𝑷𝑨𝑹𝑻 𝑽𝑰𝑰𝑰

602 21 12
                                    

لا شيء له معنى! أشعر بأن كل قرار اتخذته خاطئ ، كل اتجاه نظرت إليه كان يقودني إلى طريق لم أكن على دراية به.. بداخلي رغبة للحديث دون وعي ، ورغبة في البوح دون توقف ، ورغبة في.. الصمت! رغبة في الصمت الى ما لانهاية!! لا يوجد في الحياة شعور أسوأ من الرغبة في اتخاذ القرار المناسب وسلوك الطريق الصحيح الذي ما زال مبهما أمام عينا المرء مع الاحساس بالضعف والعجز لعدم القدرة على فعل هذا... إن الحياة ما هي إلا صعوبات تتكلل في النهاية بالطريق المناسب ولكن الحيرة والعجز والضعف يضللون من يسيطرون عليه وعلى عقله ووجدانه وكيانه!!
_
أغلقت هاتفي ورميته على الأريكة بجانبي بعد ان انهيت من كتابات هذه الكلمات وقد شعرت ببعض العبء قد زال عن روحي!! تنهدت بعمق وانا افتح النافذة التي أقف امامها وما هي إلا لحظات حتى رأيت منظرا يوقع قلبي بين قدماي.. آرثر ينزل من السيارة وقميصه أبيضٌ ملطخ بدماء حمراء بينما تسير بجانبه فتاة اخرى تضغط على جرح ذراعه بيديها! لم أشعر بنفسي إلا وأنا قد أضحيت خارج القصر أقف أمامه وعيناي تلمعان بالدموع في حين ان قلبي كان ينبض بشدة خوفا عليه وانعقد لساني من شدة صدمتي وهلعي لاسمعه يقول لي وهو يحاول مقاومة التعب الظاهر عليه:"روسلي! لا تبكي ، انظري اليّ يا صديقتي.. انا بخير لا يوجد شيء يستدعي قلقك ، حسنا؟ مجرد جرح بسيط ولا يوجد شيء مهم!!"
_
"آ..آرثر إنك ت..نزف! يدك! آرثر.." ، اردفت بهذا ونبرة صوتي تخرج من بين شفتاي مرتجفة ومتقطعة وتكاد تسمع بسبب خوفي الذي لا أدري لماذا تضاعف هكذا رغم أنها ليست اول مرة التي ارى فيها آرثر مصابا فسبق وقد اصيب كثيرا واغلبها كانت لأجل حمايتي!! رفعت انظاري نحو الفتاة التي قالت بلطف بهدف تهدئتي:" لا تقلقي يا روحي انه خدش بسيط.. اقول لك هذا بصفتي طبيبة!!"
_
سمعت كلامها بأكمله ولكني ادرت وجهي لارثر مجددا في منتصف حديثها الذي اومئ لي برأسه بعد ان انهت ورفع يده الاخرى وكان على وشك ان يمسح دموعي ولكنه توقف وانزلها حينما سمعنا صوتا قادما من خلفي فالتفت لارى عائلة مارتيني تخرج واولهم ماريا التي أتت راكضة واحتوت الفتاة بحضنها ففهمت فورا انها تعني لها شيئا مميزا خصوصا حينما بدأت تبكي ولكنني لم أكن مهتمة لأي شيء يخص هذه العائلة الآن، آرثر بالنسبة لي اهم من جميعهم!!! تأبطت بذراعه السليم احثه على السير كي ندخل ولكن فاليريو توقف امامنا وقال بهدوئه المعتاد:"حمدا لله على سلامتك آرثر! شكرا لك على حمايتك لاختي!"
_
ماذاااا؟ هل قال اختي؟ يا إلهي! هل فاليريو يمتلك اختا غير تيريزا؟! لا أصدق ما اسمعه.. ما هذه العائلة الغريبة التي لا تنتهي!! أخاف أن تخرج لي ضرة من تحت الأرض ولا ادري عنها! حقا إنهم عائلة مجنونة أود لو أنني أستطيع التخلص منهم جميعا.. اخرجني من محيط افكاري صوت عكاز فرانسوا التي كانت تضرب الارض بقوة وهو يسير نحو تجمعنا واقتربت اخت فاليريو التي لا ادري اسمها حتى الان منه وقبلت يده فاستغليت فرصة انشغال هذه العائلة المتملقة برئيسها وسحبت آرثر معي الى الداخل متجهةً إلى غرفة الضيوف التي أضحت غرفته هو ثم اجلستها على السرير وطلبت منه بنبرة مرتجفة:"ابقى هنا آرثر، سأحضر علية الإسعافات بسرعة و أتي لاضمد جرحك!"
_
غادرت الغرفة مسرعةً دون انتظار جوابٍ منه والذي بالتأكيد سيكون اعتراضا واتجهت نحو غرفتي فورا لاحضر علبة الإسعافات وأعود إليه فوجدته ما زال كما تركته لابتسم بخفة لم يعاندني او يعترض ثم جلست بجانبه وطلبت منه أن يرخي قميصه عن ذراعه وأنا أجهز الأدوات ليفعل ما طلبته منه وهو ينظر اليّ دون النطق بأي شيء ، شارعت بتنظيف جرحه وتعقيمه وبنفس الوقت بدأت تحقيقي معه:" كيف أصبت؟ ومن هذه الفتاة التي كانت معك؟ أخبرني آرثر ولا تخفي عني من فضلك.. أنا لست مستعدة لخسارتك بسبب هذه العائلة اللعينة!"
_
"لا تبالغي روسلي! هذه ليست أول مرة أُصاب بها ، وأنت تعرفين هذا" ، أردف بهذا بهدوء تام وبنبرته الطبيعية غير ابه بكمية الكحول التي سكبتها على جرحه ولأنه يعرفني جيدا أسترسل بكلامه قبل ان أكرر أسئلتي:"تلك الفتاة تُدعى سيلين وكما سمعت هي اخت فاليريو ، ارسلني زوجك العزيز كي احضرها من المطار وفي طريقنا الى هنا تعرضنا لهجوم وأنا أصبت أثناء حمايتها.. هذا كل ما حدث يا صديقتي، لا داعي ان تهلعي"
_
تنهدت بعمق وقد سيطر الضيق على قلبي ولم أجد ما أقوله له فأنا أعرف جيدا أنه ما زال غاضبا من فاليريو للغاية بسبب ما فعله بي.. أغمضت عيناي وارتعشت يدي لمجرد تذكري ذاك المشهد ولكنني سرعان ما تمالكت نفسي وأعدت فتح عيناي لاكمل تضميد جرحه ثم وضبت الأغراض داخل العلبة ونطقت اخيرا:"آرثر أرجوك انتبه لنفسك! أنت تعرف جيدا أنك الوحيد الذي تخفف عني غُربتي هنا.. تذكرني بأندريا وانجلو! إن أصابك مكروه هنا بسبب هذه العائلة المعتوهة لن أسامح نفسي" ، نبست بجملتي الأخيرة وصوتي يرتجف ليلتفت اليّ وابتسامته الواسعة تزين محاياه ثم أجابني وهو يمسح بإبهاميه دموعي التي علقت بين اهدابي:"لا تقلقي روسلي! انا لا يصيبني شيء بسهولة ، تعرفينني يااا!! متى تركتك أنا يا فتاة؟ انظري اليّ وانا ايضا أعرف ان هذه العائلة معتوهةٌ لدرجة اللعنة لذا لا أفكر بأن يصيبني شيء واتركك بينهم.. أنتِ أمانة أبيك وإخوانك يااا ، ان أصابك مكروه يقضون عليّ حتى ولو كنت في الجحيم!"
_
ضحكت بدون إدراك وبشكل عفوي وتلقائي بعد كلامه هذا خصوصا جملته الأخيرة وقد تأثرت من كلماته فلم اتحمل وقمت بمعانقته وأنا اقول والدموع تملئ مقلتاي:" أنت أخي قبل ان تكون حارسي.. من الجيد أنك موجود يا آرثر!" ، شعرت بيديه تربتان على ظهري وهو يبادلني عناقي بأخوية وبقينا هكذا لمدة ليست بطويلة وقد كنت بحاجة لهذا العناق! بحاجة ان أعرف أن هناك من يذكرني بعائلتي الحقيقية وبأهلي ووطني!!
_
~
_
مرت ساعات طويلة وأنا لم افارق غرفتي ولم ار فاليريو مرة ثانية منذ الصباح.. بالفعل انا لا أود رؤية أحد منهم ، هذه العائلة اللعينة حقا تثير اشمئزازي بشدة!! كانت لورا جالسة بجانبي وتلقي على مسامعي احاديثها اللطيفة التي كنت امل منها سابقا ولكنني الآن استمع إليها وكأنها أكثر الأحاديث أهمية في العالم! لقد آنست وحدتي! خطر على بالي فاليريو، أين هو الآن يا ترى؟ ماذا يفعل؟ انا لم أراه إلا مرة في الصباح ، أصبح يختفي عني كثيرا! أيعقل أنه يفعل هذا عمدا كي يجعلني انا الاحقه بعدما كنت اهرب منه؟ يا إلهي ما الذي افكر به أنا؟ ليذهب للجحيم لا يهمني ، يكفي أن يكون بعيدا عني!!
_
"روسلي!!!! هل تسمعينني؟" سحبتني لورا من غرقي في افكاري بهذه الجملة لالتفت لها واهمهم أنني أسمعها فابتسمت واسترسلت بحديثها الذي انقطع فجأة حينما فُتح الباب دون طرقه ودخل علينا فاليريو ، رمقته بغضب عارم وكأنني سأحرقه بنظراتي بينما هو فقد ابتسم بتكلف للورا التي قالت بابتسامة وهي تنهض عن السرير بعدما غمزت لي:"أراك لاحقا عزيزتي روسلين يجب ان اذهب لغرفتي إنني بحاجة لقسط من النوم في منتصف هذا النهار!! الى اللقاء يا صهري"
_
اومئ برأسه لها وهو يتنحى جانبا عن الباب فالتفتت اليّ وغمزتني مجددا ثم غادرت من الغرفة، لا ادري لماذا اعتراني توتر عارم حينما ادركت أنني أضحيت معه لوحدي في الغرفة! بقيت اراقبه بعيناي وهو يفتح ازرار قميصه بيد وبالاخرى يفرك صدغيه وعيناه مغمضة بتعب ، اشفقت على حاله لسبب لا ادركه.. ربما لأنني لاحظت ذلك أكثر من مرة؟! او ربما أكون انا سبب هذا التعب؟! لقد مر بكثير من الأشياء لأجلي في الفترة الاخيرة!! لأجلي أم.. بسببي؟!! ارتمى بجسده الثقيل بجانبي على السرير وحينما كنت سأبتعد حاوط بيده بطني وخصري وسحبني نحوه لاشهق بصدمة وفزع وحينما كنت على وشك أن ابتعد مجددا همس بنبرته الرجولية المثيرة وهو يشد على خصري:"ابقي هكذا روسلي! أنا بحاجة إليكِ يا شمسي.."
_
شعرت بالقشعريرة تسري بجسدي إثر كلامه فابتلعت ريقي بصعوبة وقد انعقد لساني وتسارعت نبضات قلبي وانا اشعر به يسحبني بكل سهولة لاصبح متمددة بجانبه بالكامل بعدما كنت نصف متمددة ثم اقترب مني أكثر وغرز وجهه بين رقبتي ورأسي لتلفحني أنفاسه الساخنة.. ادرت وجهي قليلا فرأيته مغمض العينين يستمتع باستنشاق رائحتي وقد فهمت هذا من ابتسامته الخفيفة التي زينت ملامحه الشقراء فأخذت اتأمله لثوانٍ وقد لاحظت بهتان لون بشرته والسواد أسفل عينيه ، ودون إدراك مددت يدي اداعب خصلاته الشقراء التي تدلت على جبينه فرأيت ابتسامته تتسع ثم فتح عيناه ورمقني بزرقاوتيه بذاك الهدوء الذي اعتدته منه وتلك النظرات الهائمة التي ما زلت كلما رمقني بها لا ادرك مغزاها!!
_
لا أدري المدة التي مرت ونحن نتواصل بصريا بهذا الشكل ولكنني شعرت أنها كانت كالدواء لروحي! لا تسألوني كيف هذا وانا كنت قبل دقائق اشتمه واود ابتعاده عنه! هذا الرجل به شيء غريب ، شيء يجعلني لا أود ابتعاده عني من داخلي رغم عدم اعترافي بهذا ونكراني لكنني أدري جيدا أنه يسيطر على كل خلية في جسدي حينما يقترب مني او اكون معه في نفس المكان لدرجة انني انقلب لروسلين اخرى لا اعرفها!! نبست بهدوء تام وانا ابعد عيناي عنه واضع يدي فوق قبضته الخشنة أحاول فكها عني:" اتركني! انت تزعجني هكذا لا أستطيع التنفس!!"
_
أمسك فكي بيده الاخرى وادار وجهي إليه أثناء حديثي وفي لحظة ختامي لكلمتي الاخيرة الصق شفتاه بخاصتي يقبلني ويده قد اخذت حريتها في مداعبة خصري بينما الاخرى قد اراحها على خدي! لم أحاول ان ابعده عني او ادفعه ، بل على العكس قمت بمبادلته قبلته وقد لاحظت دهشته من هذا حينما اعتصر خصري لاطلق تأوها خافتا سمح له باكتشاف جوفي بينما انا مددت يدي نحو رأسه من الخلف اشده نحوي وقد ضربت كل معتقداتي ومبادئي وكلامي عرض الحائط وسمحت لنفسي بالاستمتاع بهذه اللحظات الهادئة! ولكن هدوئه لم يدم ، إذ حينما أدرك أنني بادلته تعمق بالقبلة وزادها قوة لدرجة أنني شعرت أنه على وشك ان يسحب كل انفاسي ويقتلني بقبلته هذه!!! اللعين! ابتعد حينما ادرك حاجتي للتنفس وقد اغمضت عيناي فورا امتناعا عن النظر لخاصته فقد ادركت ما فعلته وندمت أشد الندم على هذا!
_
"والآن أنا استطعت التنفس!" نبس بهذا أمام شفتاي وما زال قريبا مني بينما انا هادئة ولا يسمع مني سوى صوت أنفاسي الثقيلة وانا الهث بعد هذه القبلة فرفعت يدي اتحسس شفاهي التي تورمت وقد ذقت طعم الدماء منها فشعرت به يضع يده على يدي ويخفضها ثم ابتعدت انفاسه عن وجهي نحو رقبتي وتحديدا بالقرب من اذني ليهمس هناك مجددا بنبرته تلك التي تفقدني صوابي:"لا تلمسيها! لا تلمسي ما هو يخصني عزيزتي.. ان فعلتها مرة اخرى قد لا اكتفي بمجرد قبلة صغيرة كهذه!"
_
قبلة صغيرة! هل يخدعني هذا الاحمق؟ لقد مزق شفتاي وجعلها تتورم من قبلته ويقول لي قبل صغيرة؟!! الحق عليّ اساسا ، لماذا ابادله يااا؟ لا يمكن ان اكون قد وقعت له! فتحت عيناي بوسعها حينما امتص شحمة اذني ثم نزل وطبع قبلة على رقبتي ولحيته تداعبني وانفاسه الحارة تلفحني وتزيد من الادرينالين الذي انبعث بكامل جسدي فأخذ يضع قبلات متقطعة من اذني وصولا لرقبتي وعظمة الترقوة خاصتي وعاد صعودا مرة اخرى.. يا إلهي! إنه يفقدني رشدي وصوابي! اريد دفعه وابعاده والهرب منه ولكنني لا أقدر، لا أدري ألأنه يحاصرني بجسده ام لأن شيئا بداخلي هو من يمنعني!!!
_
"فاليريو!!" تأوهت باسمه بخفوت حينما استمرت قبلاته لوقت طويل.. أكاد أجزم ان رقبتي امتلئت بالاثار بسبب قبلاته هذه!! تفاجأت حينما توقف عن تقبيلي وارتفع قليلا لينظر داخل عيناي بحب وقد غرقت بزرقاوتيه بسبب تلك النظرات التي سيطرت عليّ كالعادة ثم قال لي:"اصمتي! لا تنطقي اسمي بهذا الشكل مرة اخرى.."
_
اجبته ببراءة وعدم فهم وقد استغربت من نبرته التي كانت شبه غاضبة عكس ما كان يتكلم به معي في البداية:"لماذا؟ ماذا فعلت؟ أنت من كنت تق.." ، قاطعني واضعا ابهامه على شفتاي وعيناه تكاد تخترقان عيناي بنظراته وارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهه وهو يقول:"بعد كل ما تفعلينه بي تسألينني ماذا فعلت؟!! إنكِ تفقدينني صوابي روسلين! رجل خطير مثلي ارضخ لك بمجرد أن استنشقت رائحتك او سمعت صوتك.. لذا ، لا تنطقي اسمي بهذا الشكل مرة اخرى ولا تبادليني قبلتي بهذا الشكل ايضا! لا أقدر في كل مرة على التحكم بنفسي كما حدث الآن"
_
انتهى من كلامه وبقي ينظر لي للحظات في حين أنني صمت لانني لم اجد ما قد اقوله له وقد شعرت بخجل شديد وانحراج كبير وقد ادركت ما كان يقصده!! تركني وابتعد عني ناهضا عن السرير ثم خلع قميصه الذي سبق وقد فتح ازراره ثم اتجه إلى الحمام امام ناظريّ بينما بقيت متسمرة مكاني على السرير انظر للسقف وأحاول إدراك ما حدث.. شددت على غطاء السرير بقبضتي بقوة ولعنت نفسي الف مرة لأنني لم اتحكم بنفسي أمامه واستسلمت له كالحمقاء! كم انك غبية يا روسلين! اللعنة عليك وعلى عقلك الأحمق وقلبك الغبي!!
_
شتمت نفسي للمرة التي لا ادري كم هي ثم نهضت عن السرير بعد مدة والانفعال يسيطر عليّ واتجهت الى الخزانة لاختار لنفسي ثيابا وأثناء ذلك سمعت صوت باب يُفتح ، لا يمكن ان يكون قد انتهى من استحمامه بهذه السرعة اليس كذلك؟ بالتأكيد هذه لورا قد أتت لتأخذ معلومات مني بسبب فضولها ، هو لم ينهِ حمامه بسرعة هكذا! تحطمت كل افكاري هذه حينما تسللت لانفي رائحته الرجولية التي قد سيطرت على كامل الغرفة فأغمضت عيناي وشددت على ثيابي التي بيدي ولكنني سرعان ما تمالكت نفسي وأعدت فتح عيناي ثم اخذت نفسا عميقا ورسمت إبتسامة متملقة على وجهي لاستدير له وقد عزمت على التصرف بطبيعية امامه ولكن...
_
كل جدراني قد تهدمت حينما رأيته يقف أمامي متكئا على طرف باب الحمام يلف مشنفة حول جزئه السفلي بينما الماء يقطر من شعره المتدلي على جبينه نحو صدره وعضلاته فتلعثمت وطارت الكلمات من فمي وتوترت بشدة لارجع شعري خلف اذني وانا اهرب عيناي ثم نطقت اخيرا:"س..سأخرج كي تغير ملابسك!" ، ختمت كلامي واتجهت نحو الباب لاخرج ولكنني تصنمت مكاني حينما شعرت بيده تلتف حول معصمي لابتلع ريقي بصعوبة ثم اردفت مجددا بنبرة مرتجفة أحاول ان اجعلها طبيعية:"اتركني فاليريو"
_
اقترب مني والتصق صدره العاري البارد بظهري فارتفعت حرارة جسدي وشعرت بالنار تخرج من وجنتاي بينما يده تلتف حول خصري بتملك ثم همس قرب أذني وهو يلتمس فخذي العاري بيده الاخرى:"لن تخرج فتاتي للخارج وهي ترتدي ثياب النوم هذه اليس كذلك؟" ، وضعت يدي فوق يده التي على فخذي وغرزت اصابعي بها وقررت ان اجاريه بلعبته وان اقلب الطاولة عليه فالتفت اليه وانا ما زلت بين يداه لاضع يدا من يداي على صدره المبلل والاخرى على رقبته احركهما بطريقة مثيرة ثم اردفت بدلع وانا انظر لشفاهه:"عزيزي أنت بدأت تلعب دور الزوج بشكل مبالغ به ألا تلاحظ هذا؟ إن كنت قد سمحت لك بتقبيلي فهذا لا يعني أنني وقعت في شباكك! لا يحق لك أن تتدخل بي ولا ان تلقي اوامرك عليّ!"
_
ابتسم نفس تلك الابتسامة الشيطانية التي اراها للمرة الثانية وسحبني نحو صدره أكثر ليقطع المسافة التي كانت بيننا مما زاد توتري ولكنني لم أظهر له هذا فلمس فخذي مجددا واخذ يحرك يده الباردة عليه صعودا ونزولا وعيناه تأكل شفتاي بكل جرأة وقد فهم انني أريد ان افقده صوابه فاقترب بهدف تقبيلي ولكنني وضعت يدي على فمه والاخرى على رقبته وارجعته للخلف وانا ابتسم بخبث ثم قلت:"تؤتؤتؤ كلا يا عزيزي، هذا لن يحدث إلا حينما اريد انا.. وأنا الان لا اريد ، ليس لي حال لتقبيلك لانني لا ارغب بك الان!"
_
أطلق ضحكةً تصحبها قهقهة صاخبة وقد فهمت أنه أدرك أنني اتلاعب به فسحبني فجأة نحو الحائط وحاصرني بينه وبين الباب في حين أنني فتحت عيناي بدهشة إذ أنني لم اتوقع منه هذه الحركة ليبتسم بمكر وخبث ويردف:"تريدين ان تلعبي بإعداداتي اليس كذلك يا شمسي؟ تعرفين أنني لا أقاوم حركاتك ولمساتك ونبرة صوتك فأستغليت هذا الأمر! ولكن دعيني احذرك.. هذا الأمر قد ينقلب ضدك صدقيني ، إنني اضبط نفسي بصعوبة كي لا انتهك هذا الجسد المثير! لذا لا تصعبي الأمر عليّ وعلى نفسك كثيرا"
_
ختم كلامه طابعا قبلة ناعمة على أرنبة أنفي بعد ان اتانا صوت الخادمة من الخارج تخبرنا ان العائلة تنتظرنا في الصالة ثم سحبني من يدي نحو الخزانة واخرج ثيابي لي ووضعها بيدي الاخرى وسحبني مجددا نحو الحمام ثم ادخلني وابتسم لي واشار لي بعيناه يأمرني بأن اغير ثيابي واغلق الباب دون ان أدرك ما حدث او استوعبه.. بينما كنت انا من اريد ان افقده صوابه والعب بإعداداته هو فعل هذا بي!!!
_
~
_
دخلت للصالة اتأبط بذراع فاليريو وابتسم لعائلته بتملق فشعرت وكأنني ادخل لوكر الأفاعي! ابتسامات متملقة ، نظرات تنبث الحقد والغيرة ، حوارات مليئة بالدم والخطط والاجرام ، والكثير والكثير من هذه الأجواء! الشكر لله أن تيريزا ليست موجودة هنا.. أخاف على تلك الصغيرة من شر هذه العائلة!! لاحظت تلك الفتاة التي كانت ترافق آرثر صباحا تقترب مني وابتسامةٍ صافية خالية من اي مكر او كره او حقد ترتسم على شفتيها وتظهر غمازتين تزينا وجهها اللطيف ثم مدت يدها نحوي وقالت بحماس ولطافة اسمعه لاول مرة من شخص بالغ في هذه العائلة:"المفترض أنك أنت زوجة أخي المحظوظة! انا سيلين ، سيلين مارتيني أكون أخت زوجك"
_
إبتسمت تلقائيا وقد ارتاح قلبي لهذه الفتاة اللطيفة والتي تبين انها لا تشبهه عائلتها ثم صافحتها بهدوء وانا اقول لها:"تشرفت بمعرفتك آنسة سيلين، انا روسلين" ، سحبتني من يدي واجلستني على الأريكة وهي تجلس بجانبي وقد اندهشت من هذا فانا لم اعتد هذه المعاملة من قبل ونظرت لها بينما تقول بضحكة خفيفة وهي ترجع خصلات شعرها الشقراء وراء اذنها:"آنسة ماذا ياااا؟ نادني سيلين ، او يمكن ان تقولي لي سيلو او سيسي.. قد يبدو لك دلعا احمقا ولكنني احبه"
_
ضحكت بدون انتباه وبشكل عفوي على كلامها وقد أثار استغرابي اسمها الذي يُسمى لدينا بكثرة فلم أكن اعلم ان الايطاليين ايضا يسمون سيلين خصوصا هذه العائلة التي اغلب افرادها اسمائهم اعتق من تاريخ جدي ولكنني لم اقل شيئا ولم اظهر استغرابي إذ أنني لم اهتم للأمر كثيرا وفكرت بأنه لا يعنيني فالتزمت الصمت واخذت اصغي لها وهي تتكلم عن نفسها وقد شعرت انني حصلت على صديقة ثانية بهذه العائلة من بعد تيريزا!
_
"سيلين!! اتركي زوجتي وشأنها! لقد نفخت رأسها بأحاديثك المزعجة والمملة!" سمعت فاليريو يقول هذا وهو يجلس بيننا ويلف يده حول خصري فاتجهت انظاري فورا وبدون وعي نحو فيرجينيا لاجدها تحترق بنار الغيرة والحقد فابتسمت بانتصار وغرور ووضعت يدي فوق قبضته وحولت نظري لسيلين التي اجابت اخيها بعبوس:"سامحك الله يا أخي! هل أنا أحاديثي مزعجة؟ إنك قد استمعت لكل ما قلته لك منذ الصباح عما كان يحدث معي في امريكا!!"
_
ماذااا؟؟؟ هل كان منذ الصباح معها؟ وايضا يستمع لأحاديثها؟ حسنا لاعترف احاديث سيلين مملة حقا ، كيف لرجل مثله ان يجلس ويستمع لاحاديث نساء!!؟؟؟ الآن بدأت أدرك ان فاليريو متعلق بأمه واختيه بقدر كرهه لأبيه وبقية افراد أسرته ما عدا ادريان! نظرت إليه وكأنني إن نظرت إليه سأكتشف عنه الأكثر ولكنه كان كالحكاية الغامضة والمليئة بالتشويق فكلما قرأته كلما احترت أكثر وعرفت انني لن اصل للعمق ابدا وسيبقى دائما ما يخرج أمامي شيء ويعيق قراءتي وفهمي له!!! التفت اليّ أثناء نظري له وتلاقت عيوننا وقد غرقت بُنتاي ببحره الذي كلما نظرت له لا اجد فرصة للخروج منه ، عيناه جميلة للغاية واستطيع ان ابصم بالعشرة على هذا!!
_
فجأة! صدح صوت العصاة ذات الصاحب المعروف والذي وكما تعرفون قد عشت معه توترا قبل الزفاف ومن وقتها لم اواجهه مرة اخرى ، ابتعدت انظاري عن فاليريو لاجد جميع العائلة قد وقفت تزامنا مع دخوله وقد امسكني فاليريو من يدي واوقفني معه وحينما جلس عاد الجميع للجلوس ولكن كان الصمت قد سيطر على المكان لدرجة أنه إذا رميت إبرة قد اسمع رنتها! كم كرهت هذا التصرف!! كأنهم جميعا دمى بأيديه يحركهم كما يشاء! وما زلت لا أفهم لِما فاليريو يطيعه بما أنه يكرهه؟! ليتني استطيع ان اسئله عن هذا!!
_
اخذت كوب قهوتي من الخدامة التي كانت توزع الاكواب وشكرتها ثم ارتشفت منه لاسمع صوته يقول بنبرته الايطالية الخشنة موجها كلامه لفاليريو:"ألا يوجد خبر مُفرح يا بُني؟ هل سأحمل حفيدي على يدي قريبا؟" اختنقت بالقهوة حينما سمعت هذا واخذت اسعل بقوة ليطبطب فاليريو على ظهري بينما سارعت ماريا لتسقيني من كوب الماء ثم سألتني بقلق:"هل أنت بخير يا صغيرتي؟"
_
اومئت لها برأسي بهدوء وانا امسح فمي بالمنديل وعيناي قد احمّرت من اختناقي ثم التفت نحوه انظر له بحدية عارمة وقد بادلني النظرات باخرى دبت الرعب الشديد في قلبي لاسمع ماريا تجيبه:"ماذا تقول يا فرانسوا؟ لقد عادوا من شهر عسلهم حديثا!! ما زال باكرا على الإنجاب" ، ليحميك الرب ماريا! أود معانقتك الآن على كلامك هذا يا حماتي العزيزة، إنكِ وحدك من تفهمين في هذه العائلة المليئة بالحمقى!!!
