الفصل الثامن.

5.3K 351 24
                                    


☆لوكا☆

قبل ساعة.

"ما الذي تقصده بأنك لن تستطيع ذلك؟" نبست بصوت بارد، حاد كحد السيف، بينما قبضتي انضغطت مع صوت طقطقة العظام.

خطأ واحد.

كلمة واحدة غير مناسبة، وسيودع أحد أسنانه.

"زعيم... أنت تعرف أنها ابنة كلارك إيفاندر، صحيح؟" ابتلع ريقه بتوتر واضح. "صحيح أنه أقل رتبة منك هو وابنته، ولكن..."

لطالما استفزني اسم كلارك إيفاندر طوال حياتي.

كلارك إيفاندر وابنته... الفتاة تحمل اسماً لامعاً، ومع ذلك، تُختزل دائماً في ظل والدها. أعلم تماماً أن هذا يزعج نجمتي الصغيرة، ويحق لها ذلك. فهي ليست مجرد اسم، بل شعلة من غضب وطموح لا ينطفئ، تسعى دائماً لإرضاء والدها المدلل ومحاولة التفوق عليه.

اللعنة.

"أعتقلني أنت وأحد رجالك، جرّب فقط وضع يدك بهذه القضية، وسأقطعها فور خروجي!" نبرتي باردة، لكن عينيّ ضاقتا عليه بحدة. ارتعش تحت وطأة كلماتي كما توقعت. هذا هو التأثير الذي أريد.

"ز..زعيم..." جلس معتدلاً فجأة، محاولاً استعادة رباطة جأشه، لكنني كنت قد أملكته بالكامل. الكلمات ضاعت منه، ومعها كل محاولاته لإقناعي.

وبالطبع، أنا شخص وفيّ. أقول شيئاً وأطبقه في الحال.

أسندت ذراعي على ظهر الأريكة، نظرت سريعًا إلى الباب، وكان ذلك كافياً لجعله يقف على قدميه متلهفاً للخروج. "دعنا نلتقي لاحقاً في الكازينو."

"حاضر، زعيم." أحنى ظهره قليلاً وغادر بسرعة، وكأن وجودي بات عبئاً لا يطاق. رأيته يسرع بخطواته نحو سيارته، مذعوراً.

ضحكت بسخرية.

أحمق جبان.

حتى قبل أن أصبح زعيم عصابة فاسد، كنت أعلم كل أسرار هذا الرجل. والآن، أنا أعلى مرتبة منه، بسلطتي وأموالي التي لم أكن لأمتلكها لولا اختياري هذا الطريق. أصبحت أستخدمه كدمية في يدي، لا يتحرك إلا عندما أحرك أصبعي.

لكن نجمتي الصغيرة... آه، نجمتي... عشقٌ لا ينطفئ.

هي لا تدرك أنها الحبكة. أنني أصبحت هكذا لأجعلها تملك ما تريده. لكنها، عكس ما وعدتني قبل ثماني سنوات، لا تطيقني الآن. تظن أنني قتلت ابنة موكلتها، أو ربما لأنني تركتها؟

الفكرة الأخيرة تشعل في داخلي غضباً. لم أكن سأتركها بإرادتي... لولا تدخل-

"أرى أنك تفكر بها مجدداً؟" صوت جوزيف قطع أفكاري، وهو يجلس بجانبي.

"أليس هذا واضحاً جداً؟" قلت بابتسامة لم تصل إلى عيني. جوزيف، ابن عمي الوحيد المتبقي من عائلتنا المنهارة، جلس بجانبي. لن أدعي أنه شخص أثق به، لكنه يحتفظ بسر نجمتي الصغيرة، وهذا يكفي حالياً.

Maybe in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن