٣٣

8.6K 259 37
                                    

ليلة العيد

هبّت نسائم الفرح والبهجة شعيرة من شعائر الله العظيمة وسرور ابدي في قلوب عباده ، حُسن الختام ولذة الاكتمال رغمًا عن حزن الوداع ، نسائم السعادة في ضحكات - اهل - ولذة العُمر معهم ..

ابتسمت مَنار تطلع من غرفتها تشوف ابوها يركب لمبات بالصاله ويغني لليان : يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد !
تقدمت تحضنه : عاد عيدك بابا
اتسع ابتسامته يحاوطها : عاد عيدك وعاش حبيبيك
ضحكت وتقدمت لامها : كل عام واحلى ام بالدنيا بخير
ابتسمت مرجان : واحلى بنوته بخير
رفعت نظرها لماسّة و لؤلؤة وحضنتهم تضحك تسمع لؤلؤة : ماكانها قبل شوي تسفل فيني علشان كعبها
ضحكت مَنار بشدة ووقف عُمر : قربت الصلاة يا ماسّة وينه شماغي؟
ابتسمت بهدوء : كويتّه بالغرفة
هز رأسه مبتسم ومر عندها وقبّل رأسها : كل عام وام البنات في هناء وسرور
ابتسمت بخجل تضرب كتفه من نظرات بناتها اللي ضحكوا ونطقت منار : مانشوف شيء معليكم
ضحك عُمر يتقدم لغرفته يتجهز لصلاة وابتسمت مَنار تشوف فستانها الاسود و وروده الحمراء وكعبها والحُمرة الحمراء بثغرها ورفعت نظرها على اشعار رسالة منه
« يا نور العين يا غالي يا شاغل مهجتي وبالي
تعال إعطف على حالي وهني القلب بليلة العيد »
ضحكت بوسع ثغرها تعرف انه بيجي بعد الصلاة بلا شك وتقدمت تتعطر بلهفة لشوفته ..

قصر بارق
طلع تيّار بثوبه ونسفة شماغه وريحة عطره والبخور بكل مكان وابتسم يتقدم من غارب يهنيّه بالعيد
وطلع بُرهان و أُويس كل واحد منهم يهنيّ الثاني ونزلوا يسمعون سطام : يا مرحبا عساكم من العايدين والفايزين
انحنوا يسلمون على يدينه ونطق أُويس : مافي عيديه؟
ضحك سطام : عيديه لواحد قد الباب ؟ مافي
ضحكوا ونطق غارب يناظر لامه : له له والجمال وش الجلابية الحلوة ذي
بُرهان ؛ يا زينّ الزّين والله
ابتسمت لطيفة بغرور الذهب يكسيّها وابتسم تيّار يشوفها لابسه العقد الذهب اللي جابه لها امس هدية وسلموا عليها طالعين من البيت امامهم سطام بعصاه وبشته يتباهى بهم في مصلى العيد يسلمون على الرجاجيل ويباركون بروحانّية وفرحة مسلمين ولهفة اتمام الشهر الكريم على آمل ان يطيل الله باعمارنا ويزورنا العام القادم لا فاقدين ولا مفقودين ..
نزل تيّار من السيارة وبيده باقة الورد وكيس اخر بلون الاحمر وماقدر ما يضحك وقت شاف برهان و أويس قدامه : وش جابكم لبيت الصياد؟
التفت للهدايا باياديهم ونطق بُرهان : ابد جايين نعيّد ونهديّ
أويس : قلدني قلت بهديّ لخطيبتي لحقني
ضحك يهز رأسه وفتح الباب عُمر : ماشاءالله تبارك الله اولاد الجراح يعيدونيّ ؟ ارحبوا ارحبوا
تقدموا يقبلون رأسه ودخلهم المجلس وتركوا الهدايا وسولفوا معه وطلعوا وابتسم عُمر يناظر لتيّار : ودك تنام عندنا طلعوا اخوانك!
كتم ضحكته يدري انه يحارشه : والله يا عمي انا عيدي توه ما بدأ
ابتسم عُمر يهز رأسه وطلع وماهي الا دقايق حتى تقدمت تفتح الباب بيدها القهوة وتنهد يناظر لها من شعرها لطرف رجلها من المناكير الحمراء حتى في اظافر رجلها وكعبها الاسود وفستانها وحُسنها هي البدر حسناً والنّساء كواكبُ وشتّان ما بين الكواكب والبدرِ! لقد فضّلت حسناً على النّاس مثلما على ألف شهر فضّلت ليلة القدرِ! ، نسى يرمش مثل طبعه نسى حتى النفس وين مجراه ، تأملها بأدق تفاصيلها تهلكه وتهدّ حيله وايش يصبره حتى بكرا !
عضت شفايفها اللحظة اللي وقف فيها وضمّت كفوفها تسمعه : اقبليّ يا عيد عُمري !
تقدمت له وحاوط خصرها يختلط ثوبه الابيض بفستانها الاسود وبخوره بعطرها الضد بالضد والعُمر السعيد ، يدينه عقد لخصرها وعيونه تشرح ابيات القصيد ، عيد المحبين ماهو مثل كل عيد تجيه بعطر وتروح بعطرين ..! وهمس على قُرب منها : عادّ عيديّ بقربك وانا الفايز فيك والله يسلمنا من عيونك يا كل غنايم العُمر السعيد !
ابتسمت بوسع ثغرها تحاوط عنقه تحضنه واخذ الكمّ الهائل من رائحتها لجوفه يشد عليها تحس بيدينه على عُري ظهرها مُدركة لملمس اصابعه فيه ..
ابتعدت تجلس معه وجلس تشوف باقة الورد وفتح الهدية واتسعت ابتسامتها من الخاتم الالماس والكرت اللي مكتوب عليه " عيدين و فرحتين " ومسك يدها يلبّسها وقبلها يشوف ابتسامتها الخجولة تناظر لدبلة الثانيه : حيل حلوة !
تنهد براحة انها عجبتها وابتسم وانحنت تناوله فنجان القهوة تحاول تقول اي شيء يخفف خجلها : امي ماكانت تبيني ادخل عندك
عقد حجاجه بأستغراب : ليه وش مزعل مرجانة الصياد؟
أبتسمت بأتساع : تقول بكرا الزواج خليه يتلهف عليك بعدين عاجبك كيف صرت متقروشه ما اعرف القاها من العيد ولا الزواج ؟
ابتسم بهدوء يضع فنجانه : لهفتيّ ما تقل ولا يقوى عليها آدمي وقلت لك مانحتفل بعيدهم حنا عيدنا بكرا
سكتت بابتسامة انحنت تبيّ تصب قهوة بس يدينه اللي منعتها : ماجيّت ابل ريقي بقهوة ! بليّ ريقي بريقك عقب طول الصيام  ..!
ما اعطاها فُرصة اساسًا لان يدينه اللي حاوطت وجهها تقربها منه تُقبلها بلذة الصايم اذا لاح بباله نهر من الماء ، لكنها ما كانت الا خمر مُباح يدنو منه لا يسكره بل يهلكه ، كانت القبلة لاجلها تخرب الحُمرة وفداها ..
ابتعد بعد ما ارتوى بقدر يكفيه لبكرا وشتت انظارها تحسّ بحرارة المكان وخجلها المفرط وتلون ملامحها امامه بكل الالوان خصوصاً بعد مانطق : ما ارتوت عروق قلبي ولا يهون عليّ شيء الا انك بكرا بين يدينيّ
اغمضت عيونها توقف تناظر له ونطقت من غير شعور تأشر على الباب : خلاص روح
وقف يخفي ابتسامته : أفا انطرد!
هزت رأسها وابتسم يفهم ربكتها وتوترها اللي زاده وتقدم نحوها : تمونين يا بنت الصياد
وقبل مايمشي رفعت يدها لكتفه تسحبه امامها وعقد حجاجه وقت رفعت يدها لطرف شفايفه وحركت اصابعها كانها تبعد شيء وفهم ان بقايا حُمرة وابتسم يسحب يدها يقبلها وتنهد : والله اني لبكرا عجول
ابتسمت بهدوء وفزت تسمع مرجان : عريس مستعجل ماعندك صبر لبكرا؟
ضحك يتقدم يسلم عليها يبارك لها ويرد : هلكيتني بهذي الخلفة كانك ما جبتيها الا لاجل تجيبين اجليّ
رفعت مَنار يدها تغطي وضحكت مرجان باتساع تهدده : لا اشوفك عندها ها الا بزفه
هز رأسه يضحك وطلع مودعهم ..

أعظم من مُوجز الأخبار بعين المغترب Where stories live. Discover now