_
"لا يوجد وقت باكر او ما شابه! لماذا تزوجا؟ كي يحضرا لي حفيدي ومن سيرث عرشي بعد ابني.. ليس ليقضيا وقتا للتسلية" ، نظرت لفاليريو بصدمة بعد كلامه أبيه.. هل حقا تزوجني لأجل ان يحضر حفيدا لابيه؟ ألا يحبني كما يظهر من تصرفاته واقواله؟ هل يخدعني بكل هذا؟ يا إلهي هل انا حمقاء لدرجة ان لا انتبه لهذا!؟ ولكن لو أنه يريد طفلا لكان فعل ما يريده منذ اول ليلة ، هو لم يلمسني بدون ارادتي حتى الآن! ذهبت كل افكاري وتهيؤاتي وتوقعاتي الى قعر الجحيم حينما أردف فاليريو لأبيه بنبرة حادة وجدية يتخللها بعض الغضب:" كلا يا أبي انا لم اتزوج روسلين لاحضر لك حفيدك! أمي محقة بكلامها ما زال الوقت باكرا للانجاب ، وانا وروسلين لا نفكر بأن ننجب قبل ان نعيش كل اللحظات الجميلة من حياتنا الزوجية وحينما نقرر الانجاب سنخبرك.. حتى ذلك الوقت اطلب منك ان لا تتدخل بنا"
_
ضرب الأرض بعصاه بقوة شديدة وقد اغضبه كلام فاليريو له اذ ان عيناه قد اشتعلتا غضبا بينما أنا فقد ابتسمت بغرور وفخر شديد لكلام فاليريو وفهمت انه ضد رغبة ابيه هذه الا ان سرعان ما تحول غروري لغضب حينما قال:"لا تفكران بالانجاب؟ ومن سمح لكما ان لا تفكرا؟ لقد ارسلتكما في شهر عسلكما الى بيت الجبل وفي بلد اخر كي تحضر لي حفيدا بأسرع وقت.." لم اتحمل كلامه هذا وشعرت بجميع خلايا جسدي وعروقي تنبض بشدة ببسب قوة الغضب الذي اعتراني فانفجرت بوجهه قائلة دون الاكتراث لشيء:" كي يحضر لك حفيدا بأسرع وقت؟! لا تؤاخذني ولكن هل ابنك يحضر حفيدك من she in لتقول له هذا؟ حفيدك سيخرج من جسدي انا ، جسدي الذي انا حرة به!! لا يهمني ما تريده انت ولا ما تريده عائلتك بأسرها حسنا؟ غير هذا لماذا توجه الكلام له هو؟ ألست أنا من سينجب حفيدك ويحضره لهذه الحياة؟ بلى أنا، إذا كلامك سيكون موجها لي انا!! ودعني اجيبك قبل ان تكرر نفس الاسطوانة.. انا لا أريد طفلا الآن فما زلت لم اتأقلم مع جو عائلتك المختلة ولم اتخطى اخذكم لي من عائلتي وكأنكم تهربون بضاعة من الحريق!!! حينما أفكر أنا وأكون مستعدة لأن أصبح اما واتحمل مسؤولية طفل حينها انجب لك الوريث لذا يُفضل أن لا تتدخل بهذا الأمر مجددا"
_
أنهيت كلامي وتبعه صمت! صمت مُميت.. لم يخرج أي صوت من الأفراد الموجودين في الصالة وكأنهم ينتظرون ان ينهض كبيرهم وينحر عنقي وقد ارتسمت معالم الصدمة على وجوههم جميعا إلا فاليريو الذي كان ينظر لي وعلى وجهه ابتسامة فخر بلهاء وكأنني ربحت كأس العالم!! اراحتني نظراته بعض الشيء فالتفت إلى فرانسوا مجددا والذي قال بنبرة غاضبة للغاية:"إنكِ تتجاوزين حدودك معي للغاية ايتها الكنة! وهذه المرة الثانية التي تفعلينها.. في الأولى تغاضيت عنها لأنكِ لم تكوني منا ولكنك الآن فرد من العائلة لذا ستنتبهين على طريقة كلامك معي!! إن حدث هذا مرة ثالثة سأفعل لك شيئا لن يعجبك ا..." ، اغضبني مجددا هذا اللعين!! هل اصمت؟ طبعا كلاا ، ليست روسلين بينسي من تسكت عن حقها ايها العجوز الخرف!! قاطعت كلامه مرة اخرى وهذه المرة صحت بنبرة اقسى:"ان تكرر مرة ثالثة ماذا تفعل؟ تكلم هيا! هل تقتلني؟ هل ترسل خلفي دماك المتحركة وتغتالني؟ قلتها لك في المرة الأولى وسأكررها الآن بصيغة اخرى، أنا لست لعبة بين يديك ولست كأفراد عائلتك.. كلامك واوامرك لن تسير عليّ هل فهمتني؟ انا حرة وسأفعل ما أريد أنا ليس ما تريد أنت!!"
_
أدركت أنني زدت غضبه بكلامي هذا إذ أن عيناه احمّرت بشدة لدرجة ان البياض كان على وشك ان يختفي منها ولكنني لم اظهر له لا خوفي ولا هلعي واكملت احدق به بنفس النظرات الغاضبة ليوجه كلامه الى فاليريو وهو لم يبعد عيناه عني:"فاليريو خذ زوجتك من أمامي وأعد ضبط إعداداتها!! دعها توضب لسانها وتعرف كيف تتصرف حينما تكون في حضرتي!" ، احسست بيد فاليريو تلتف على خصري مجددا بعدما افلتها أثناء حديثنا فظننت أنه سيسمع كلام أبيه ويأخذني حقا ولكنه صدمني حينما أجابه بهدوئه المعتاد:"زوجتي تعرف جيدا ما يجب ان تقوله يا أبي! إنها عنيدة بشكل لا يُعقل صدقني ، إن أكملت كلامك معها ستزداد عنادا!! إضافةً الى هذا ، إنها محقة.. هو جسدها وهي أدرى متى تود ان تستخدمه لتُنجب!"
_
نظرت نحوه بابتسامةٍ تكاد تخلع حنكي لوِسعها وشعرت بالرضا يغمر قلبي بعد كلامه هذا ودفاعه عني وقبل ان يردف أبيه بأي شيء آخر ويغضبني مجددا وقفت وأمسكت بيد فاليريو ثم القيت نظرة أخيرة على فرانسوا وابتسمت له بغرور ثم سحبت فاليريو وخرجت من الصالة تاركةً الجميع خلفي في بحور من الصدمة من فعلتي وخوف من فرانسوا الذي كان على وشك ان ينفجر من الغضب!!!
_
~
_
بعد منتصف الليل وتحديداً الساعة الواحدة والنصف كانت تلك العنيدة تضرب بكعبها الأرضية ذاهبةً هنا وهنالك بتوتر لا تعلم منبته.. حباً بالله ماذا يفعل عقلها مستيقظاً إلى الآن وفي وقت كهذا؟ لابد أن احدهم لعب بإعدادات الكرة الأرضية أو بها!! المهم يوجد شيء يعكر صفوها ويمنعها من النوم وهذا ليس شيء جيد ابدا.. هي حتى لاتستطيع أن تجلس على إحدى الارائك او تغير ثيابها وترتاح! هناك طاقة غريبة في إيطاليا تجعل الادرينالين يتدفق في عروقها كما الدماء ولاتريده أن ينتهي ابداً ، هناك عيون بنية تأتي وتذهب لمخيلتها ترافقها التوتر ثم هزت رأسها بحركة بطيئة تجعلها تنفض تلك الأفكار البهلوانية الغريبة وتعود لرشدها.. خصوصاً بعد المشهد المريب الذي رأته عيناها اليوم!
_
أعني لمَ أيها الأحمق؟ طوال اليوم يعاملها ككيس شوال قيّم وعندما أتى الأمر الى روسلين رأته يوزع ابتسامات مجانية وأيضاً بريئة!؟ هل رأسه الاخرق بريء؟ لا إنها تشك وتأكيداً على كلامها أنه لم يذهب للمستشفى بعد لأنه يرى جرحه تافهاً لدرجة أن يضحكوا عليه إن رأوه.. لكنه لايعلم شيئاً مهماً بأنه يوجد كل شيء بقاموس سيلين مارتيني سوى كلمة الاستسلام ، لاتعترف بها بتاتاً!! حملت نفسها وخرجت من غرفتها ببطء شديد مثل المتسللين مقتحمي البيوت ، ثم بحركة سريعة كانت خارجاً وأغلقت الباب بهدوء ورائها وهي تعض شفاهها حتى تفعل عمليتها بهدوء تام واتقان! الآن يجب عليها إيجاد هذا الآرثر وتضميد جراحه فهي كما ذكرت له لاتطيق أن تبقى مدينة لأحد ولأن رأسه متكبر كما رأس أخيها فقد رفض ذلك بأنه واجبه وليست مدينة او ماشابه
_
نزلت سيلين على ادراج القصر بهدوء وهي تتلفت تبحث عن طرف خيط لإيجاده ولكن القصر كبير..إذاً ما الحل؟ لاتستطيع سؤال احد بسبب والدها الذي غضب مؤخراً عندما لمحها بجانب آرثر وربما سيفتعل مشكلة إن رآها تبحث عنه بمنتصف الليل وسيشك بآن آرثر يستغلها ويطمع بمال والدها ويريد خطفها ورميها بلا اعضاء ودماء عارية في وسط شارع الأشرار!! هذه أفكارها بشأن رأي والدها ليس إلا.. لكنها لن تستسلم فقط لأن والدها أراد هذا لأنه غباء وهراء تام!!وجدت إحدى الخادمات لاتزال في المطبخ الضخم وهي تتم آخر أعمالها بنعاس وكلل وتتثائب كل دقيقة بسبب الارهاق فطرأت لبالها فكرة ذهبية فهمّت بالركض إليها كالطفل الذي وجد ضالته ، استقبلتها الخادمة بتحية هادئة تدل على احترامها لها ثم تفوهت "سيدة سيلين، هل حضرتكِ تحتاجين شيئاً؟"
_
بادلتها سيلين تلك النظرات التي تدل على مبادلتها الاحترام ثم اجابتها بسرعة وبنبرة لطيفة لابعد حد:" لا.. اقصد نعم ، هناك شاب اسمه آثر يقطن في قصرنا كما فهمت" ، ختمت كلامها وهي ترى ملامح الخادمة المستغربة على سؤالها كأن الشك يعلو كالغيمة في مخيلتها وربما كأنها ستقول لوالدها الآن فنطقت مرة أخرى تبرر موقفها:"يعني لقد نسيت شيء مهم في سيارته لأنه أقلّني اليوم وأريد أن أراه لآخذ المفاتيح"
_
"يستطيع الحراس الذين في الخارج مساعدتك بهذا سيدتي الصغيرة" ، أجابتها الخادمة باحترام مرة اخرى وكان كلامها هذا قد قطع آمال سيلين.. هي حقاً تعبت حتى الخدم هنا مرتابون ولايعطوا للشخص فرصة لنيل مراده! تباً! تنهدت سيلين بعمق وابتسمت بتصنع ثم قالت لها مرة أخرى بكل لطافة:"قولي لي أين غرفة آرثر ، ولا أريد أبي أن يسمع بهذا وإلا حملتكِ المسؤولية.. رجاءً!!"
_
اومأت الخادمة بانصياع وقلة حيلة لتوصف لها الغرفة وتذهب الأخرى بعد ان شكرتها وهي تبتسم برضا ثم أخذت ملتزماتها من الغرفة الطبية وتوجهت لغرفته.. طرقت الباب عدة طرقات ثم أتاها صوت هادئ يأذن لها لتدلف بابتسامة لطيفة اظهرت غمازتين زينت خديّها الكرزيتين ثم قابلت وجهه الذي كان منغمساً ببعض الملفات وهو ينظر لها من بين رموشه مجدداً بنظرات حيرة على تواجدها هنا في هذه الساعة وفي قصر مارتيني وغرفته تحديداً..ماذا تريد هذه الفتاة؟ اقتربت منه بحماس لتجلس بجانبه وكأنه ليس موقفاً غريباً وانزلت صندوق العلاج فتبسمت لملامحه المتفحصة ثم قطعت الهدوء قبل أن بنطق هو معترضاً "لاتقل أي حرف، أعلم أنه موقف غبي ولكن هذا لايمنعني بأن أؤدي دوري كطبيبة فلقد أقسمت انا على ذلك ولن اسمح لكم بتخريب قسمي"
_
قالت ذلك وكأنها تتحداه بأن يعاكس رأيها وإلا ستغرز إبرة الخياطة في عينه بدل تضميد جراحه! ولكنه آرثر!! حرك بؤبؤتيه بهدوء يديرهما عنها وقال بصوته الرجولي الهادئ كهدوء هذه الليلة وحالك سوادها مخيمةً عليهم:"لايوجد داع لذلك يا آنسة ، أنت فقط..." أسكتته بحركة سريعة هي تضع أصبعها على شفاهه كي يصمت ولا يكمل كلامه ولكنها ادركت ما فعلته حينما نظر لاصعبها.. ياللاحراج! يالغرابة هذا الموقف الذي وضعت نفسها به! ويالها من غبية مغفلة حمقاء بلهاء!!
_
سوف ترمي بنفسها من نافذته الآن خلال ثلاث ثوانِ! واحد.. اثنان.. توقفت عن العد وابعدت اصبعها ثم قالت بتوتر وهي تلعب باصابعها عند تنورتها القصيرة وتخفض رأسها بإحراج: "آسفة لم اقصد هذا ولكن ارجوك لا أريد أعتراضاً اتركني لأقم بعملي ثم سأختفي من أمامك.. اعدك!" كان صوتهاً دافئاً يحمل اطناناً من الصدق والتفاني جعله يومئ لها بالإيجاب.. ربما اراد إراحة ضميرها رغم ان روسلين قد عقمت جرحه سابقا او أنه يتخلص منها وتخرج من غرفته حالاً قبل أن يراهم احد ويساء فهمهم! لا يعلم أيهما بالتحديد ولكنه فعل وخرج السهم من القوس!!
_
بدأت هي بتعقيم الجرح بتعقيدة توتر بين عينيها فكل بضع ثوانٍ كانت تنقل بصرها إلى ملامحه تحاول قرائتهم ربما لمعرفة إن كان يتألم أم يتظاهر بعدمه! ثم بعد هذه الفقرة بدأت بتخييط الجرح بعد رفضه الشديد للمخدر زاعما أنه عقمه صباحا ولكنها اصرت انه بحاجة لغُرز خياطة كي لا يتجرثم وبعدها اخذت تلفه بالشاش المعقم ببطء وإيديها الناعمة تتلمس جلده.. كان هذا كافياً بتوليد طاقة كهربائية بينهما وجعل آرثر يبلع ريقه بشكلٍ اسرع ويزداد نبضه وهطول العرق منه! لم يغب عن نظرها ذلك لإنها فعلاً كانت ملتصقة به بشكلٍ لاتلومه على ردة فعله!! انتهت من عملها لتبتسم ابتسامة نصر ثم تردف بهدوء صوتها الانثوي الناعم "تمت العملية بنجاح..ثم ياسيد آرثر انصحك بأن لاتحاول مقاومة عنادي لإنها ستكون صفقة خاسرة"
_
لا يعلم كيف لتلك الكلمات أن تخرج من فتاة ببراءة ملامحها ولطف محياها بخدودٍ كبيرة مختلطة بلون الزهر وغمازتان لطيفتان في وسطهما وعيونٍ كبيرة بإهدابِ كسواد الفحم طولهما يصل لحد حاجبيها! ثم شفاهها تلك بانتفاخها وموقعها وبعد أن ترسم تلك الابتسامة.. شيء لا يُصدق! كيف لمخلوق لطيف مثلها ان يتواجد بمكان مظلم كهذا؟ اجابها بعد ان عاد لوعيه وانتبه لنفسه وقطع فقرة التأمل التي أحرجتها:"إن أنتهيتِ أرجو أن تذهبي لترتاحي في غرفتكِ لأن الوقت تأخر!" هذا جعلها تطلق زفيرا متململاً على كلامه لأنه مجدداً لا يسمح لها بفتح نقاشات معه أو يسمح لها بالتعرف عليه عن كثب ويضع بينهما الجدران فنهضت من مكانها بصمت واومئت له برأسها وخرجت من غرفته وهي تلعن وتشتم بروده وجفائه!!!
_
~
_
بحلول صباح اليوم التالي وعند انقشاع ظلمة المكان ليتبدل مكانه إشراق الصبح وتصدح زقزقة الطيور فوق أغصان الشجر بجانب النافذة.. أستفقت من نومي في ساعةٍ أجهلها من هذا الصباح فعدلت نفسي وأنا ارفع يداي للاعلى حتى انفض جسدي من خمول النوم وإذ بحدقتاي تتمركزتان على الأريكة حيث ذلك الجسد الممدد هناك ، قلبت عيناي بملل وأنا أراه يضع قدماً فوق الأخرى بوضعيته تلك بقميصه الابيض الذي فتح أول ازراره وأكمامه التي رفعها لمستوى كوعه فكان يضع ساعده فوق عيناه كأنه يريحهما.. انا اعلم أنه لم ينم كالعادة! لأنه فاليريو مهووس الحماية والأمان بالتأكيد قضى ليلته يدرس خططاً لا تنتهي!!
_
أثناء تأملي له وصل لهاتفي رسالة فاخذته وفتحت الرسالة وإذ أنها رسالة قبول طلبي للعمل الذي أرسلته قبل أيام حينما كنت اشعر بالملل.. ضحكت بخفة وانا اتذكر كيف كنت ارسل لوظائف عمل في كل مرة اشعر بالملل فيها وفي اليوم الذي يأتيني بها الموافقة اتراجع عن الأمر ولكن.. لا بأس إن استغليت هذا الامر لصالحي هذه المرة!! ابتسمت بمكر بسبب الفكرة التي خطرت لي واستقمت من مكاني بمنامة نومي الوردية التي تتموضع عليها العديد من الرسوم ذات الشورت القصير والكنزة صاحبة الاكمام الرفيعة ، اجل ربما الموضوع سخيف كالفتيات الصغار ولكنني احب ذلك ولن أهتم لرأي أحد!
_
تقدمت منه لأجلس على ركبتيّ أحاول إيجاد طريقة لجعله يستيقظ ، هممت لهز يده فاستجاب لي يرفعها من فوق زرقاوتيه الذابلتان ينظر لي بخمول.. أو كالثمل لا اعلم ما هو بالتحديد فهرعت بقولي له: "استيقظ اريد ان اخبرك بشيء مهم" ، اردفت بهذا ورمقته بعيناي متصنعة اللطافة والبراءة بينما هو لم يزح ناظريه عني للحظة ثم ابتسم حينما لاحظ نظراتي له وتنهد بعمق ليجيبني بنبرة هادئة:"لا احتاج لأستيقظ كي اسمعك روسلي!!فحواسي دائماً مستعدة لصوتك!"
_
تباً! إنه يعرف التلاعب بقلوب الفتيات.. يعرف كيف يلعب بإعداداتي ويجعلني اخجل واتوتر فقمت بتغيير الموضوع فورا وانا أحاول ضبط ملامح وجهي كي لا يظهر خجلي:"أتيت لإخبارك بأنني سأذهب لمقابلة عمل.. فقط لإخبارك كي لا تُثار بغيابي كالمتوحش وتُهدم الدنيا فوق رؤوس رجالك" ، ختمت كلامي رفعت كلتا حاجباي بابتسامة عريضة وكأنني اتحداه باستفزاز لكنه لم يهتم بل زفر أنفاسه المحتقنة بصدره ليرد بنفس هدوئه الذي يغضبني في هذه المواقف:"وهل ستذهبين لوحدكِ عزيزتي؟"
_
"بالطبع" لصقته هذه الاجابة السريعة فور ان انهى سؤاله وانا اناظر عيناه بقوة بينما نظراته لم تكن تدل على شيء سوى على الهدوء ، واظن ان هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة!! من ثم أتاني صوته مجدداً يحاول إثارة غيظي بنبرته الرجولية الهادئة الغامضة التي لا يتخلى عنها في نقاشتنا مما يزيدني غضبا:"تقصدين بالطبع لا!"
_
"بالطبع سأذهب لوحدي فاليريو!" قلتها مجددا بتحد ٍ ونبرة امر لجعله يعدل جلسته تلقائيا ويقابلني بوجهه الأشقر وقد كان مثيرا للغاية بحالته هذه! شعره الاشقر المبعثر ، وعيونه الزرقاء الذابلة التي تنطق قوة ، عضلات صدره العليا التي تظهر من قميصه حيث ازراره المفتوحة ، عروق يده الظاهرة بقوة.. هذا الرجل سينفجر لكثرة الاثارة والفخامة التي تصرخ منه!! اخرجني من تفكيري المنحرف صوته الهادئ وهو يقول:"تعلمين أن حمايتكِ من أولى أولوياتي ورغم معرفتك برفضي ايضاً تأتين لي بالعناد باستمرار!! كيف سأرسلك وحدك؟ من كل عقلك يا روسلين؟ لن اسمح بخروجك من تحت سقف هذا القصر وحدك!"
_
طفح الكيل معه!!! رفعت سبابتي لاضعها على صدره العاري من القميص ثم ادفعه قليلاً إلى الوراء واطلق إجابتي بنبرة غاضبة للغاية:"وأنت تعلم بأنني أتيت لإخبارك ، لا لطلب الإذن منك! وإن كنتَ تواقاً لإملاء أوامرك على أحد أذهب واشتري لنفسك عبداً هل فهمت!!؟" انتهيت من قولي لاستقيم انوي الذهاب ولكن.. هناك شيء قد سحبني الى الوراء ، قوة خفية سحرية جعلتني أصطدم بجسد ضخم خلفي! تلك يده التي امتدت نحوي حينما كنت لا أزال متخشبة بمكاني حيث أبقى قبل أن أستطيع الوصول إلى الباب.. وإذ بذراعاه تحاوطان خصري بشكلٍ رقيق ، لا يدل على التملك بل يدل على مشاعرٍ متكلمة كأنه يقول لي 'حيث أنتِ انا' ، حاولت التملص منه بهدوء والابتعاد عنه ولكن أتاني صوته هامسا بجانب أذني وهو يثبتني بحضنه: "روسلي هل ما تسمعينه من خوفي عليكِ هو إملاء الأوامر فقط؟ أنت تعلمين أن الخطر لم يزل عنكِ بعد! وأنا لا يمكنني ان أثق بأي أحد وجعلك تخرجين لوحدك ، لذا كفي عن معاندتي"
_
زفرت انفاسي بقلة صبر لأرد بنفس هدوئه احاول محاذاته وعدم زيادة حدة الموقف:"الخطر خاصتك لا ينتهي فاليريو! على هذا الحال سأظّل حبيسة هذا القصر حتى يلتهمني الشيب وأنت تعرف جيدا انني اكره هذا بشدة ، وعذراً كبيراً انا لا استطيع الجلوس مكتوفة الايدي وأكثر شيء اعرفه هو صرف أموالك تلك! " ، سمعت رنة ضحكة خفيفة تغادر فاهه فاردف هو بنفس الوضعية التي لا زلنا عليها دون ان يسمح لي بالحراك:"بينما تملكيني أنا بكُلّي هل أستصعبتِ صرف اموالي؟ كل شيء رهن يديك عزيزتي!! ليس فقط املاكي انا ، بل كل ايطاليا رهن إشارة اصعبك فقط!"
_
"لتبقى لك! أريد العمل بنفسي وسأفعل ذلك فاليريو! انا فتاة ذات كبرياء لن اقضي حياتي اتبع مالك واملاكك!" اجبته بهذا وانا التمس يداه التي كانت تتجرأ لتتموضع فوق بطني وغرسن اظافري بقبضته الخشنة.. إنه حقاً نرجسي! كان يستمتع باستفزازي وجعلي أود تفتيت شعره الأشقر واحدة تلو الاخرى ، بينما اكون انا من يريد اغاظته واللعب به يصبح هو المتحكم والمسيطر وينقلب الامر عليّ فاغضب انا وانغاظ وليس هو!! عندما عمّ الصمت اكثر لم أحتمل وأضفت على كلامي لأغيظه اكثر:"نحن لسنا بعصر فيكتوري ولسنا بمملكة.. لا أنت ملك ولا انا جارية لديك! اذاً كف عن هذه التصرفات الحمقاء التي لا تثير بي شيئا سوى اشمئزازي"
_
أجل كذبت! هو يثيرني.. يثيرني بشدة!! صوته وانفاسه ونبرته ورائحته وكل شيء به يثيرني ولكنني لا اعترف بهذا بسهولة! شعرت حينها بانفاسه تعبث بشعري واكاد اقسم انه يبتسم الآن! لاشيء أقوله يؤثر في دمه الجليدي اللعين.. ثم بعد مدة أتاني صوته المليء بالحرارة عند اذني: "حتى وإن كنا كذلك فأنتِ لن تكوني سوى ملكة على قلبي يا شمسي! إياكِ أن اسمعك تقولي هراءً كهذا مجددا!" ، تبسمت بغيظ حيث كل دفاعٍ أوجهه له يأتيني بردٍ يصمتني ويجعل لساني ينعقد بينما تشتعل وجنتاي خجلا ، هذا اللعين يعرف كيف يلعب باوتاري الحساسة!! اردفت وانا أدير وجهي نصف إستدارة نحوه:"كلامك المعسول هذا ينطلي فقط على الحمقوات اللواتي تلعب بهن ولأنني لست منهن يا فاليريو لا أصدق حرفا من كلامك هذا! اذهب واكذب بهذا على غيري!! فلست انا من أُخدع بكلماتك هذه"
_
احتضنني أكثر إليه وضحك مجددا على ما قلته له فاقشعر بدني حينما طبع قبلة رقيقة على رقبتي واستقام بجسده بعد ان كان منحنيا قليلا لاصبح بمحاذاة كتفه وأنفه يلامس طرف جبهتي ثم قال بابتسامة وخفوت:"أعلم.. لذلك أصبحتِ مارتيني!" مجدداً! إجابة قصيرة كهذه فقط افقدتني رشدي ، وليس فقط رشدي بل اغاظني بشدة واستنزف اخر ذرة برود كنت املكها!!! اريد خنقه الآن وفوراً هذا الانسان حقاً لا ينفع معه شيء! لذا.. اريد تحرير نفسي وبالفعل أول شيء فعلته هو الحراك بعشوائية لأبتعد عنه وبكل مرة كان يثبتني على جسده أكثر وكأنه يلعب لعبتي التي أستفزه بها!
_
"لن ينقلب السحر على الساحر سيد مارتيني!" قلت له هذا ببرود مصطنع كي اكبت غضبي الشديد ومرة اخرى اطلق ضحكة خفيفة مستمتعة وهو يقول بمرح:"لماذا؟ ألا يعجبكِ فرق الحجم بيننا؟ برأيي سنحصل على لقب الأفضل عزيز.." توقف عن كلامه عندما ضربت معدته بساعدي لأجعله يتأوه باستمتاع وهو ما زال يضحك! فافلت نفسي من بين يداه والتفت اليه لتتقابل وجهينا لأبتسم بنصر وأنا أردف اكتف ساعديّ على بعضمها:"أرأيت انني استطيع حماية نفسي؟ حفنة رجالك المغفلون لا شيء أمامي"
_
حرك رأسه بالايجاب بابتسامة جانبية وهو يمسح على معدته حيث ضربته ثم مرر أصابعه بين خصلات شعره بطريقة مثيرة وقال لي بسخرية: "أجل أجل أدمعتِ عيناي يا زوجتي!" ، تركته يسخر بينما اتجهت لخزانة ملابسي اختار شيئاً أرتديه لانني لو بقيت امامه لثانية اخرى سأعضه وحتما سأكسر اسنانه واقطع لسانه الذي يسخر مني به! لعين احمق! سمعت صوت خطواته نحوي ويليها صوته يقول لي بذاك الهدوء الذي لا ينفضه عنه:"لا زلتِ مُصرّة على الذهاب كما فهمت!؟"
_
"إنك ذكي جداً يا... زوجي العزيز" اجبته وأنا أعبث بثيابي أرى أيهما الأنسب لمقابلة عمل وقد ركزت على كلمتيّ الأخيرتين لأسترد كرامتي التي ضاعت بين يديه منذ قليل فسمعت خطواته متجددا يتمشى ناحيتي وهو يردف ببحته الرجولية العميقة:"كلمة زوجي تلك.. يبدو ان جميع تحذيراتي لك بالامس قد نسيتها!! كيف لهذه الكلمة ان تخرج بشكلٍ مثير من لسان متوحشة مثلك؟!"
_
أنا اعلم أنه يقول هذا ليستفزني بكلامه ، يريد ان يفقدني أعصابي كالعادة.. لذا تماشيت معه بلعبته فابتسمت بتملق واردفت:" وما الشر الذي رأيته مني؟" ، اقترب هو من خزانتي ليخرج فستاناً اسوداً يصل طويلا وعليه بعض النقوش ومغلق من الامام والخلف يا له من مهووس تافه! اختار فستانا طويلا ومغلقا عن عمد!!! اردف بابتسامة تكاد تظهر وهو يدعّي التركيز بينما يتأمل الفستان:"أكبر شر فعلتهِ هو إيقاع أكبر شيطان مثلي في شباككِ روسلين مارتيني.. ماذا تريدين أكثر من هذا؟"
_
كانت نظراتي كالرصاص الذي يحول المرء ثقوباً! انظر إليه كيف يحاول بشتى الطرق إيقاعي له.. حسنا لربما اكون قد تأثرت بهذا ولكنني لن اعترف اطلاقا لا له ولا لنفسي!! وضعت اصبعاي على عنقي امثّل له شيئاً بينما الوعيد بعيناي يبشره بقدوم أجله عندما تحركت زرقاوتيه يحطهما عليّ فنطقت بصوتٍ يشابه هدوء المكان: "أنت فقط انتظر لترى هذهِ الشريرة كيف ستقوم بنحر عنقك!" ، شعرت بأن جملتي جعلتني اشعر بالرضا من نفسي وبأنني أضع لغزله المستمر هذا حدوداً.. فأراه لم يتأثر بل أضاف على قولي وهو يضحك بشدة وكانت اول مرة اراه بها يضحك بهذه القوة:"ومن قال لكِ عكس ذلك؟! فإن كنت سأموت فلن يحدث ذلك سوى على يدا تلك الشريرة!! نحركِ لعنقي ربما سيكون اكثر شيء أتمنى نيله عزيزتي! حيث لن تكون مرتكِ الأولى بقتلي ، فقد فعلتِها تكراراً وأولهما تحديق سهوم عينيكِ البندقية هذه على خاصتي!"
_
اللعنة لقد نال مني مجددا! شعرت بالحرارة تخرج من وجنتاي ودقات قلبي تتسارع لاجذب منه الفستان بسرعة واهرع الى الحمام مُنهيةً هذا الحديث فقد أدركت اخيرا _ولكن متأخرا_ أنه اذا استمريت معه به ستكون النهاية سيئة بالنسبة اليّ!!! اقفلت باب الحمام واتكئت عليه بقوة وانا اضع يدي على صدري ثم نظرت للفستان واطلقت ضحكة خافتة بسبب غيرته غريبة الأطوار ثم رميته جانبا وباشرت بخلعي ثيابي لاغير ثيابي وانا اتخيل منظره الان في الخارج ينظر لباب الحمام من خلفي ويبتسم!!
_
~
_
خرجت من الحمام وانا ارتدي روب الاستحمام والف منشفة حول شعري بعد ان قضيت ما يقارب الساعتين استمتع بكل ما هو موجود داخل هذا الحمام كعادتي فوجدت لورا تجلس على سريري وبجانبها صندوق أحمر مغلق لاعقد حاجباي بعدم فهم واستغراب ثم اقتربت نحوها بخطوات هادئة وساكنة واردفت:"ما هذا لورا؟ ماذا يحدث؟" ، لم اتلقى جوابا منها واكتفت بأن تبتسم بوجهي كالحمقاء وقد اعتلت علامات المكر وجهها لاتنهد بعمق ثم اقتربت من الصندوق وابعدت غطائه عنه فوقعت عيناي على قطع ثياب وكانت عبارة عن تنورة جلدية وكنزة نصف بطن وباكمام رفيعة ومعطف طويل جلدي كالشورت ومعهم حذاء ذو كعب عال وقدمه طويلة تصل تقريبا للركبة وجميعهم باللون الاسود فعقدت حاجباي باستغراب اكثر ولم افهم اي شيء مما يحدث ، وفجأة صاحت لورا بحماس وهي تلتقط ورقة صغيرة كانت مرمية بجانب الثياب وتقرأ المدون عليها:"ألم تكوني تريدين ان تعملي يا عزيزتي؟ ارتدي هذه وانتظريني.. متأكد ستكون لائقة على جسدك للغاية!"
_
فاليريو!!! ماذا تنوي ان تفعل الآن يا ترى؟ هل ستقتل احدا اخر امامي؟ ابتعدت للخلف خطوتين وانا احدق للصندوق بفراغ تام وأشعر بنبضات قلبي تتسارع رويدا رويدا دون ان ادري لماذا ، فرأيت لورا تخرج الثياب قطعة قطعة وتتأملهم ثم تضعهم على السرير بعد ان استقامت لتقول بحماس وتأثر وهي تتأبط بذراعي وتنظر للثياب:"يااا روسليييي!!! إنها جميلة للغاية! يبدو ان صهري المافيا ذو ذوقٍ رفيع في اختيار الملابس! هيا هيا ارتديها لاراها كيف تبدو عليك"
_
"لعين! اقسم انني حينما أراه سأفقع عيناه الزرقاء تلك!! ماذا يريد ان يفعل هذا؟ ألا يكفي ما جعلني أراه قبل ايام!!؟ انا لن ارتدي هذه الثياب اللعينة وما شابه!" ، قلت هذا بغضب عارم وانا افرغ كل غضبي وتوتري بتمزيق تلك الورقة الصغيرة ثم رميت فتاتها على الارض ودهستها بقدمي وكأنني كنت اتخيلها فاليريو.. لا اعرف ما سبب هذا الانفعال المفاجئ ولكن سرى الادرينالين بجسدي كاملا بعد ان خطرت ببالي افكار سيئة إثر هذه الثياب!!، اقتربت مني لورا وامسكت يداي بلطافة تمسح عليها لتخفف عني غضبي فهي دائما ما كانت تفعل هذا وتمتص غضبي بأكمله وكأنه لديها طاقة سحرية لفعل هذا!
_
"عزيزتي ما الضر ان ارتديتها وذهبت معه؟ حسب ما فهمت من كلامك ومن افعاله أنه حقا يحبك ولا يكن لك اي شر او اذية.. بل حتى يحرق العالم مقابل ان لا تتأذى شعرة منك!! وإن كنتِ ما زلتِ عالقة بما حدث قبل أيام فاخرجي منه! انظري هي لم يقتله أمامك ولم يلمسه حتى خرجت.. وبنظري هو فعل هذا فقط كي يجعلك تصدقينه انه حبسك لأجل حمايتك!! اسمعي ، ارتدي هذه الملابس واخرجي معه.. أعرف اساسا انك قدمت لطلب العمل بسبب شعورك بالملل ولن تذهبي كعادتك ولكن هذه المرة استغليها لتقتربي منه ، لربما حقا هو يفعل هذا لأجل هدف ما! اذهبي لن تخسري شيئا"
_
اذهبي لن تخسري شيئا! الجملة السحرية التي ترفع طاقة الحماس وروح المغامرة بداخلي.. ولكن النهاية دائما ما تكون مخيبة للآمال! هذه الجملة اوقعتني في الكثير من المصائب وينتهي المطاف بي استمع انا ولورا لمحاضرة من أبي عن الطيش والتهور الذي نعيشه.. ضحكت بخفة وانا اهز رأسي انفض عني هذه الذكريات الجميلة بالنسبة إليّ وقد اقتنعت بكلام لورا او لاقل تحمست بفضله وايضا... ربما لورا تكون محقة في كلامها ، لربما هذه المرة ستكون مختلفة! دام صمتي لدقائق فابتسمت لورا حينما ادركت أنني قد وافقت لتضحك بقهقهة وحماس ثم وضعت الثياب بيدي ودفعتني نحو الحمام بسرعة كي ارتدي
_
~
_
في مكان بعيد عن هذه أجواء بطلتنا وصديقتها اللطيفة وتحديدا في مقهى ليلي حيث كانت الاغاني الصاخبة تصم الآذان واجساد الفتيات والشباب السُكارى تتمايل على ألحان هذه الموسيقى في جوٍ مفحم بالاختلاط وقلة الحياء، كان ذاك الأشقر صاحب المقهى يجلس على إحدى مقاعد البار ويحتسي كوب نبيذ بهدوء وهو يراقب بزرقاوتيه هذه الأجواء وأثناء ذلك اقترب منه احد الرجال وهمس باذنه:"سيد ادريان الغرف في الطابق العلوي قد امتلئت هل نفتح تلك التي تحت الارض؟"
_
نفى ادريان برأسه واحتسى من كوبه مجددا ثم اخرج تبغا من جيبه واشعلها لينفث اولى أنفاسها ثم يجيبه:"كلا لا تفتحوها ، لن يطول عمل الرجال في كل الغرف.. لا تقلقوا ما هي إلا دقائق وسيخرج احدهم" ، اومئ الحارس برأسه بطاعة وخرج من المكان ليقوم ادريان بإطفاء سيجارته وتجرع كأسه كاملا ثم وضع يداه امامه على الطاولة ووضع رأسه عليها مغمضا عينيه يحاول نفض هذه الموسيقى من عقله لعله ينعم بلحظات قليلة من الراحة ولكنه يعرف ان هذا مستحيل ليشتم بغضب ثم رفع رأسه طالبا كأس اخر من مشروبه من النادل الذي اطاع امره فورا ووضع امامه كوب اخر ليسمع صوتا رجوليا فخما و مألوفا قادما من جانبه:"وكأس لي ايضا من فضلك!"
_
ضحك بسخرية والتفت الى ابن عمه القابع بجانبه والذي كان يحمل سيجارة بين اصابعه ليبادله الآخر نظرات حادة اوقفته عن الضحك فتجرع من كأسه واردف بعدها:"فاليريو مارتيني في الحانة بعد ان تزوج!! يا إلهي! هل قامت روسلين بخلعك حتى انتهى المطاف بك هنا يا ابن عمي؟"
_
"بحقك ادريان!! أتيت لحانتي كي ارى كيف يسير العمل.. ما علاقة روسلين بهذا؟" ، اجابه فاليريو بهذا ونفث دخان سيجارته ثم احتسى من مشروبه ليقهقه ادريان بمرح وسخرية ثم يسحب السيجارة من بين اصابع ابن عمه ليسحب منها عدة انفاس متتالية ويخرج دخانها من فمه وانفه وهو يقول بينما ينظر للسيجارة بين يديه:" ظننتك أقلعت عن التدخين يا صاح! منذ أن تزوجت وأنت لا تدخن ، هذه اول مرة ارى بيدك تبغا بعد مدة طويلة"
_
سحب فاليريو السيجارة من يد ابن عمه وهو يرمقه بحدة ثم اطفئها في المنفضة التي أمامه بينما كان ادريان قد طلب قارورة من النادل وملئ كوبيهما مجددا ليقول فاليريو وهو يخرج سيجارة اخرى:"بدأت اشك بميولك يا رجل!! هل تغار من روسلين؟ منذ ان تزوجت وأنت أصبحت غريب الأطوار أكان لديك مشاعر تجاهي؟!! بالاضافة لهذا انا لم اقلع عن التدخين ، إنني فقط لا اتعاطاه أمام روسلين لأنها تنزعج من رائحة التبغ ومشتقاته" ، همهم ادريان بصمت وهدوء وهو يحرك الكأس بين يديه دون أن ينظر لفاليريو الذي استرسل كلامه قائلا بهدوئه المعتاد:"إنك لم تأتِ للقصر منذ أيام! هل لي ان أعرف سبب هذا؟"
_
"كلا.." ، أجابه بهذه الكلمة الوحيدة والتي تحمل بها كما لا يُستهان به من البرود والضيق الذي يعتمر بصدر ادريان ويخفيه ولكن ليس على فاليريو.. ليس على أخيه وصديق عمره الذي يفهمه من إشارة واحدة او من نظرة واحدة او من كلمة واحدة حتى!! نهض من مكانه وجلس بقربه على الكرسي الذي كان يفصل بينهما ثم امسكه من كتفه واداره إليه لتلتقي عيناه الزرقاء بعينا الاخر التي تشبهه فابتسم فاليريو بكل هدوء وقال:"أخي أنا لا أسألك! انا آمرك ان تخبرني.. أنت مجبر ان تخبرني!"
