هل يمكن أن يولد الحب من حطام الكراهية والعنصرية ؟
هل من الوارد أن تتحول الضغينة إلى ولاء ؟
الوحدة التي تعيشها " ليساء " في نيوزيلندا أجبرتها على تجرع مرارة الكفاح ، حتى يأتي ذلك الشاب ويزيد أيامها مرارة ووجعا
مالذي سيجعل ذلك الشاب أخيرا يقدم تضحية م...
*بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمدا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم *
- - -
- - -
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
-*- جرف الصراع -*-
---*-----*-----*-----*-
الظلام يملأ جنبات الشوارع ، نسائم الصقيع المخيف تتسلل عبر كل فج فيها ، وسط ذلك السكون يجلس " أوليفر " على كرسي تحت منارة الشارع وهو منتكس الرأس مهموم البال فكلما حاول العيش بقلب مطمئن جبذته حبال الماضي نحو بئر الوجع بقوة فأحنى رأسه حتى صار بين ركبتيه ، وما يزال يحك شعر رأسه بعنف غارقا في ظلمات التأنيب والندم ومزيج سواد الحقد والغيظ وكأنما يقوم بعقاب نفسه ، وبينما هو على تلك الحال قدم إليه شخص ما راكضا بهرولة وهوى جالسا قربه في جلبة صائحا :
- أنت والنحس كالروح والجسد ، مالذي أتى بك ؟.. هل ستدخل القبر برفقتي يوما ما ؟ .
يجيب الشاب " جاك " بارتباك ووجه قلق :
- " أوليفر " ... والدتك اتصلت بي وقالت إنها قلقة عليك ، لماذا لم تزرها منذ أيام ؟..لماذا تتصل بك ولا ترد ؟
يهوي "أوليفر" برأسه على ركبتيه مجيبا بتذمر :
- ومالجديد ؟...كانت ستقلق علي حتى ولو تأخرتُ في الحمام ، تلك المرأة لا تدعني أتنفس حتى !
يرد "جاك" بجدية :
- والدتك بالفعل ليست بخير !
يبادر "أوليفر" بنفاذ صبر وهو ينهض مغادرا :
- هذا يكفي سأرى مابها ، تظلُّ تنقر رأسي كالغراب !
**********
بعيدا عن الأنوار وفي غيابات شوارع مظلمة ، يقف " أوليفر " وهو يتصل بوالدته عبر هاتف عمومي وفجأة ترد بصوت متعب :
- أهلا ..من معي ؟
وفور سماع صوت ابنها تنهار باكية بعمق وشوق بعد أن ظنت أنه قد انتحر ؛ وفي ظلال سطور كلماتها تساءل " أوليفر " عن أوضاع والده الذي ظل مصرا على الإتصال به ، فكانت الصدمة القاضية لما قالت له إنه قد نهب كل ذهبها الذي -اشتركا فيه هو ووالده- وصاغه عقودا وأساور وملَّكهم زوجته الأخرى "أوليفيا " ...هنا لما سمع إسم تلك المرأة أحس بأن عواصف قلبه هبت و خربت كل شيء ..هنا ستدمِّر أعاصير روحه كل شامخ قائم !