الفصل السابع

20 4 0
                                    


ظلاً أبيض (حينما تكون للروح كلمة مسموعة)

(7)

(ثويبة)

متعبةٌ حدَّ الألم، أتقيأ بشدةٍ بعد كل جلسة كيماوي وإشعاع ولا أجد من يسندني سوى أمي والممرضو! 

يقول المنفلوطي أنّني ماذهبت بعيداً ولا طلبت مستحيلاً، فكل ما أطمع فيه من جمال هذا العالم وزخرفه، رفيقاً آنساً بقربه وجواره، وأجد لذّة العيشِ في الكون معه والسكون إليه!

وأنا من وسط هذا العالم كله لا يوجد لي أنيسٌ أو رفيقٌ بعدما كانت تكتظ دنيايَ برفاقي دوماً، - لقد تخلى عنّي الجميع بسبب كآبتي ومرضي ، لأنّي لا أشبههم وأنا مللت لأنّهم لا يفهموني ولم أعد أحتمل، لقد رحلوا هرباً من حزني.... إلاّ أنا لم أستطع الهروب منّي.

قامت أمي بمساندتي إلى الفراش لأريح جسدي المنهك، شعرت بقشعريرةٍ خفيفةٍ هكذا وكأنّ هناكَ يدٌ تربت على يدي وهناك حركةُ مسحٍ على رأسي الصلعاء..

لم أكن أدري أنَّ روحَ مهاب كانت بجانبي وهي من فعلت لسعة القشعريرة الخفيفة هذه ، شعرت به لكنّني لم أراه

ولا أعرف، فقط روحينا تقابلا بعالمٍ آخرَ غيرَ عالمنا وقلبي يشعر بروحه المتكئة بجانب فراشي كي تتفقدنب وتشعرني بوجود العالم أجمعَ بجانبي..

..........

(فارس)

_ماهو مش كل يوم الصريخ والزعيق على نفس الحوار يا ماما

هدرت بوجه أمي بانفعال، كلَّ يومٍ تتهمني بسرقة شقيقي وأوضح لها أنّني لست بسارق ، مجردَ وضعِ النقاطِ على الحروف كي تتضحَ الصورة، ولكنّها مازالت على موقفها.. أنني سارقٌ ولص

_إنت ترجع كل الفلوس اللِ أخدتها من شركة أخوك من سكات وإلا..

_وإلا إيه هتبلغي عني؟!

_مش بعيد يافارس

_هتقولي ايه، التوكيل معايا بكل حاجة، يعني أنا حالياً المتصرف الوحيد والورق رسمي ومظبوط

شوفي عاوزة تروحي لأنهي قسم وهوصلك لهناك

هتفت دون أن يرفَّ لى جفن أو أتحرك من داخلى قيد أنملة، رأيت في عينيها الإستسلام ولكنّها ترفضُ كعهدها إظهاره.

اقتربت منّي وتحدّثت بصوتٍ خفيضٍ نسبياً :

_يافارس، هاين عليك أخوك فالمستشفى وانت بتعمل كدا فماله وملكه، مهاب عمره ماكان وحش معاك

_مهاب طول الوقت كان شايفني حتة مساعد حاجة كدا تحت أمره وخلاص، شمال شمال يمين يمين، مينفعش يبقالي وزن أو رأي، أنا كنت عروسة ماريونيت بين ايديه يحركها زي ماهو عايز طبعاً ماليش حق أتكلم

أنا ولا حاجة، هو صاحب المال والجاه والشركة والفيلا والعربيات، اسمه واسم أبوه

بس غلطانة يا ذكرى هانم لو فاكرة إن بعد م خلاص كل حاجة بقت ف ايدي انّي هسيبها بسهولة، يبقى بتحلمي...

ظلاََ أبيض ( حينما تكون للروح كلمة مسموعة)Where stories live. Discover now