٣١

7.8K 220 31
                                    

عدت ألأيام بسكون و هدوء غريب عليهم ماعهدوا اللحظات هذي والسِلام التام والسكون في لياليّ عمرهم ، انشغل غارب مع علاجه و مواعيده تختلف احواله مرة يعتدل و مرة تسوء حاله بس افضل ما صار له انه رجع لدينه و ربه وصلاته و نسكه وكتابه تريحه الآيات وكل ما مر تيّار من غرفته يبتسم لانه يسمع صوت وديع اليمني يقرأ سورة يوسف مثل ماطلب منه تيّار يشغل وحتى مازال يعتب ويزعل لكنه يتجاوز ويعديّ لاجل يعيش مرتاح لان حقيقة الامر ان الانسان يسامح لاجل نفسه وليس من اجل الاخرين ..
خرج أُويس من غرفته ورفع نظره لتيّار اللي نطق : وينه بُرهان ؟
أُويس : اليوم اخر تمارين له مع الدكتور وماسّة واعتقد حتى ماسّة ماراح تيجي عنده ثاني
ابتسم تيّار : اشوفه له يومين يتظاهر بتعب عرفت علّته
ضحك أُويس : يبيها تبقى عنده مفضوح ويحسب مانفهم
ابتسم تيّار ومشى  أُويس وتقدم لغرفة بُرهان شافه يلعب مع ليان ويضحكها ورفع نظره لماسّة ونطق : طالعه؟
هزت رأسها بالإيجاب : اي اخر يوم لي
هز رأسه بفهم : انا رايح بيتكم لو ودّك بطريقي اوصلك
هزت رأسها برفض بخجل : لا مايحتاج
ابتسم ينطق : امشي امشي منا وفينا انتِ

تنهدت وتقدم يشيل ليان وغمز لبُرهان : زاد وجع رجلك؟
كتم بُرهان ضحكته : حيل والله
ضحك وهو يطلع وطلعت ماسّة ونطق : منار بشغل؟
سكتت باستغراب : اي شغل؟ تركته زمان
التفت لها بصدمه وعدم إستيعاب : تركت وش !
ناظرت له بوهقه : استقالت من الشركة من اول ماتدري؟
سكتت وعلى ملامح وجهه هدوء مُرعب وهز رأسه من غير اي كلمه وركب وركبت وصلها ونزلت تشوفه مانزل واستحت تسأله وبقى بسيارة وقت واتصل على انمار وهنا كانت صدمته ان حتى انمار يدري وعرف من انمار ان هو سبب استقالتها وشدّ على كفوفه بقهر يردد : منار يا منار !

