١٩| الجنة المعابة بين شفتيه

3.2K 259 446
                                    

Ghali - Cara Italia

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

Ghali - Cara Italia

-كنتُ أعدُّ الليالي أثناء إبتعادِك!
-لم أكُن أبتعِد، بل كنتُ أحترق!

-

قليلاً من اللحظات التي لا نهتمُ لها بالحياة حين حدوثها، تغدو ذكرياتنا الأحلى، و كأننا لم نقدِّر قيمتها في أوانها فصارت تعذبنا كل ما مرت على الذهن غفلةً و عجزنا عن عيش مثيلاتها..

هي أيضاً تشعُر بغصةٍ عظيمة لهذا السبب تحديداً، و ما زاد الطين بلة إصابةُ والدها و زوجته بالعدوى، فهي رغمَ مكالمتهما عبر خاصية مكالمات الفيديو و الإطمئنان عليهما قبل يومين تشعرُ بالقلق الشديد حول حالهما، لكن السبب الرئيسي لتِلكَ الغصة، أنها و حتى هذه اللحظة لم تستطع مكالمتهُ.. بل لم يتسنى لها فرصة المكوث حوله لنصف ساعةٍ حتى..

مذ أنها لم ترى لهُ وجهاً منذ أخبرها بعدوى والدها، و الغريب أن لا أحد يعلمُ عن مكانه شيء...

هو شخصٌ يُثيرُ فضولها، قلقها، حيرتها، و مشاعِرها، حتى لو لم تبدو معترفةً او متفطنة لذلك، و لأنها فتاةٌ واقعية و منطقية تميلُ لتحريف مشاعرها على أنها مجردُ تقلباتٍ هيرمونية،  دوماً تغضُ من صوتِ قلبها عندما ينبش بقوة لحظرته او لوجوده...

و لكن إلى متى ستخفي الأمر عن نفسها و تطمسه من منبته؟!

كانت على الكرسي التابع لطاولة الزينة الخاص بها، تضعُ مستحضراتها الإعتنائية، و تناظرُ إنعكاسها بسهوٍ وسط تفكيرٍ عميقٍ به دوناً عن غيره، كيف أنها إشتاقت لرؤيته في ذلك الركن من الغرفة يجلسُ على الكنبة و يقرأُ كتبه بتأني ريثما يسترق النظر لها بين الفينة و الأخرى، بل هي شردت في المرآة تتخيلُه جالسٌ ها هناك يناظرُها يعيونِه العقابية،

و حتى لا تستغرق بهذه الأفكار حملت هاتفها بعدما أتمت دلك الكريم على وجهها و غادرت الغرفةِ نزولاً، فعلى الأرجح أن الكُلّ مجتمعٌ بالأسفل فيمن عداها.

كانت الإنارة وسط الممرِّ الطويلِ الفاصل بين الشق الايمن و الايسر للقصرِ قوية، و اللون الأبيض للدهان يزيدُ من سطوع الإنارة المزركشة و من المحالات أن تتكهن بأن الليل يفترش السماء و نجماتها يرقصن بتعري في برودَتِها.

شتاء | دماء على الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن