من بين القضبان

سد الأمعاء

ولا يزال ذلك الباب يفتح دائما، في نفس الوقت، بعد تغريدة الطائر الصباحية، ليحمل لنا ذلك الخير الذي نحمد الله عليه كل يوم، حتى وإن كان يشمئز منه الحيوان، فذلك هو الغذاء الذي ترعاه أيد أمينة؛ قليل من الماء مع قطعة رغيف يابس، وأرز عبارة عن عجينة صغيرة في وسط صحن كبير، ولكن ماذا سنفعل؟! هذا ما كتبه الله لنا، أعلم، لقد اشتقت إلى خبز أمي وطعام أمي، وكلام أمي، عند مناداتي لتناول الطعام، أتذكر يوم تطهو لنا الشخشوخة، الكل سعيد، حتى أبي، فشخشوخة أمي لا يمكن الشبع منها، مع قطعة من اللحم أو الدجاج، أمي طباخة ماهرة حقا، لأني لم أتذوق أطيب مما تطهو، حتى زوجتي طباخة ماهرة، ولكن لن تتفوق على أمي، أتذكر في إحدى المرات ذهبنا زيارة لبيت والدتي، وساعدت زوجتي والدتي في الطبخ وتحضير العشاء، كانت أمي منبهرة جدا بها، وبخفة يدها، لكن حينما وضع الطعام قلت دون أن أولي أي اهتمام أني اشتقت لطعام والدتي وهي أفضل طباخة في العالم، أتذكر حينها لم تكلمني زوجتي مدة أسبوع ولم تطبخ لي كل تلك المدة، إنهن النساء إذا أخطأت أمامهن انتهى أمرك.
النساء خطيرات يا صديقي، عليك أن تنتبه دوما لكلامك معهن، رقيقات لكن خطيرات، في كل فترة من فترات حياتي تعلمت أن المرأة تحب شيئين اثنين؛ النكد وهو أمر لا يمكن أن تتخلى عنه المرأة؛ والشراء وهو من الأشياء التي تدخل السرور إلى قلوبهن. إياك ثم إياك أن تحرمهن من هدين الشيئين فقد تفقدهن للأبد.
أخبرت زوجتي أنها نكدية جدا، وعليها أن تتوقف، تخيل أنها لم تكلمني لمدة من الزمن أسوء من المرة التي قلت أن أمي أفضل طباخة في العالم ، لا تكن غبيا، ولا تتسرع، فالنساء سلاح ذو حدين.