ونزل من سيارته بهدوء يدق الباب فتح له عُمر : هلا ومرحبًا حيّ من نسانيّ وجانيّ
ابتسم يحضنه : ما تنسى عمرك ما تنسى
قبل رأسه ومشى يسلم على مرجان : وين الغيبة قلنا طعنتين نعذرك بس تغيب عنا ؟ لا ابد مالك عذر
ابتسم بهدوء : العذر والسموحة عمتي وحقك علي
مشى يدور عليها بانظاره وابتسمت مرجان تمسك عُمر : تلقاها بغرفتها
هز رأسه يمشي تختفي ابتسامته ودخل من غير مايدق الباب ونطقت منار وبيدها فستان تعطيه قفاه : اخيرًا ماسّة تعالي شوفي الفستان الاسود وصل حلو الدانتيل صح؟
وفزت بفزع من صوته خلفها بهدوء بعد ماقفل الباب تليّه قفل المفتاح : حلو !
التفتت تناظر له بصدمه وهدوء غربب في ملامحه وخبت الفستان بظهرها : تيّار ! ماكنت ابيك تشوفه الحين !
تكتف بهدوء يميل جسده على الباب يناظر لها بنظرات تخوفها : في اشياء كثير ماودّك اشوفها ولا ودّك اعرفها ولا يا منار ؟
سكتت تناظر له باستغراب واعتدل بوقفته يمشي لها بهدوء وكل اللي يبيه انه يتفاهم بس يتفاهم ولا يدخل الغضب بينهم والزعل ورغم ذا يعجز مايزعل يحزّ بخاطره وحييل ونطقت بتوتر : اشفيك تيّار ليه تخوفنيّ كذا ؟
هز رأسه يمشي لها بهدوء : خافيّ لازم تخافيّ يمكن الخوف يعلمك تكوني خلف كلامك !
عقدت حجاجها باستغراب تشدّ على كفوفها : اي كلام؟
ابتسم بأستهزاء وقهر صابه : اي كلام ! وعد البارح نسّيتيه اليوم ؟ وعهد مانخبيّ على بعض وكل شيء ينقال والكتاب مفتوح وينه ؟
كانت تحاول تلقى هي وين كذبت عليه وخبت عجزت ونسيت شغلها وهمست : ما خبيّت عليك شيء !
اغمض عيونه بقهر انها ما اعترفت و ماودّه يزعلها ابدًا ونطق : ليه مارحتيّ شغلك؟
اغمضت عيونها بفهم وتورط وخوف منه ومن شينّ زعله و نظراته وغضبه وهمست تميّل رأسها : ماكان وضعك يسمح لي اعلمك
هز رأسه بقهر يردف متمسك بهدوءه : مو مشكلتي انك استقلتي شغلك ومحد يجبرك على شيء بس عشاني مَنار ! وبسببي ؟ وكل من حولي يدري الا انا ! اخذ اخبارك من انمار يا مَنار افا !
يوم شافت قهره انه بسببه و ان صاحبه يدري وهو لا وزعله ورغبته انه يطلع وفعلًا حسّ بقهر انها تجاهلته وعاتبته انه يخبي عليها وبالمقابل عادي هي تخبيّ ومشى بيطلع ماودّه يبقى ويزعلها بالكلام وتهزمه دموعها ومشت بعجلة تحاوط صدره تحضنه من الخلف بعد ما اعطاها قفاه وتشبك كفوفها بصدره وتمركز رأسها ظهره ، مال صوتها للبكاء تردد : لا تروح اسمعنيّ ..!
اغمض عيونه بتعب تهدّ حيله بزعل وتهدّ حيله بقربها ومهدودّ حيله كل وقت معها ونطقت يلتمس رجفة صوتها : من اول ابي استقيل مو بسببك بس كنت استحمل علشان اهلي وحاجة للفلوس وانت عارف كيف كان يجبرني على اشياء ما احبها ولا اودها وبعد طعنتك استغل الموقف وقهرني واستقلت لاني ما احتاجه ولا اسمح لحد يذلنيّ او ياذيك وانت كنت تعبان ماكنت بتعبك زيادة بهمومي ..!
حسّت بتنهيدة صدره وشدّة على صلابة صدره بكفوفها تكمل : وانمار عرف بصدفه من ملاذ بس والله كنت بعلمك بس انتظرتك تطيّب !
ابعد كفوفها عن صدره يلتفت لها يشوف نظراتها وعيونها اللي تسكنها دموع وتلمع من دمعها : ما يغير هذا اني سبب تركك لاكثر شي تحبينه !
ناظرت له تميّل رأسها بلا شعور نطقت : يروح فداك كل شيء احبه بس لا تروح انت !
ميّل رأسه بتعب منها تزعله وتتعبه ورفع يدينه يحاوط وجهها بكفوفه : تروح العرب فدوه لدمعتك واعودّ انا امسحها ، خلينّي اروح الحين مابردّ اللي هنا !
قالها يأشر على صدره يقصد قهره من يزن ولانه يعرف ويدري كيف تحب شغلها وآنّ الوظائف قليله فيه وفوتت فرصه وهي على وجه ترقية وانه اخر واحد عرف كل ذي امور تقهره منها ورغم ذا ليّن حتى بزعله يستأذن انه يخليها !
