندي في الدنيا ، والمُمسك بيدي للجنة بإذن الله.
تبسم والدي ودمعت عيون أمي وقالت:
-الله يوفقكم يارب واشوف نسخك الصغيرة قريبًا
لحظتها شعرت بالحرج وقلت لأمي صائحة:
- لسه بدري يما!! حتى الخطوبة ما خطبنا! متكبرنيش دلوقتي!!

ضحك كُل من أبي وأمي فأتبعت الضحك معهما
- متأكدة من قرارك؟ سأكلم والد بهاء لنَزُف لهم خبر موافقتنا
-كُل التأكد يا أبي
نهض والدي من مكانه وأمسك هاتفه وقال:
-على بركة الله ،الله يتمم لكم على خير
قمت من مكاني وغادرت الغرفة قائلة:
-سأراسل يقين اراكم لاحقًا
وحين خطوت خارج الغرفة سمعتُ أمي تقول لأبي:
-يقين كأنها العضو المفقود من العائلة الله يحفظها لملاذ

أبتسمت وأمسكت هاتفي كي أُمطر يقين بالخبر السعيد
*****
-طيب، هلا أخبرتني أنتِ عن هواياتك الأشياء التي تحبين القيام بها ؟
-في أوقات الفراغ أحب قراءة الكتب ، الرسم أحيانًا ،الكتابة،طبخ أشياء جديدة لم أجربها ، الإستماع إلى بعض البرامج المفيدة ثقافيًا ودينيًا
قام بإراحة ظهره على الكرسي وأبتسم قائلًا:
-هذا مثالي للغاية هل تقومين بكل هذا يوميًا؟
قلت بصوت حاد نوعًا ما :
-قطعًا لن أقدر على كل هذا لكن بعض العادات ثابتة ولا أقدر على التخلي عنها
- مثل ؟
- الكتابة، القراءة
-ماذا تقرأين؟أي نوع من الكتب؟
سكتت عدة لحظات ثم قلت :
- الروايات ، ومجال التنمية الذاتية ،بعض الكتب التي تتحدث عن الإنتاجية وتطوير الذات
-أذواقنا متشابهة
-حقًا؟ جميل.
- انتِ تحبين القطط؟صحيح؟
مررت بلحظة إدراك أن السؤال موجهة لي وقلت:
-اكيد لدي قط أساسًا
-إنها كائنات مبهجة لدي قط أنا الآخر
كان عقلي قد بدأ يفرغ وودتُ لو أنشقت الأرض وأبتلعتني فقد بدأ ذهني يُرهق من هذا الضغط قد أبدو هادئة وعاقلة لكن من يعرفني جيدًا يوقن أني وصلت لمرحلة من "العباطة" لا يمكن أن تُصدق حتى، أرتشفت من كوب الشاي الذي أمامي كي لا يُلاحظ توتري ورجفة أسناني.
*****
-بتهزريييييي!!!

صاحت يقين بأعلى طبقة صوتية سمعتها في حياتي من قبل، مما جعلني أقوم بإغلاق المكالمة في وجهها لأستوعب الصدمة العصبية التي تعرضت لها أذني للتو.
إتصال صادر من رقم يقين قمت بالرد ولم أنطق حرفًا حتى بادرت هي :
- السموحة تحمست!
-عند الجران ، طبلة أذني تمزقت يا يقين الله يسامحك
-هلبس واجي اكلمك فيس تو فيس أحسن
- لا اريد سماع صياحك ثري دي يا عزيزتي أبقي مكانك لو سمحتي
-بالله لم أكن أقصد يا ملاذ ، عمومًا انا جاهزة وفالطريق ، أأحضر لك عصير بالخوخ أو المانجا؟
-اعتقد اني أريد المانج- ...
قاطعتني ضاحكة وقالت :
-كلانا سيشرب الخوخ هيا اراكي بعد قليل سلام!
واغلقت في وجهي الخط
-يبدو أنها تريد الإستغناء عن حياتها اليوم

بدأت بترتيب الغرفة قليلًا وأعددت بعض المُسليات كي تكتمل الجلسة التي ستقام بعد قليل رن جرس المنزل بعد نصف ساعة معلن عن وصول يقين، عدلت من هندامي ورفعت شعري لأعلى وذهبت لفتح الباب، كانت أمي قد سبقتني وأستقبلت يقين وبدأت تقبل كل شبر في وجهها وهي تقول:
- وتظل خدودك احلى من خدود ملاذ
-يما سيبي يقين
قالت يقين وهي تفتح ذراعها لمعانقتي :
-تغارين؟ أعلم أن حبي قاتل لكن بدون غيرة من فضلك
-طب يلا يا حبيبتي برا
دفعتها بيدي ممازحة وقلت:
-والعصير هاخذه كتعويض
-فداكِ خذي كل شيء ياعروستنا

شعرت بحرارة وجنتي وقلت لها منفعلة:
-لسه ما خطبت حتى!!
-يلا يبنت انتِ وهي على الغرفة ،بيجي الحج ياكلنا كلنا دلوقتي
قالت أمي وهي تدفعنا دفعًا نحو الغرفة الخاصة بي
-حاضر يا أمي
أغلقت باب الغرفة وجلست على سريري في مقابلة وجه يقين
مدت لي يدها وهي تحمل العصير وقلت:
-طب منتي جبتي المانجا في الأخير
-ما كان في غيره
-والخوخ الي معك؟
-ما كان في غيره كمان
نظرت كل منا للأخرى وضحكنا حتى دمعت أعيننا.

الديمُومة💗(قيد التعديل)Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin