الفصل الثامن :لقاء بعد فراق

32 2 2
                                    

بعد سنوات طويلة. كانت القاعة مليئة بالضوضاء والضجيج، ولكن في عقل أرسلان، كانت الصورة واضحة . لقد أخذ قرارًا، بمواجهة حقيقة رحيل ماريا والبحث عن طريقة للتعامل معها.
فلاش باك "مع مرور السنوات بعد رحيل ماريا عن قصر بيكر، تحولت حياة أرسلان إلى كابوس مستمر. لم يتمالك نفسه بعد الآن، بل غمرته مشاعر الحزن والغضب والشوق إلى فتاة لا تزال تسكن في ذاكرته بكل تفاصيلها.

أصبحت غرفته مملوءة بصور ماريا، تتربص بكل زاوية وزاوية، تذكره بكل لحظة قضاها بجانبها. ومع كل صورة، تنمو حدة الهوس والجنون داخله، حتى أصبحت تصرفاته غير متوازنة وغير متنبأة."
وفي لحظة من الصمت والسكون، التقى بماريا بشكل غير متوقع في حفل العمل الذي نظمه رئيس شركة الهندسة المعمارية ديفيد ويلسون في بريطانيا. وكما كانت تقف ماريا أمامه مصدومة من لقائه لاكن ارسلان لم تبدو عليه الصدمة و كأنه كان يعلم بقدومها، شعر أرسلان بعاصفة من المشاعر تجتاح قلبه.
بينما كان ينظر إليها بعيون مليئة بالشوق والحنين، لم يستطع أرسلان إلا أن يجمع شجاعته ويعبر عن مشاعره بصدق وصراحة. وبصوت هادئ وثابت، قال: "ماريا، أنا أحبك و أريدكي فقط أن تعلمي أنني لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونك."

بعد أن سمعت كلماته، شعرت ماريا بمزيج من المشاعر، بينما تواجه ماريا أرسلان، تعم الصمت الحرج الفاحش الغرفة المكتظة بالناس. تراجعت العديد من الأفكار في عقلها ولكنها قررت أن يكون لها الكلمة الأخيرة.

ببساطة وصراحة، قالت ماريا: "أرسلان، أعتقد أننا يمكن أن نصبح أصدقاء. لقد مرت فترة طويلة منذ أن كنا معًا، وأريد أن أبدأ من جديد، ولكن كأصدقاء هذه المرة وليس كخادمة في قصرك."

بصوت متزن ومتحكم، أجاب أرسلان: "نعم، أنا أيضًا أعتقد أنه من الأفضل بالنسبة لنا أن نبدأ كأصدقاء. وسأعمل بجد لكسب ثقتك مرة أخرى، ماريا. وربما في يوم من الأيام، ستشعرين بالراحة في التعبير عن مشاعرك، مهما كانت."

ومع هذا الوعد بالصداقة والتفهم، قد تجاوزا الصراعات والمحطات الصعبة التي مرتا بها، وبدأا في بناء علاقة جديدة تستند على الثقة والاحترام المتبادل. ومع مرور الزمن، ربما تنمو مشاعرهما مجددًا، وتتحول إلى حب يزهر بينهما، مما يجعلهم يستعيدون السعادة والتوازن في حياتهم.

اسيرة عشق ارسلانWhere stories live. Discover now