يهلكها حيل يهلكها تراهن العرب على قلبه ويخسر العرب ويفوز قلبه ، عيشها علاقه صحية لا صراخ ولا غضب حتى بعصبيته هادىء وهذا ما منع الرعب يتملكه ولكنه مازال مختلف  ..
مشى بيطلع بعد ماختم قوله ب : لا تشدّي
ورمشت تخفف شدّة يدينها وطلعت تشوف كيف ان بغضبه يحاوطها بحنّيته وبزعله يردّها لحضنه ، لا صراخ ولا رُعب عيشها اغلى من اهدابه يدري ان العصبيه تخلي الانسان يتلفظ بألفاظ تزعل اللي حوله ولا يدرك افعاله ويمشي على امر ديننا يطلع بغضبه يهديّ نفسه ..
تقدمت لشباك تفتحه تشوفه يركب سيارته ويطلع وتنهدت تتحسف انها ما علمته وزعلته ومن حقه يزعل لانها زعلت وقت خبى عليها وتعرف كيف بشاعة الشعور وتنهدت بشرود تناظر للفستان اللي كانت متحمسه يشوفها عليه بس الظاهر بزعله ذا ضيع حماسها ..!
بعد يومين
يوم كتب كتاب انمار وملاذ الفرح اللي عمّ قلوبهم في شدة بعثرة حياتهم ، الكل مسرور ومبسوط لانهم محتاجين فرحة تفك عنهم الحزن والكآبة اللي هم فيه ، قفل تيّار من اتصاله مع انمار اللي كان متوتر ويطمنه يردد "جايك الآن رّوق بس " وقفل منه يلتفت لتسريحة لثوبه الاسود الشتوي وسحب غترته ينسّفها ولبس ساعته وباله مشغول معها لانه ماكلمها من اخر لقاء من ضيقه وزعله وبنفس الوقت يحاول يجهز لها كم شغله في باله مايبي الرضى عادي ومتعارف عليه حتى برضاه يختلف رغم كل شيء ، سحب عطره يتعطر ومشى يتنهد بابتسامة من اتصالات انمار المتكرره ورد : يا اخوي والله جايّ خفف شدّ اعصابك وش جاك انت !
قفل يلتفت لغرفة غارب ودخل يشوفه لابس ثوب ابيض عكس ثوبه وبيده شماغه واقترب منه يشيل الشماغ يعدله له ويحدثه : ماخد ادويتك ؟
هز رأسه بالإيجاب يطمنه وابتسم تيّار برضى من شكله ونطق غارب بحيره : تيّار ما اتضايق اذا زعلت مني والله ازعل وانا بخير مستعد اعيش عُمري كله اشتري رضاك
ابتسم تيّار يوقف معاه امام المرايا لشبه الفضيع بينهم بس صار الآن كل شخص له حلاقته وذوقه ويمارس شخصيته بلا تقليد ونطق : انا كل ما نويّت ازعل وشفتك قلت تبطيّ لياليّ تضيع بزعل وانا ما اصدق لقيتك
ابتسم غارب اللي دائمًا شايل هم لو انه زعلان وينكر ورغم ذا يطمنه تيّار كل ليله ويسعى يغير نفسه لاجل مايندم اخوه ..
التفتوا بفزع لصوت أُويس معصب : هذي نسفه شماغ بُرهان ؟ الحق علي نايم لك عشر سنين وجيت عندك
دخلوا وضحك تيّار يشوف أُويس يتقدم له : ما يعتدل
سحب الشماغ يضبطه له : كل مازانت الجلسه عايرّته بالعشر سنين ؟
بُرهان : ورع خله خله محد يعتب عليه
ضحك يخلص منه وتقدم بُرهان له وابتسم يشوفه بثوب وشماغ ماتوقع يرجع يشوفه كذا وابتسم يعدل له شماغه : زينّته يابو صالح
ابتسم بُرهان يمسك ذقن تيّار : والله مازينّا الا هالوجه السّمح
ابتسم ورفع جواله على اتصال انمار : هذا بيعرس ولا بيموت ؟ امشوا تأخرنا
ومشى مع بُرهان يليّه غارب و أويس اللي نطق : تيّار لو انك لابس ثوب ابيض ليه اسود ليه
ابتسم تيّار : ما جاز لي الا هذا
غارب : لايق له وانت ورع تبينا نطقم فناجين حنا ؟
ضحك بُرهان اللي يمشي بهدوء وخفيف في الدرج وهم يمشون معه بنفس هدوءه ماودهم يسبقونه ويتحسس من شيء ، وقف سطام يشوفهم مقبلين من الدرج ماقدر يمنع ابتسامته : عساني ما انحرم من زولكم
ابتسموا وتقدمت لطيفة بالبخور تناظر لهم ماتدري كيف حنّت اللياليّ عليهم وعاشوا هذي اللحظة وهم حولها الآن بصحة وعافية وتقدموا يتبخرون يسمعونها : حصنتكم بآيات الله من شر كل حاسد اذا حسد ومن بنات و عيال الحرام
هزوا رأسهم عارفين الموضوع بيتحول لوين وطلعوا مستعجلين لانمار اللي حرق جوال تيّار اتصالات ..!

أعظم من مُوجز الأخبار بعين المغترب Where stories live. Discover now