الفصل الثالث

33 4 0
                                    


ظلاً أبيض (حينما تكون للروح كلمة مسموعة)

(٣)

(فارس)

كانت تتأنق والدتي كعهدها وفي طريقها للخارج، أعلم دون أن أسألها بأنّها ذاهبةٌ إلى المشفى لترى مُهاب، أو بالأحرى جسد مهاب الراقد، فقد أخبرونا الأطباء أنّهم لا يعلمون إلى متى سيظلّ ماكثاً بغيبوبته، حالته حرجةٌ للغاية والموت أصبح على شفا حفرةٍ منه.

دلف السائق الغبي يعطيني حقيبة المال، مع هرولته قائلاً :

_فارس بيه، حضرتك نسيت الشنطة دي فالعربية

حملتها منه ونهرته لينصرف من أمامي حالاً 

_شنطة إيه دي يا فارس؟

سألتني أمي ، فغيّرت مجرى الحديث كي تنسى أمر الحقيبة

_ماما انتِ رايحة لمهاب؟ طب إستني آجي معاكِ

_أنا بسألك شنطة إيه دي يا فارس ؟

حدّقت بي، سأخبرها بكل شئ أعرف أسلوب أمي وأحفظه عن ظهر قلب طالما صممت ستعرف لامُحالة

_شنطة العربون بتاعت بيع فيلا زايد

تعجبت وأردفت لي مذهولة :

_فيلا أخوك! هو باعها امتى؟!

_هو كان مديني توكيل وأنا خلصت كل حاجة

_توكيل امتى، إذا كان لحد امبارح قبل الحادثة كان رافض يا فارس يبقى امتى؟!

حاولت التملص منها فأردفت لها قائلاً :

_ماما فالشركة هو إقتنع بوجهة نظري وقالي أبيعها وعملي توكيل أتولى كل حاجة ف أمر الفيلا ولما يفوق ابقي إسأليه

تركتها وصعدت على الدرج وأنا أتمتم لنفسي

_دا لوفاق!

...........

(ذكرى هانم)

أجلس في زاوية غرفته أبكي بقِله حيلةٍ أمام القدر والدنيا والظروف، كيف لي أن أرى فلذه كبدي ممّدداً هكذا! 

بلاحراك بلاصوت، فقط أصوات الأجهزة من حوله ولايشعر بي حتى! 

اقتربت منه وتحسّست كفَّ يده وهو راقدٌ هكذا لأردف :

_مهاب.. مهاب ي حبيبي وحشتني، قوم ي مهاب عشان أنا مش هقبل بأيام تاني من غيرك 

_مهاب إنت قوي، الحادثو هتقويك مش هتضعفك.. أنا ماليش غيرك يابني

لامست جبهته بلطف ومسحت على رأسه وقبّلتها وأنا أراقبه وأشعر بأنفاسه القابعةَ خلف الأسلاك وهذا الغطاء المرتبط بالأكسجين كي يمدَّ رئتيه به.. 

مازلت على نظرتي له وأظل أُردد متسائله: ماذا كان سيحدث لو كنت انا، وتبقيت انا على قيد الحياة ياشريك عمرى؟!

ظلاََ أبيض ( حينما تكون للروح كلمة مسموعة)जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें