|و تسدل الاستار|

176 22 46
                                    

تسدل الاستار عادة عند نهاية المسرحية، و تنتهي المسرحية بنهاية الحكاية، لكن... ماذا لو انتهت المسرحية لتنذر ببداية حكاية جديدة؟ ماذا لو اسدلت الاستار معلنة عن ملحمة ستبدأ؟
______________________________________________________________

"هيا اركض يا بحر، اسرع أبعدني عن هذا المكان. صرت أتخيل الدماء في كل ركن منه، هيا يا بحر"

قالتها اريلا لومباردي بصوت عالي و انفاس متقطعة، ممسكة بلجام جوادها الأدهم«بحر» كما تدعوه، كان يعدو بسرعة جعلت دموعها تتطاير في الهواء، لكنها رغم هذا شعرت ان حركته بطيئة فنزعت عنه اللجام لتتركه يركض بحرية، فالخيل عندما تشعر انها حرة يصير عدوها كتحليق الطيور، رمت القيد ارضا و عانقت جوادها لتزيد حدة بكائها و وتيرة نبضها.

اغمضت عينيها بالم يتدفق سيل من الذكريات امام عينيها.

Flash back
في غرفة الاميرة المدللة للومباردي، عائلة حكمت شبه الجزيرة الايطالية قديما لاكثر من قرن، و لازالت للان محافظة على موقعها بين العائلات الارستقراطية، كانت الانثى الوحيدة التي تحمل دماءهم تقرؤ كتابا عن الفلك كعادتها، فور ان انهت الكتاب و وضعته على مقعد النافذة امامها بحرص شديد، وصلها اشعار برسالة، كانت من ليناي صديقتها الصهباء، فتحتها بسرعة لترى محتواها، كانت رسالة صوتية.

"اري يا فتاة اين انت هل انشغلت باحد كتب التنجيم تلك كعادتك، انا انتظرك منذ ساعة عند التل و بيلا تصهل بصوت عال و تضرب الارض بحوافرها اؤكد لك انها حفرت حفرة الان هيا اسرعي ان لم ياتي بحر ليعدو معها الان فاقسم انها سترميني في الحفرة اللعينة لتكون قبري".

لم تهتم اريلا لشيء من هذا و لا لان فرس صديقتها الجامحة ستدفن الاخيرة و قالت تزفر بحنق:"اه منك يا ناي هذة المرة المئتان و واحد بعد المليون التي تخطئين فيها و تسمين الفلك بالتنجيم، هل ابدو لك كمشعوذة تبحث عن المستقبل بين النجوم ".

ثم اتجهت لغرفة الثياب لترتدي ملابس الفروسية و حملت هاتفها تضعه في جيبها، نزلت بخطوات رشيقة راقية كأن لقب الاميرة لم يخلق لغيرها و هي تحيي الخدم بابتسامة. عندما مرت بجانب مكتب جدها لمحت محاميه يخرج بابتسامة ماكرة، فور ان رآها تغيرت تعابيره لتعبير مستفز و قال:
"تسرني رؤيتك بصحة جيدة انستي، في اخر مرة اتيت قبل يومين علمت انك مريضة و لا يمكنك مغادرة فراشك، لكن ها انت الان ذاهبة لركوب الخيل، اعجب من قدرة اللومباردي على التعافي بسرعة".

اريلا بطبعها كانت لطيفة مع الجميع لكن هذا الرجل بالذات كانت تمقته، هي لا تحب الثعالب كما تعشق باقي الحيوانات و هو يذكرها بها، ثم ماذا قال؟ قبل يومين طلب منها والدها و شقيقها ان لا تغادر الغرفة و لم يمنحاها تفسيرا، النظرة القلقة في عيونهما جعلتها توافق دون سؤال لاعتقادها بوجود ثغرة امنية.

When dead people fall in love || عندما يقع الموتى في الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن