|مجلس الطلاب |

2.1K 262 247
                                    

- " إنه متعلقٌ بالحروف التي تصل الضحايا كتهديدٍ قبل موتهم".

توسعتْ عينا جين، صاح: " ما هو ؟؟".

- " إنه عن المادة التي يرسم بها ".

سأل جين مضيقاً عينيه: "يرسم؟ ليستْ بدماءٍ صحيح؟".

هز هيوك رأسه نافياً ثم استطرد حديثه بقوله: " لو أنها كانتْ دماءاً لكانتْ فقدتْ لونها الأحمر جراء تعرضها للشمس، أعني تلك التي على سور المبنى الدراسي حيث وُجدتْ جوي مقتولةً، ما جعلني أشك بأمرها".

- " ماذا تكون إذاً؟".

تنفس الصعداء، قال بإيجاز: " طلاء".

- " طلاء !!؟" كرر جين الجملةَ فاغراً فاه.

أومأ هيوك برأسه فيما تحدث شارحاً: " الطلاء يحتوي مثبتات الأشعة فوق البنفسجية، لكي لا يفقد لونه إذا ما تعرض للشمس لفتراتٍ طويلة، و الحال ذاته مع الجملة المعهودة".

تنهد جين إثر سماعه لهذا الكلام، فركَ مؤخرة رأسه ثم تمتم: " أنا لستُ ملماً بموضوع الطلاء هذا كيف تعرف بكل هذه الأمور؟ ".

- " و لا حتى أنا، صادف أن كان درسنا في حصة الكيمياء بالأمس عن هذه المثبتات".

قطب جين جبيه، قال متجهماً: " لا أتذكر أنني درستْ عن شيءٍ مشابهٍ السنة الماضية! أتكون المناهج قد تغيرتْ؟".

رد هيوك مشككاً: " ربما!".

كسر جين حدّ الصمت الذي تفشى بينهما بقوله: " إذا كان طلاءاً فلا بد أنه رُسم على الخزانة، السور، مخزن المكتبة، و الورقة، ما يعني أن القاتل سـ.. " توقف لثوانٍ حدّق فيها بهيوك ثم استرسل: " إذا كان طلاءاً فستفوح رائحته حتماً لأسبوعٍ بعد رسمه على الأقل، لكن أي رائحةٍ لا تنبعث من الكتابة في أيٍ من هذه الأماكن!".

بدى هيوك متوقعاً لهذا السؤال، ابتسم، اقترب بهدوء من جين، همس في أذنه: " لأنه و كما أسميه أنا، طلاء أظافر مائي" لم يلبث أن ابتعد قليلاً.

لحظةٌ من الصمت صاح جين بعدها متوسع العينين: " أنتَ تعني أن مرتكب كل هذه الجرائم هو.."

" فتاة" قاطعه هيوك.

و قبل أن ينبس جين ببنتِ شفة كانتْ نامجو تقترب بخطاها المتزنة و نظرةٌ جديةٌ تعتري عينيها.  معطفٌ مخمليٌ طويل يصل إلى ركبتيها، شعرٌ قصيرٌ منسدلٌ بمثاليةٍ يكاد يلامس بها كتفيها، و ملامح فارغة، هذا بالضبط ما تبدو عليه الشرطة.

قبل أن تكون قد وقفتْ أمامهما وخز جين هيوك هامساً: " أغلق الموضوع الآن".

عاقدةً يديها حول صدرها قالتْ محدثةً جين: " لعلمكَ، سأفعلها فقط لأن هيوك هو من طلب هذا، فلا تأخذ الأمر على محملٍ شخصي، فهمت؟".

زفر بقلةِ حيلة، فرض ابتسامةً خفيفةً على شفتيه، قال: " بالطبع بالطبع".

استدارتْ و بدأتْ السير ناحية البوابة مردفةً: " حسناً، تحركا".

في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن