(4)---أحلاهُما مر---

58 14 12
                                    

*بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمدا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم *


-
-
-

-
-
-

---*----*-----*----*---

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

---*----*-----*----*---


تمر الأيام كالرياح الهبوبة وتسرق معها الطمأنينة والسرور كما تقتلع العواصف الجذوع المتينة .

مرت الليلة على " أوليفر " وهو قابع يتأمل في تفكير حذق لمواجهة مصيره مع عائلته المشتتة ؛ أحس بعمق أنه خسر كل شيء يمكن أن يشده للحياة رغم أنه يمتلك كل شيء ، الفراغ الذي في جوفه لا يعرف سببه ولا ماهيته المعتمة ، وما زاده اهتماما هي تلك الأسطر التي قرأها في تلك المفكرة :

☘☘ لقد أخذ منا كل شيء عزيز ؛ فقدنا كل الأشياء التي ظننا أنها ستكون مصدر سعادتنا يوما ما ، حتى أضحينا مستعدين لنخسر أنفسنا أيضا ☘☘

☘☘Everything we hold dear has been taken from us; We lost all the things that we thought would be the source of our happiness one day, until we became ready to lose ourselves too ☘☘

(فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) -سورة الشورى - 36 .

لامست تلك الأحرف الدافئة فؤاده المتجمد ، ومرت بنور خفيف على روحه المعتمة ، حتى مد نظره صدفة نحو الأسفل فإذا بفتاة تغطي رأسها ووجهها برداء أسود وتخرج خفية من باب بيت وهي تناظر بخوف هنا وهناك بحذر وبذراعيها تخفي حقيبة مملوءة وتسترها بذوائب الرداء فتعجب وحدق بتركيز لكنه لم يستوعب ما يراه ثم هبط مسرعا من موقفه حتى وصل لمنتصف العمارة وأطل من الشرفة فلمح للحظة وجه تلك الفتاة تحت منارة الشارع فانصدم لما تبين له أنها نفسها تلك التي صفعها قبل فترة ؛ فالتهب الغضب في قلبه وثارت ميوله العنصرية فقال صاكا أسنانه :

- مالذي تفعله تلك البئيسة بهذا الوقت المتأخر من الليل؟.. تستخدم جلبابها للتستر والتمويه ! كنت أتساءل من أين أتت فتاة معوزة بكل تلك الحزم النقدية ؛ تبين أنها لصة لعينة !

ليس وكأنك تعرف Where stories live. Discover now