•• نـِسْيٓاٖنْ ••

16.6K 1K 42
                                    

#مريم

أيقظني من غفوتي صوت هاتفي الذي إستمر بالرنين بإزعاج لأجدها مرام .
أخبرتني أن أمي قد إستيقظت و أنها بخير ، أخبرها الطبيب أنها تعاني من إرهاق شديد بسبب تعبها و قلة نومها. هي تحتاج للراحة لا أكثر.
حمدت الله كثيرا لكن الغريب في الأمر أنها أخبرتني أيضا أن أمي تم نقلها من المستشفى العمومي إلى أفضل المستشفيات الخاصة بالبلد و أنهم لم يدفعوا مليما واحدا لقاء بقائها في المستشفى و قد أخبروهم أن فاعل خير تكفل بها دون أن يذكروا إسمه.
فاعل خير ؟ لكن لما إختار أمي بالذات مع أن حالتها ليست خطيرة ؟ كان عليه إختيار حالة أخرى لإنقاذها !
تبادرت تلك الأسئلة إلى ذهني لكنني لم أهتم كثيرا ، المهم أن أمي أصبحت بخير .

تفطنت إلى أنني غفوت في حوض الإستحمام و لازلت به عندما لفحت برودة الماء جسدي فأسرعت بالخروج منه لأستلقي على سريري و أواصل نومي هناك.

صباح الغد ، توجهت إلى مكتب هاري لأعلمه أن أمي أصبحت بخير وأن فكرة سفري قد ألغيت.

" صباح الخير هاري " قلت بإبتسامة كبيرة بعد أن فتحت الباب و دخلت

" صباح الخير " أجاب بنفس الإبتسامة

لكن ألا يجب أن يستغرب إبتسامتي ؟ ألا يجب أن يسألني عن سبب فرحتي رغم مرض أمي و بكائي أمامه البارحة ؟

" لقد ألغيت فكرة سفري . أمي أصبحت بخير لا داعي لإخبار المدير " قلت بعد أن جلست على الكرسي أمامه

" اممم حسنا هذا جيد . سأعلمه بذلك " أجاب بإقتضاب.

أليس من المفترض أن يسألني عن حالتها و نوعية مرضها ؟
أعني هذه الأسئلة البديهية التي تتبادر إلى ذهن أي شخص عادي في موقف كهذا . لكنه لم يفعل . مما جعلني أودعه و أخرج.
لم تكن لي حصص صباحية هذا اليوم لذا فضلت الذهاب إلى المكتبة حيث أخذت أول كتاب عربي وقع عليه بصري دون أن أقرأ عنوانه حتى و جلست في ركن منعزل نوعا ما.
أحب قراءة الكتب العربية هنا لأسباب مختلفة أهمها أنني لا أريدهم أن يفقهوا ما الذي أقرأه و أيضا لأنني أرغب و بشدة في التمتع برؤية الحروف العربية كلما سنحت لي الفرصة لأنها تظل غائبة عن بصري لأشهر أحيانا.
كان الكتاب بعنوان " نسيان.com " لـ " أحلام المستغانمي " .
يبدو أن الحظ بدأ يبتسم لي . لأنني فعلا قررت أنني سأبدأ محاولاتي الجادة للنسيان.

بدأت أطلع الكتاب لتوقفني عبارة

" إنه نداء نرفعه إلى العلماء نناشدهم إيجاد علاج للحد من تفشي داء الوفاء إلى الماضي لدى إناث الجنس البشري ، ذلك أن الوفاء مرض عضال لم يعد يصيب على أيامنا إلا الكلاب .. و الغبيات من النساء "

هل سأكون إحدى أولئك الغبيات ؟ طبعا لا .
أنا أدرى شخص بعوارض ذاك المرض فقد سبق و أصبت به.
لقد كنت وفية لسامي رغم أنني لم أكن أحبه و ما تلقيت منه سوى الخيانة.
كذلك زين ، رغم أنه لم تربطني به علاقة جدية إلا أنني أحببته بصدق .
ربما لم يحصل شيء بينه و بين مولي كما ذكرت هي لكن لا تزال توجد تلك الفتاة المجهولة التي ينتحب لأجلها كل ليلة.
حتى الغبي سيلاحظ أنه غارق في حبها حد الجنون ، لما سيكون لي مكان في قلبه إن كانت هي موجودة ؟ هي قلبه و أنا حتما كنت مجرد تسلية في يده ، تلك الليلة عندما إعترف بإعجابه بي كانت مميزة بالنسبة لي ، لكن من يدري كم من فتاة قد أعد لها ليلة مميزة ؟
إنه زين مالك في النهاية . لن يصعب عليه أمر كهذا ، سرقة قلوب الفتيات و التلاعب بمشاعرهن مجرد مزحة بالنسبة له.
و ربما تكون إحدى هواياته .
أخبرني سامي ذات يوم أنني لن أقدر على الخيانة حتى لو أردت ذلك ، كلامه صحيح لكن عدم وفائي لا يعني أنني سأخون فالخيانة قطعا تتعارض مع مبادئي و هي أسوأ شيء يمكن أن ترتكبه في حق أحدهم و أنا أدرى الناس بذلك لأن الشعور بأن أحدا ما يخونك مؤلم للغاية يجعلك تشعر أن لا قيمة لك ، كنت مجرد لعبة يتسلى بها إلى حين يفرغ منها ثم يرميها ، تفقد ٱحترامك لنفسك لأنك أصبحت ترى أنها لا تستحق الإحترام ، تفقد ثقتك بنفسك أيضا ، تشعر بأنك لم تقدر على جعل شريكك يكتفي بك فبات يبحث عن شخص آخر يلتجأ إليه ليعوض مكانك حتى يصبح ذاك الشخص هو الأساس و أنت مجرد تعويض.

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( Where stories live. Discover now