_
تنهد ادريان بملل واخذ كأسه ليتجرعه دفعة واحدة ثم يعتصره بقبضته بقوة امام انظار فاليريو ولكنه ارخى يده قبل ان ينكسر الكأس بيده ليردف بهدوء على عكس عادته المرحة:"وتسأل وكأنك لا تعرف لماذا!! لقد بقيت بذاك المنزل عدة ليالٍ لاجلك فقط ، ولكنني لا اتحمل أكثر يا ابن عمي أنا آسف.. سأبقى هنا في مكان عملي بعد الآن وارجوك لا تحاول مجددا ان تحضر رجالك ليأخذوني كما فعلت أمس لانني لا أريد!! أتمنى أن تتفهم هذا"
_
تنهد فاليريو بعمق لعناد ابن عمه فهو فعلا سبق وارسل رجاله عدة مرات ليحضروه ولكنهم اما يعودون خاليين الوفاض او يعودون مدممين ، وصلت رسالة لهاتفه فاطفئ سيجارته واخذه من جيبه ليبتسم حينما قرأها ثم ربت على كتف ادريان وهو ينهض قائلا بابتسامة تكاد تظهر على زاوية فمه:"حسنا سأتركك الآن ولكن موضوعنا لم ينتهِ هنا ، طرأ لي عمل عاجل سأذهب لإكماله ثم سنجلس لاحقا في مكان اهدء لنتكلم.. انتبه لنفسك جيدا" ، ختم كلامه ليقف ادريان ويتعانقان بقوة كالاخوة وهما يربتان على ظهور بعضهما وكل منهما يشعر ببعض الراحة تتخلل عروقه بعد هذا العناق الدافئ ثم ودعه فاليريو مجددا وخرج من هناك ليجلس ادريان مكانه وابتسامة لطيفة قد اشرقت على محاياه فهو قد تأكد ان ابن عمه لا يتخلى عنه!!
_
~
_
كُنت انظر لنفسي بالمرآة وانا مرتدية تلك الثياب السوداء وقد رفعت شعري على شكل ذيل حصان مشدود بقوة للخلف بينما لورا كانت تقف بجانبي ولا تكف عن مدح جمالي واناقتي بهذه الثياب التي ناسبتني تماما وتكرر عدة مرات أنني اصبحت اشبه تلك الفتيات اللواتي يلعبن دور البطولة في افلام المافيا الاجنبية.. ولكننا لسنا بفيلم يا لورا! حياتي عبارة عن عصابات وقتلات ودماء وخطف وضرب وووو... يبدو ان فاليريو يود إدخالي بهذا العالم!
_
على ذكر فاليريو.. أثناء ما كنت اتحدث مع لورا وانظر لنفسي لمحته خلفي يدخل من الباب وبيده صندوق متوسط الحجم لتحمحم لورا حينما رأته وتستأذن ثم تخرج بسرعة تاركةً اياي معه لوحدنا كما فعلت في الامس.. سأقضي عليها مطلقا! دائما تفعل هذا بي!! وضع فاليريو الصندوق على السرير بعد ان اخذ منه شيئا لم أرى ما هو ثم اقترب مني ليستقر بوقفته خلفي تماما وصدره قد التصق بظهري ثم لامس ذراعي العاري بأنامله الباردة إذ أنني كنت لم ارتدي المعطف بعد لاغمض عيناي حينما سرت القشعريرية بجسدي ككل مرة يلمسني بها لاسمعه يهمس بأذني:"لقد فاق توقعاتي! لاقت هذه الثياب بك أكثر مما كنت اريد.. كيف لثياب بسيطة كهذه حتى ان تكون جميلة على جسدك بهذا الشكل!!؟"
_
لم اكن اعرف إن كان يسألني أم إن كان يتغزل بي ويمدحني ، في كلا الحالتين لم اكن لارد.. لم اعرف بماذا سأرد! انعقد لساني وانصب كل تركيز عقلي وذهني على لمسات يده الباردة لذراعي وفجأة فتحت عيناي على وسعي حينما مد يده نحو فخذي اسفل التنورة وشعرت بشيء بارد كالجليد يلتف حوله فاخفضت نظري فورا لاجده يضع لي قطعة قماشية تحتوي على خنجر معلق بها وضيقها على فخذي بشدة حتى تثبت مكانها فانتفضت بين يداه بقوة واستدرت اليه وانا اصيح:"ماذا تفعل يا هذا؟"
_
"اجهزك للمكان الذي سنذهب اليه!" ،بعد قوله هذا ابتسم تلك الابتسامة الشيطانية المخيفة وهو يقترب من مجددا ووضع يدا على خصري واخرى على فخذي وسحبني اليه وقبل ان انطق بأي اعتراض كان قد احكم بشفتيه على خاصتي يمتصها بقوة ويمتص معها كل غضبي وانفعالي! تارة يتنقل بين شفتاي وتارة يعتصر خصري وكأنه يريد ان يذكرني بكل لمسة أنه يستطيع ان يسيطر عليّ حتى ولو رفضت ، وهذا ما كان يجعلني اكره نفسي واكره المواقف التي تجعلني اشعر بهذا الخُزيّ امامه فحاولت التملص منه ولكن بدون جدوى.. اذ انه لم يتركني حينما شعر بحاجتي للتنفس ففصل القبلة والقى بجبينه على جبيني وانا التقط انفاسي بصعوبة والهث بينما هو قد نبس اخيرا بنبرته الهادئة المثيرة التي تقتل كل ذرة مقاومة قد بقيت بداخلي ضده:"كيف تفعلين هذا؟ بينما انا رجل عصابات خطير لم استسلم يوما أمام احد فمالي أمام عينيك الجميلة مُستسلم!؟ أعود منتصرا.. دائما أعود منتصرا من كل معاركي ولكنني أمام ملامحك البريئة هذه أُهزم شر هزيمة!!"
_
وجنتاي تحترق!! أستطيع ان ابصم لكم بالعشرة انني الآن تحولت لحبة طماطم حمراء.. غزله هذا! كلماته هذه افقدتني رشدي، ليس فقط رشدي بل عقلى وصوابي وقلبي وحتى هزمت كل حصوني وهدمت كل جدراني التي وضعتها بوجهه ، قبضتاه مرتخية عليّ ولكنني لا ابعده عني.. ماذا يحدث لي؟ كيف اتخلى عن نفسي كل مرة أكون بها بهذا القرب معه؟ زوجي العزيز يعرف جيدا كيف يلعب على وتري الحساس!!
_
فتحت عيناي حينما شعرت بأنفاسه تبتعد عني وإذ أنه هو ايضا قد ابتعد عني واتجه نحو معطفي المرمي على الأريكة ليحمله بين يديه ويضعه على كتفاي ثم يطبع قبلة على رقبتي فنظرت اليه بعد ان ابتعد لاراه يرتدي نظاراته الشمسية فابتسمت ثم استغليت انشغاله بترتيبه لشعره وثيابه على المرآة واتجهت نحو خزانتي ثم اخرجت منها نظاراتي الشمسية وارتديتها ايضا لالتفت اليها بعدها وقد اعتراني حماس شديد لا اعرف سببه وقلت له:"انا جاهزة يا سيد العصابات!!"
_
قهقه فاليريو بشدة وهو يومئ لي برأسه ثم مد يده لي لاشبك اصابعي بأصابعه واخرج برفقته من الغرفة ثم من القصر بأكمله ، وحينما وطئت اقدامنا خارج القصر رأيت نظرات الدهشة من رجاله فابتسمت بغرور وانا أستطيع ان اتخيل كيف نبدو معا كثنائي مافيا.. كبت ضحكتي حينما خطرت لبالي فكرة ثنائي المافيا كي لا تقع هيبتي التي فُرضت بين رجاله الذين سارعوا لاخفاض انظارهم فور ان رمقهم فاليريو بحدة من خلف نظاراته ، لم تظهر عيونه ولكن بالتأكيد هم استطاعوا رؤية نظراته الحادة كما استطعت انا!!
_
اتجهنا نحو سيارة الليموزين السوداء الفخمة وافلت يده لاتجه نحو باب وهو نحو الاخر في حين ان رجلان قد هرعا ليفتحا لنا الابواب كي نركب ثم أغلقا الباب خلفينا لتتسع ابتسامتي ويزداد شعور الغرور وجنون العظمة بداخلي بينما فاليريو كان محافظا على بروده وهدوئه وجفائه الذي يتميز به ثم اشار برأسه للسائق كي ينطلق.. خرجنا من حدود القصر تسير امامنا سيارة رباعية الدفع للحراسة وقد شعرت بالفخامة التي أنعم بها بصفتي زوجة زعيم عشائر المافيا الايطالية!!
_
أثناء سيرنا تجاه المكان الذي اجهله كنت جالسة انظر من الزجاج الاسود للنافذة نحو طرقات إيطاليا وشوارعها ، انها جميلة للغاية! يبدو أنني بدأت احبك يا إيطاليا.. رغم انني لا أريد هذا ولكن يبدو أنني فعلا بدأت احبك!! ضحكت بخفوت وأنا اتذكر كيف كنت اكره إيطاليا في بداياتي هنا وفجأة حل الظلام واختفى كل شيء كنت انظر إليه اذ ان السائق قد انعطف نحو نفق مرور مظلم وقبل ان اسأل فاليريو اي شيء اخترق مسامعي صوت اطلاق رصاص قوي متتالي...
_
القفلة🔥🤍
آيم سوووري على التأخير مرة تانية بس شو نعمل الجامعة اخذة وقتي🥲 حاولت اعوضكم ببارت طويل أتمنى يعجبكم🫶🏻 وكمان بتمنى من يلي يقرأ البارت يكتب رأيه بالتعليقات ولا تنسوا النجمة🦋⭐️
استقبل أيا نقد ، ايا مدح ، ايا ذم ، أيا استفسار ، أيا رأي بس بحدود الاحترام ولا تنسوا الڤوت والتعليق واللايك❤️

Mafia Game __ لعبة المافياWhere stories live. Discover now