7🌕

18 7 0
                                    


نظرتُ لنفسي مرة أخيرة بالمرآة عدلت من حجابي وأرتديت دبوسًا على شكل زهرة دُرتُ حول نفسي وأبتسمت لخيالي فالمرآة.
دخلت والدتي الغرفة وقالت وهي تتكيء على الباب :
-هتعجبيه صدقيني بلاش بص كتير فالمراية
قلت لها وقد تحول وجهي للأحمر من تعليقها الأخير:
-رأيه ما يهم اساسا
-شكلك بقى شبه الوردة المستحية
قالتها امي وهي تغادر غرفتي اطلقت تنهيدة كانت مختنقة في صدري سرحتُ بصورتي فالمرآة ولم يقطع سرحاني سوى صوت أبي وهو يدعوني كي نغادر ، اطفأت مصابيح غرفتي وغادرنا المنزل نحو وجهتنا.
حين ركبنا سيارة والدي كنت أجلس في الكرسي الخلفي وراء مقعد السائق وأمي تركب بجوار أبي ، كانا يتحدثان في مختلف المواضيع وكنت سارحة بخيالي فالشوارع كعادتي كنت أفكر كثيرًا بخصوص مشاعري.
كيف أن القلب قد يحب شخصًا لم يدم حديثه معه سوى ما يقارب الساعة ، كيف لقلبي أن يتحكم بي ولا استطيع التفكير بعقلي.
كيف عندما اتذكر أبتسامته يخفق قلبي بهذا الشكل ، كيف أنني أشعر بالسعادة حين يتم ذكر أسمه أمامي.
حلمي الأخير الذي حلمت به حين قام بحملي والدوران بي فوق السفينة كم كان حُلمًا جميلًا لم أرغب الإستيقاظ منه.
سأحاول أن أكون أفضل ما يمكنني أن أكونه من أجله سأبذل طاقتي ومجهودي وكل ذرة من أجل حياتي القادمة.
وصلنا لوجهتنا وتوجهنا نحو صالة العوائل كان من السهل جدًا أن نجدهم، العديد من الأحاديث والكثير من التطلعات المستقبلية ، كانت المسافة التي كانت تفصل بيني وبين بهاء كبيرة نسبيًا، لكن من جهتي تمكنت من رؤيته كان يرتدي بنطالًا أسود وكنزة صوفية سوداء طويلة الرقبة وكان يرتدي فوقها قميصًا بني اللون.
بينما كانت الأحاديث تتناقل من هنا وهناك أسند والدي ذقنه على يديه وقال موجهًا حديثه لبهاء
- ما رأيك أنت تذهب مع ملاذ لشراء العصائر ؟
- إن كانت تريد المجيء معي بالطبع
كانت الدماء قد تجمدت في يدي وشعرت بالتوتر ولكن تمكنت من الحديث وقلت لأبي " لا مشكلة"
نهضنا من أماكننا وغادرنا المطعم كانت المسافة التي بيننا قريبة هذه المرة ، كان الصمت هو حاكم هذه اللحظات شعرت برغبة مُلحة بالعطس لكن لم أقدر
- انتِ بخير؟ وشك قلب ألوان ليه؟
-توقفت ونظرت له وحين ألتقيت عيني بعينيه  لمجرد لحظات كنت قد صرتُ أسيرة لعمق عينيه الحادتين، أشحت بنظري للإتجاه المعاكس له وقلت وأحبال صوتي تهتز
- بخير ، لا تقلق
-خذي وأمسحي وجهك ، ولنكمل
وجدته يمُد منديلًا لي ويبتسم
- اعلم انك متوترة فهذا واضح عليك يا ملاذ ، لكن حاولي أن لا تجعلي هذه اللحظات تكون ذكرى سيئة لك سيمر الوقت وستدركين لاحقًا أنك كنتِ تأخذين الأمور بشكل مبالغ فيه فأستمتعي باللحظة.
لم أقدر على الرد عليه وأكملنا السير نحو المتجر  وبينما كنا نسير  مررنا بشجرة جميلة المنظر وكانت مُحاطة بالزهور البيضاء سرحت بعيني قليلًا فيها
- هل تعرفين ماذا تعني الزهور البيضاء في لغة الزهور؟
قالها بهاء وهو يقترب من الشجرة ويتأملها
- إنها تعني الصداقة الطاهرة والبريئة.
قلتها بينما وقفت بجانبه اتأمل الشجرة
- وفي بعض الثقافات تعني الفراق والحزن كذلك
- إنها جميلة
غير بهاء من اتجاهه ونظر في عيني وأبتسم وقال:
- اعرف شيئًا أجمل صدقيني
شعرتُ بحرارة تغزو وجنتي فقلت محاولة تغير الحديث
- الأزهار البنفسجية هي الأفضل.
-نعم نعم، هيا لنحضر المشروبات فقد تأخرنا.
مر اليوم بسهولة وسلاسة ولم اصدق اللحظة التي عدتُ فيها للمنزل ، أرتميتُ على فراشي بعد أن قمت بتغير ملابسي لملابس أكثر راحة، اتصلت يقين بي وتحدثنا كثيرًا.
-يرحمك الله
قلتها ليقين بعد ان قامت بالعطس
-آمين وياكِ، حسنًا متى سنبدأ في المراجعة للإختبارات النهائية
نظرتُ للروزنامة وقمت بعمل دائرة حول اليوم الخامس والعشرين من شهر خمسة وقلت:  أمامنا حوالي 37 يومًا.
-وانتِ جوازك هيكون امتى
-ايه السؤال المباغت دا !!
كان يمكنني معرفة ان الإبتسامة التي على وجه يقين من الأذن للأذن فأكملت الحديث قائلة
-لم نحدد اليوم ولكن بعد تخرجي سنبدأ بتجهيز الشقة
ضحكت من على الطرف الثاني وقالت :
-في اي وقت الخدمة شغالة ، وبالنسبة للمذاكرة نقدر ننزل نذاكر من بكرا في المكتبة
-أعتبري الأمر تم
وأكملنا الحديث لنصف ساعة أخرى ثم أغلقنا الخط
نهضتُ من مكاني ونظرت للساعة  العاشرة والثلثُ ،رتبتُ مكتبي ووضعتُ كتبي ودفاتري امامي وأعددتُ جدولًا لدراستي لل37 يوم القادمون وضعت الكتب التي سأقوم بدراستها غدًا في حقيبتي وجهزت ثيابي ، تناولتُ ثمرة برتقال مع القليل من عسل النحل، وضعت الطعام لليمونة ومسحتُ على رأسها
كانت أمي تُساعد والدي في تجهيز حقائب سفره ، فغدًا سيغادرنا ليعود لعمله في الخارج، اتجهت نحوهم وجلستُ على طرف السرير.
-غدًا سوف اذهب للمكتبة لإستذكار دروسي مع يقين
-انتبهي على نفسك ولا تتأخري غدًا في الخارج وخذي أموالًا إحتياطية معك.
قال والدي وهو يُقفل سحاب الحقيبة الزرقاء ويضغط عليها 
-حاضر حاضر، هاتي الفلوس يماما، قلتها وانا اضحك وانظر لأمي
-إن عشنا لبكرا هديكي الفلوس بكرا
اتجهت نحو أمي وقبلتها وفعلت المثل مع والدي وقلت
تصبحون على خير ، لازم اصحى بدري بكرا.
تصبحين على خير قالها والداي في صوت واحد
ضبطتُ المُنبه على الساعة الخامسة فجرًا ، وخلدتُ للنوم.

الديمُومة💗(قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن