الثبات علي الطاعه بعد رمضان

25 3 3
                                    

(أزي أحافظ علي الطاعات اللي كنت بعملها في رمضان؟.)

:هكذا ودَّعنا شهر رمضان، شهر البِرِّ والإحسان، شهر المغفرة والعِتْق من النِّيران، وما إنْ يرحل هذا الشَّهر الكريم، إلاَّ وتجد ظاهرةً عجيبة، وهي التوقُّف عن القيام بالأعمال الصَّالحة، فتجد المساجدَ خاليةً من المُصَلِّين، إلا مِمَّن كان يَعْمُرها قبل شهر رمضان، وتجد أكثر المصاحف مغلقة، والكثيرُ مُعرضٌ عن الصدقة وإطعامِ الطعام؛ ولذلك جاءت هذه الكلمة التي تدعونا إلى الثَّبات على الطاعة، وبعض الوسائل المُعينة على الثبات؟

#ماذا عَمِلنا في رمضان؟ وماذا سنعمل في شوال؟

إنهما ملَكان عن اليمين وعن الشمال؛ قال تعالى -: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 17 - 18]
كل قول تقوله أنت محاسب عليه، وكل عمل تعمله أنت مراقب عليه؛ قال تعالى -:
﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 9 - 12].

_نعم، نحن محاسَبون على الصغيرة والكبيرة، ولْنسمع إلى كتاب الله وهو يحدِّثنا عن المجرمين في ذلك اليوم العصيب، كيف أنهم يتعجَّبون، وينبهتون من ذلك الكتاب الذي أحصَى عليهم أعمالَهم الصغيرة والكبيرة، فيقول الله - تعالى -: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

_فيا منا منَّ الله عليك بالإيمان، يا من تُبت إلى الله تعالى - في رمضان، يا من تعلَّق قلبك بالمساجد في رمضان، إذا وجدتَ الخير فيه، فالزَم الطريق الذي سِرتَ عليه في شهر رمضان،
واسمع وصيَّة سيِّدنا محمدﷺ- الذي أوصاها (لحارث بن مالك) أنه مرَّ برسول الله
فقال له: كيْف أصبحْتَ يا حارث؟
قال: أصبحْتُ مؤْمنًا حقًّا.
فقال: انْظرْ ما تقول، فإنَّ لكلِّ شيْءٍ حقيقةً، فما حقيقة إيمانك؟
فقال: قد عزفَتْ نفْسي عن الدُّنْيا، وأسْهرْتُ لذلك ليلي، وأظمأتُ نهاري، وكأنِّي أنْظر إلى عرْش ربِّي بارزًا، وكأنِّي أنْظر إلى أهْل الْجنَّة يتزاورون فيها، وكأنِّي أنْظر إلى أهْل النَّار يتضاغوْن فيها،.
فقال: ((يا حارث، قد عرفْتَ فالْزَمْ))، ثلاثًا.

_فيا من ذُقتَ حلاوة الطاعة، حلاوة الإقبال على الله تعالى - دُمْ على ما أنت عليه، واحذر من شياطين الإنس والجنِّ بعد شهر رمضان؛ لأن شياطين الجن مكبَّلة ومقيَّدة، كما قال النبي- : ((إذا دخل شهْر رمضان، فتِّحتْ أبْواب السَّماء، وغلِّقتْ أبْواب جهنَّم، وسُلْسلت الشَّياطين))؛
رواه البخاري ومسلم، وشياطين الإنس، كأنَّهم أعطوك فرصة في شهر رمضان، فاحذرهم؛ لأنَّهم يريدون أن يضيِّعوا عليك ما حصَّلت من خيرات في شهر رمضان.

"يوميات رمضانيه"Where stories live. Discover now