PART 21

957 104 5
                                    


وفي اليوم التالي ..
كانو يتشاجرون حول المكان الذي سيذهبون اليه ... فاتفقو اخيرا على ان ينفصلو بشرط ان يلتقو هنا وقت العشاء ليمضو بقية الوقت مع بعضهم !... فذهبت الام للسوق .. بينما اتجه الاب ليرا متحفا يعرض قطع المجهورات الثمينه والقديمه والنادره ..
واتجه التوأمان ليلهوا مع بعض الشبان الذين تعرفو اليهم في مدينه الالعاب ... اما كين فذهب ليلعب الغولف!...
اما بالنسبه لآمو فقد قالت بأنها ستسحم وبقيت في الغرفه .. وحين تأكدت من خروج الجميع .. التفتت الى اتيم بحماس وقالت : هي اتيم الا ترغب بالتجوال قليلا ؟
رفع حاجبه ببطئ واستنكار وهو يهمس : هاه ؟؟
بعد ربع ساعه ...
سار في شوارع هاواي الصاخبه ببرود شديد .. ويداه في جيبه .. وقد كان يرتدي بنطالا من الجلد الاسود وحزاما عريضا اسودا .. واخيرا قميصا فضفاضا بلون ابيض ...
ادار انظاره حول المكان وهو يتجاهل نظرات الفتيات التي تكاد تأكله من كل اتجاه ...
دخل الى احد المحلات التجاريه للملابس الرجاليه واخذ يتجول بينها ... قال لامو التي ظهرت بجانبه وهو يتفحص احدى القمصان : لقد ظننت بأنك تكرهين ان نستبدل الاماكن فمالذي غير رأيك ؟
قال بحماسه : لانني الان استطيع مغادره عالمك البائس .. انظر
اتجهت الى العامل الذي يقف قريبا من اتيم ليلبي طلباته ..
وقفت امام العامل واخذت تقوم بحركات بلهاء بوجهها وتقوم بحركات مضحكه !!...
التفتت الى اتيم وصاحت بحماسه : انه لا يتسطيع رؤيتي !
ظهرت قطرة ماء في رأسه وهمس : اهذا كل شيء ؟!
ابتعد عن مكانه وتابع دورانه في المحل .. ولفت انتباهه { جاكت } بتصميم فخم ولون اسود شديد القتم واللمعان !..
لم يكن الجاكت برسمي .. بل كان بتصميم بسيط ولكن فخم !..
مع بعض الزخارف الفضيه اللامعه !..كان كأي جاكت عادي ..
يصل حتى الخصر .. ولكنه بدون اكمام ... ولونه شديد السواد يذهل الابصار !!.. مع تلك الزخارف الفضيه على جانبي الجاكيت والتي التمعت بتألق .. مع وجود رسمه في الظهر لطائر ناري بلون فاضي شديد الجمال !..
قالت امو وهي تنظر الى الجاكت : همم لديك ذوق رفيع حقا { التفتت اليه } اتريده ؟
قال بداخله ببرود : لا اريد ان ادين لك بشيء
ظهر عرق في جبين امو .. واخذ حاجبها بالاهتزاز وفكرة ما في رأسها ! ..
بعد خمس دقائق ..
خرج من المحل وهو يحمل كيسا فضيا جميلا .. وقد كتب اسم المحل بلون ابيض واحمر .. ويبدو ان صاحبتنا امو قد تغلبت عليه وجعلته يشتري الجاكت ^.^... بطريقه ما ؟!...
قالت امو بحماس : هي اتيم لماذا لا تدخل احد الحمامات وترتديه اظنه سيبدو رائعا جدا عليك
اجابها ببرود : ليس الان
هبطت معنوياتها وقالت باحباط : اه هيا اتيم ارجووك
وبقيت تزن فوق رأسه حتى وافق ... ليس لزنها !.. بل للصداع الذي اجتاحه من اصرارها !... وربما تمكنت منه في الشراء بهذه الطريقه ايضا ..
دخل الى حديقه صغيره ثم ذهب الى الحمام .. وقف امام احدى المرايا واخرج الجاكت من الكيس وابعد الغلاف عنه وارتدها ببطء .. رمى الاكياس في القمامه واخذ ينظر الى شكله .. ثم استدار نصف استداره لتظهر نصف صوره الطائر الناري ..
ظهرت امو وقال وعيناها تتألقان بسعاده : وااه انه رائع
وقد بدا رائعا حقا !.. فقد تناسق مع ملبسه .. كما انه - بطريقه ما - يناسب شكل جسد اتيم .. وكانه صنع خصيصا له ..
هز كتفيه بلا مبالاه وخرج من الحمام ... قال ببرود وهو يقطع الشارع : الى اين سنذهب ؟
اطلقت امو {همم} صغيره وهي تفكر .. قال فجأة : الا ترغب بتجريب بعض الطعام ؟
اجابها بسرعه وبرود : انا اشعر بالشبع بسبب كميه الطعام التي التهمتها في الفطور..
انزلت امو رأسها باحباط .. لفت نظرها لوحه معلقه لمحل للعصائر والمشروبات .. قالت وهي تمسك بذراعه : اذا ما رأيك ان تجرب بعض العصير ؟
فكر قليلا ثم قال وهو يتجه الى المحل : لا بأس فأنا اشعر بالعطش
دخل المحل .. وكان المحل منعشا ومرحا بألوانه الرائعه التي اصطفت على الجدران بخطوط نحيله من الالوان الـ { الفوشي والبرتقالي والسماوي والليموني والتفاحيه والبنفسجي } .. مع طاولتها الدائريه تفاحيه اللون وكراسيها البيضاء .. وتوجد مزهريه بزجاج بنفسجي على كل طاوله توجد بها ورود صناعيه بنفس الوان الجدران .. ولكن يبدو ان هذا الذوق المرح والمبهج لم يعجب صاحبنا ^.^..
اتجه الى احد الطاولات الفارغه وجلس ببرود .. وتسابقت النادلات لخدمته !.. امسك بالـ {منيو } .. واخذت عيناه تنتقلان على اصناف المشروبات وبعض الحلويات ... ولم يفهم شيئا من اللغه .. ولكن ما اسعفه هو وجود الصور بجانب اسماء المشروبات ..
قال ببرود وهو يقصد امو بدون ان يدرك بأنه تحدث بصوت مرتفع بعض الشيء : لا اريد شيئا حلوا
سمعته النادله التي وضعت كل طاقتها في سمعها فقالت ببهجه وهي تقترب منه وتشير الى بعض المشروبات : ان كنت لا تحب الاشياء الحلوة يا سيدي فأنا انصحك بالموكا البارد وبأمكانك تحديد كميه السكر التي تريدها .. كما انه يوجد لدينا بعض القهوة المرة ولكنها لا تناسب هذا الطقس الحار .. وبامكانك اختيار الكابتشينو ايضا .. اما بالنسبه للحلويات فكعكه الشوكولاه المره ستكون ممتازه لك
هز رأسه بصمت وهو يفكر .. ترجمت له امو ما قالته النادله .. ثم قالت : لا اظن ان الموكا البارد يناسبك ولااظن ان الكابتشينو جيد الان لذلك اختر هذا ..
واشارت الى صورة الطلب واخبرته بما عليه قوله لاختيار الطلب
قال ببرود وبالانجليزيه وهو يشير الى طلبه: اريد بعضا من هذا مفضلك
هزت النادله رأسها وهي تكتب طلبه ثم اسرعت الى المطبخ .. اجتمعت الفتيات حولها بسرعه فقالت وعيناها قد تحولتا لقلوب : انه نوعي المفضل !
وجهز الطلب في 5 دقائق وتشاجرت الفتيات على من ستأخذه اليه .. واحداهن فازت واخذت اليه الطلب وهي تلقي عليه الابتسامات عبثا .. ولكن الاخير تجاهلها وكأنها غير موجوده فعادت محطمة الفؤاد الى رفيقاتها !..
امسك بالملعقه وقرب منه الكأس الطويل والذي ملؤ اخره بشراب بني اللون بينما تكورت كرات الايسكريم بالشوكولاه المره في الاعلى وبعض الكريمة تشكل على شكل جبل في الاعلى ووضع فوقها كرزه كبيرة ورشت عليها بعض قطع الشوكولاة المره ..
ادخل الملعقه الطويله برأسها الصغير داخل الايسكريم ... ثم رفعه ببطئ في فمه .. واخذ يمصه ببطئ ..
ابعد الملعقه عن فمه وهو عاقد حاجبيه .. فتراجعت امو في فزع وهي تتوقع ان تلقى { تهزيئة } محترمه منه !! ..
لكنها صدمت بل توقعتها نهاية العالم حين قال ببطئ : انه لذيذ!
فتحت فمها بكبره وعيناها تكادان تخرجان ... انتبه اتيم لما قاله فعاد لطبعيته وتجاهل امو المصدومه واكمل اكله ..
وبقيت امو لوضعيتها وعقلها يحلل ويترجم ويدبلج ويفك رموز وطلاسم ما قاله !!... ولو ان احدهم كان يراها لتوقف قلبه من شدة الضحك من شكلها الذي زاد غباءا عن غباءها السابق !..
انتهى اتيم من طعامه وكان العصر قد شارف على الانتهاء فأسرعا الى الفندق ... واستبدلا الاماكن لتنعم امو بعشاء لذيذ مع عائلتها ..
واكملو بقية الاسبوع بسعاده في هاواي .. ثم عادو الى اليابان .. وبقي لامو اسبوع واحد فقط لتعود ..

ختمي الماسيWhere stories live. Discover now