يكون هناك حرب، يصطف كل اؤلئك العساكر المدججين بالدروع والرشاشات الثقيلة، هم من يحملون عبئ شبح الميزان على ضمائرهم.
ميزان الموت والحياة، ميزان الخير والشر، الدم والدمار.
خلفهم، على رأس ناطحة السحاب تتمركز هي، بثيابها التي تتشح السواد وأعينها الزرقاء...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
توضيح صغير: البورد لا يمثل شكل الشخصية لكنه يعطي لمحة تقريبية لملامحها وهيئتها، ويعطي لمحة لأجواء الرواية ولا يمثل الأحداث، أي أن ما بداخل الصور ليس أحداث الفصل بل الجو العام. ..
قراءة ممتعة.
كان الوقت مساء، أو ربما بعد المساء بقليل، حيث أصبح ضوء السماء مُشوها للنظر الصافي، وكان السكون يُحيط بالمدينة من كافة أطرافها، عادة في مثل هذا التوقيت من كل يوم تُنار أعمدة الشوارع لتضيء شفارتز وولف. لكن ليس اليوم، ليس وهي المدينة المحاصرة لأول مرة في تاريخها.. الظلام قبض الأفق كما يد الوحش ذات المخالب الطويلة، ورائحة التراب الذي أثارته القذائف قد تناثرت في الثنايا.
كان هناك دموع، خوف، أدعية.. وجثث متفحمة على طول الشوارع.
أجراس معابد كيرساس التاريخية على سفح الجبل توقفت عن الرنين، في الظهيرة لأن الحرب قد اشتعلت ولم يكن هناك من يحركها كون الرهبان اختفوا، والأرجح أنها بقيت كذلك حتى الليل لأن مدفع مترصد أصاب الصومعة الكبرى وثلاث صوامع فرعية، جميعها قد انهارت على أوقات متفرقة من اليوم، ويبدو أن اللاجئين في القسم الشرقي من طرف المعبد قد نزل عليهم صاروخ أحالهم لأجساد متفرقة الأعضاء.
كان دوي القذائف يملئ الجو، مثل إيقاع منتظم، الأبنية تنهار، والدخان يكتسح السماء تاركاً وراءه كم من الغبار الخانق.
"الفرفة A4شارع داخفورد، الثامنة والثلاثة أرباع مساء، الجميع جاهز، حوّل." قيلت من طرف سالفر، يلقي بالمعلومات على اللاسلكي. "استعدوا للعملية." أجابه الطرف الآخر، شخص من غرفة القيادة العليا، لنتأهب جميعاً.
كنا أربعة في الحقيقة، داخل حيز ضيق ومظلم مليئ بالأزرار المعقدة، تحديداً داخل دبابة عسكرية.
مارغو وكارل في المقدمة، القيادة التقنية لكارل يحرك المقود ويوازن السرعة ويضبط الإعدادات، لكن مارغو يسيطر بانتباهه على أهم النقط الاستراتيجية ويحلل الوضعية، وأحياناً يستلم التوجيه كلامياً ويشير لاحتمال وجود افخاخ أو حفر مموهة في الطرق المشبوهة، ولطالما أصابت توقعاته بدقة ونجونا في العديد من العمليات والاقتحامات العسكرية بفضل خبرته التراكمية من عدة حروب سابقة. في الخلف أنا وسالفر، هو يستلم مهمة التواصل وتلقي الأوامر، بينما أنا أقوم بتفقد أجزاء القناصة على عجل لمرة أخيرة، تجنباً لحدوث أمور كأخطاء في المعدات أو الأجزاء التفكيكية المهمة، كنت أضع اللاسلكي على حزام خصري الجلدي، ارتدي بنطال وقميص باللون الأسود لغرض التمويه في الظلام الداكن تنفيذاً حرفياً لما كتب في التعليمات.
