الفصل الخامس

27 4 0
                                    


ظلاً أبيض (حينما تكون للروح كلمة مسموعة)

(5)

(مُهاب)

يقول نجيب محفوظ، المرأة تغفر ولا تنسى، ثم تغفر ولاتنسى ثم تغفر ولاتنسى

وفي لحظةٍ غيرَ مبررة ، تتذكر كل شئٍ دفعةً واحدة ... فلاتغفر!

قصتي مع هند بدأت حينما كانت الترشيح الأول لي من ناحية والدتي حينما أصرت على زواجي منها لأسبابٍ عدة، هند هي إبنة عمي في الأساس وبعد وفاة والدي ووالدها أصبح ليس هناك من يكون عوناً لها غيري، فقررت الزواج منها بعقلي.

نظرت لي ثويبة تستمع إلي بشغفٍ غريب، فأكملت لها :

_كانت طيبة، محترمة، كل اللِ أقول عليه نعم وحاضر.. تقريباً مكناش بنتخانق مرة مثلاً ولو حصلت وشدينا.. بتحتوي هي الموقف أوام ويعدي

علّقت ثويبة على حديثي فقالت :

_كانت ست عاقلة يعني؟

_عاقلة وهادية، مبتعملش اللِ بيضايقني لحد اليوم المشؤم

_حصل إيه بقا؟

_اتهمت ماما إنها خانت بابا وهى متجوزاه وإن عمي كان بيشك فيها لحد م مات بابا وورثته وبعدها اتجوزت عمي محمد عادل بابا فارس أخويا

أومأت ثويبه رأسها دلالةً على أنّها متفهمةً ومستوعبةً ما أقوله، لأردف لها :

_انتِ سامعاني بقول إيه بتتهم ماما بالخيانة!

_طب م أهو إحنا إتأكدنا من الكلام دا يا مهاب

ظللت أحكّ برأسي من هولِ ما علمت مع قولي:

_وقتها طبعاً عمري م كنت أشك فحاجة زي كدا، فطلقتها

_وخليت الفيلا ليه!؟

_كانت بتفكرنى بأيامنا الحلوة، اللِ للأسف مكملتش..

............

(نسمة)

في غرفة العناية الفائقة كان جسد مهاب بلا حراك، فقط أصوات الاجهزة من حوله. 

أمسكت يده وتحدّثت إلى نفسي وكأنّني أرسل له خطاباً بعينيّ، نعم خطاباً ، فيا عزيزي لا تحزن فلم يحبك أحدٌ منّا! 

كنت مرحلةً إنتقاليةً في حياة إحدانا، و إنتقاماً من علاقةٍ فاشلةٍ في حياة الاخرى ، كنت وسيلةً لتستطيع إحدانا أن تثبت قوتها و كنت إنتصاراً في حياة الأخرى.

كنت مصلحةً في حياة واحدة، و ملأ فراغٍ للأخرى.

كنت رهاناً في حياة واحدة و تحدياً في حياة الأخرى 

كنت كل شئٍ إلا نفسك كممثلٍ يلعب جميع الأدوار في مسرحيةٍ واحدة و أقصى ما يستطيع أن يفعله أن يرتدي القناع المناسب للشخصية التي يؤديها.

ظلاََ أبيض ( حينما تكون للروح كلمة مسموعة)Where stories live. Discover now