2_روما

34 14 39
                                    

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

..

قراءة ممتعة

استلقيت على سريري، كان قد انقضى يومين دون أن أخرج من غرفتي الصغيرة، يومين دون أن آكل أو أشرب، كنت مرهقة، وقضيت معظم وقتي في النوم كوني أخذت استراحة من التدريبات بعد أن طلبتها من مدربي الخاص، هو تردد قليلاً في البداية لأنه من النادر إعطاء عطلة لأي مجند لأسباب سخيفة وسط الحرب، لكن القائد آرسلان أعطاه الضوء الأخضر قائلاً أنه علي الاستراحة للاستعداد لمهمة أكبر.

خلال هذه الفترة قمت بعملية تصفية الذهن، حرفياً تصفيته، كانت أفكاري مثل المياه العكرة، التخلص منها ارهقني نفسياً وجسدياً، استخرجتها عن طريق النوم، كثرة التفكير، الشتم، التدخين بشراهة، الاستحمام في الرابعة فجراً بلا سبب، والنوم مجدداً.

كان جسدي متعب قليلاً بسبب قلة الأكل، وخامل بسبب عدم الحركة، لكن عطلتي انتهت، وقررت أن ابدء أيام أخرى بعيداً عن ذاك اليوم المشؤوم، لأن سالفر كان جاسوس، وقد يكون قتل الجواسيس أمر حتمي في نهاية المطاف عند كل عدو لهم، لو لم أفعل أنا كان هناك عشرين ألف ثائر في نواحي دراخن فيلز مستعدون لذلك.

أحياناً يكون هذا الصواب، ولكن لِم؟ لم قد يكون الصواب أمر يرهقنا، يأكلنا من الداخل ويمزقنا؟ يجعلنا نسهر الليالي وننام النهار وكأننا ننتظر محاكمة كتبت بقوانين أخرى لعالم سرمدية، يمر أمامنا أصناف من العذاب، ونكره الحقيقة، نكره الصواب، ونود لو أننا كنا على الجانب الخاطئ.

أدركت أن شخصيتي باتت تعود لتشبه أيام من سنين قديمة، أوقات كنت فيها حساسة ورقيقة، وما كان يجب علي أن أعود لها، لأن سارين القاسية كانت قوية، سارين فقط لم تعلم أنها بشكل أو بآخر تعلقت بسالفر، كصديق لا أكثر، المشاعر تكلف الإنسان الكثير من الخسائر والألم الذي يحتاج المساعدة.

رفعت شعري للأعلى في كعكة فوضوية، نهضت بثقل ابدل بيجامتي لأرتدي ثياب رياضية وأتجه نحو قاعة التدريبات الحرة، لم تكن مقيدة بفرقة ما، بل كانت للجميع، والأهم أنها بلا إشراف مدربين كونها لا تزيد عن أنها ساحة رياضية.

سارين: قناصة الظلام. Where stories live. Discover now