|صدفة او قدر|

101 14 75
                                    

عندما تنقطع بك السبل، تذكر ان لك روحا، هذا سيرشدك للطريق.
لم اقل انه طريق صحيح لكن يكفي ان اختيارك له نابع من اعماقك.
هذا لن يجنبك الخطر، لكنه سيجنبك الندم.
________________________________________________________

لم تتوقف و لم تلتفت للوراء و الاسوء انها لم تكن تعرف الى اين تتجه، روحها كانت دليلها، كل همها كان مكانا لا يجدونها فيه حتى تصفي ذهنها، و تختار... تعرف انه اختيار صعب، عليها ان تختار، اما الابتعاد عنهم، او الاصعب، تقبل انهم يزهقون ارواح الاخرين و يحمون روحها هي.

"كل شيء سيكون بخير"

قالت هذا بصوت متقطع نتيجة بكائها لوقت طويل، كانت تحاول ان تبدو كمن تطمئن غيرها لكن في الحقيقة كانت تحاول ان تحفر هذه الكلمات عميقا داخلها.

خمس دقائق، ربع ساعة، ساعة، ساعتان............

لا تعرف كم من الوقت مضى و هي تمسك عنق جوادها لكنها تدرك انه تعب و تعب للغاية فقد توقف عن الركض منذ فترة و صار يمشي ببطئ فقط، شعرت بعنقه يرتفع قليلا، بدا لها كإنسان يدير رأسه و ما هي الا ثوان حتى شعرت برأسه يدفع خاصتها برفق، كان الامر غريبا، العلاقة بينهما ليست كعلاقة فارس عادي بجواد عادي، كان يشعر بآلامها و احزانها، كانت في كثير من الاحيان تعتقد انه يفهم كلامها، و حتى عندما رآها تبكي انطلق اسرع من المعتاد و رغم ارهاقه لم يتوقف حتى تاكد من بعدهم عن ما يخيفها ايا كان، كان اشبه بصديق مقرب تحفظ عنده كل اسرارك و انت متأكد انه سيقف بجانبك دوما، هي في كثير من الاحيان تفضل مصادقة الحيوانات و الكتب بدل البشر ليس لديها اصدقاء من البشر غير ليناي، فريا و هما.

رفعت رأسها تنظر للمكان حولها، انه "جنة الصفصاف" اسم اطلقته على المكان عندما اتت اليه ذات مرة في طفولتها، لم تعد اليه بعدها لكنها تتذكره جيدا لسبب ما، لقد رأت اول حلم في حياتها تحت الصفصافة البيضاء.

همست:
"الاحلام توجد تحت شجر الصفصاف"

بدت كانها نسيت كل ما حصل معها، كانت كمن يتوق لينام بهدوء لبضع دقائق، دقائق دون كوابيس، كان هذا كالحلم بالنسبة لها.

نزلت من على ظهر بحر و هي تقترب من الصفصافة البيضاء، كان قلبها يتجاوز نبضة مع كل خطوة، مسحت دموعها عندما اقتربت اكثر كما لو انها تخشى ان تراها الشجرة بحال مزرية كبرياء الملوك داخلها موجود حتى في اشد لحظات ضعفها و ان كان في حضور الجماد فقط، اعادت بعض خصلات شعرها المتمردة كروحها الان للوراء و عندما وصلت رأت شخصا هناك شابا فحمي الشعر.

كان يجلس على الارض يستند بظهره على الشجرة، احد ذراعيه على جبينه و الاخر على بطنه، كان نائما بوجه هادئ.

بقيت تحدق به للحظة ثم اقتربت اكثر تجثو على ركبتيها ضاربة بكل ما تعلمته كانسة نبيلة عرض الحائط.

When dead people fall in love || عندما يقع الموتى في الحبWhere stories live. Discover now