|سر آخر|

86 14 109
                                    

لا شيء يسمع لا حديث.. ولا سلام *** أنا لا أرى شيئا أمامي غير ذكرى.. أو لقاء .

كان الامر مخيفا حقا لم تشعر بنفسها الا و هي تتراجع للخلف و تغطي راسها بيديها خوفا من ان يطلقوا النار عليها كان هذا هو الوقت الذي يفترض بمن سيخبرها بماضي اللومباردي ان ياتي، هي نسيت الامر بعد حديثها لبرهان و لكن عشقها للبحر قادها اليه مجددا.

كانت الاصوات تتصارع في راسها كل يصرخ برايه يحاول اقناعها به، شعرت كما لو انها في اجتماع لمجلس النواب و هذا زاد الطين بلة عليها، جزء منها يطالبها بالهرب رغم ادراكها لاستحالة نجاحها في هذا و جزء اخر ينصحها بشراء سلامتها منهم، لكن كبرياء الملوك داخلها كان يصرخ فيها ان تقاوم.

مد احدهم يده نحوها و ما ان كاد يلمسها حتى صفعت يده و هي تقول بحدة:
"يدك عني"

نظر لها بدهشة كمن سكب دلو ماء مثلج على راسه، لم يتوقع احد ان تقاوم، من استاجرهم اخبرهم انها مجرد فتاة هشة يمكنهم قتلها بالنفخ عليها فقرر ان يلهو بها قليلا ما دامت ستموت على اي حال.

قبل ساعات قليلة في مكان اخر في ميلانو:

استاروث زافان غرابي الشعر اسود العينين كان يستند بظهره لسيارته الرياضية السوداء و يداه مجدولتان عند صدره، كان شابا فارع الطول، عريض الكتفين، واسع الصدر شكلا فقط لانه بالفعل كان غاضبا من مجرد تاخر صديقه بثانية واحدة عن موعدهما.

ثوان اخرى حتى ظهر ذاك الاشقر الوسيم كان يبدو اكبر منه ببضع سنوات لكن كلاهما في العقد الثالث من العمر، الاول في بداية عشرينياته و الاخير في اواسطها.

قال استاروث و هو يوجه انظاره نحو صديقه ثم للزقاق الفارغ حولهما:
"انت متاخر و هذا ليس من عادتك. لا تقل انك ذهبت للبحث عنها روم"

ليرد الاخير:

"انت لازلت على عادتك لا شيء يخفى عنك استا، كيف علمت بما حصل؟"

رد سليل زافان:

"ارجح ان العامة يعرفون ايضا. فريدرك قام بمجازر فضيعة امس في الاحياء الشرقية لو لم اكن اعرف انه الكابو لظننت ان ايطاليا تقوم بحملة تصفية للتخلص من الجريمة بينما هو في الحقيقة خاف على مدللته منهم فقتلهم لحسن الحظ لم يقتل الجماعات التابعة له ايضا لان هذا سيحدث تمردا خطيرا و لا اريد ان يحصل شيء كهذا اثناء وجودنا هنا."

رد روميو بتعب و بعض خصلاته الذهبية المتمردة تغطي جبينه:

"هذا صحيح اختفت تماما، الجميع يبحثون عنها و زيوس اصدر امرا لكل المافيا هنا بالتوقف عن اعمالهم حتى يجدوها، يخشى ان تتورط في مشكلة من نوع ما كما حدث في الماضي، الجيد في الامر ان لا احد يعرف شكلها غير عائلتها و الا بحث عنها المعارضون لحكم الكابو ليهددوه بها فالجميع يعلمون انها الحلقة الاضعف بين اللومباردي و اهمهم بالنسبة له. هذا امر خطير على استقرار نظام الاجرام في العالم ككل جميعنا نعرف دور الكابو في القضاء على الصراع قبل 12 سنة لولاه لدمر التمرد روسيا لكن سيد ايطاليا تدخل و حسم الامور، اعتقد ان اريلا بخير الان و الا لتلقى والدها خبرا من الخاطف و ان كان قاتلا لاخبره ايضا ليشعر بلذة الانتقام،طبعا لا توجد ضغينة بينها و بين شخص ما هي الطف من هذا بكثير و طبعا كنت لاعلم حينها بطرقي الخاصة، انا متاكد انها غادرت بسبب مشكلة مع الكابو نفسه، لا أظن انه سيسمح لشخص بازعاجها لدرجة مغادرة المنزل دون ان يقتله."

When dead people fall in love || عندما يقع الموتى في الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن