ما قصتها ؟!

2.7K 67 3
                                    

أنتَ قدري ♡

الجزء (10) :-
يضع سيف الهاتف على المنضدة القريبة منه ويهم بالوقوف ليجلب شيئاً يأكله من المطبخ فقد بدأت معدته تنذره بالجوع ولكن سرعان ما وقف ومد يده ليمسك برأسه  ، انتابته حالة من الدوار لتعيده وترمي به للفراش ، يمسك على رأسه ويضغط على العصب عند طرفي حاجبيه، الدوار يزداد والصداع يكاد يفجر عروق رأسه يغمض عينيه ويفتح الدرج الذي بجانبه سريعاً ويبحث بيده دون ان يرى عن حبوب المهدئ التي وضعها منذو ايام تحسباً لأي ألم يصيبه والتقطها ليخرج منها واحدة ويضعها في فمه ويشرب كأس من الماء ،ويعود ليرمي بنفسه على الفراش لدقائق ربما يتحسن مع مفعول المهدئ . ..
مرت نصف ساعة والصداع مازال لم يهدئ والدوار يعاوده كلما حاول الوقوف ،امسك بهاتفه وضغط على اخر رقم اتصل به وبعد عدة رنات يجيب الملازم عمر وقبل ان يكمل كلامه يقاطعه سيف قائلاً : عمر تعال إلي سريعا
عمر بقلق : ماذا بك سيدي هل أنت بخير
سيف وهو يحاول ان يتحمل صوت عمر في سماعة الهاتف ويرد بنفاذة صبر : عمر ارجوك لا داعي للأسئلة الان خذ مفتاح الشقة الإضافي من درج مكتبي وتعال لي ..
وبالفعل بعد نصف ساعة يصل الملازم عمر ويدخل الشقة سريعاً ويبحث عنه واخيراً يجده يجلس على أرض المطبخ بالقرب من الثلاجةوبجانبه شريط المهدئ الذي بدا شبه خالي من أقراص الدواء  ثم ينظر ناحية سيف الذي يبدو عليه التعب والارهاق الشديد ، يقترب منه وينشله وهو يقول : هل شربت كل تلك الأقراص ؟ دون رد من سيف الذي كان شبه فاقد لوعيه ..
يتكئه على كتفه ليأخذه للفراش وتفحص جبينه ليجده يشعل من شدة الحرارة يتصل على الطبيب الخاص بقسم الشرطة ليأتي سريعاً ويجري الكشف على سيف ويكتب له بعض الأدوية فقد اتضحت ان حالته تلك كانت بسبب تعرضة لضربة شمس حادة جداً إضافة انه لم يعطي لجسده الراحة الكافية مما سبب له كل هذا الأعياء وطلب منه ان يأخذ إجازة لأسبوع كامل يظل فيها على السرير ويهدئ ..
أوصل عمر الطبيب للقسم ثم احضر الادوية اللازمة ثم مر بإحدى المطاعم وأخذ له بعض الطعام والفواكه وعاد إليه ،وقضى تلك الليلة معه وفي الصباح أستعاد سيف وعيه  فطلب منه عمر  ان يأكل فقد جلب له ما يلزم  لتسترد له عافيته سريعاً واستأذنه ليذهب ليقوم بعمله في القسم ولا يهتم بالعمل عليه فقط ان ينتبه لنفسه ..
وافق سيف على كل ما طلبه منه عمر بشرط ان لا يوصل ما حدث معه لأسرته ، فوعده عمر بذلك ورحل .
مر يومان على غياب سيف عن العمل ،لاحظت ريم غيابه عن النقطة واعتقدت انه تم نقله لنقطة اخرى ، كانت تريد ان تعرف سبب غيابه وطلبت من العم علي ان يسأل عنه فلن يشك الضباط بالعم علي ان سأل عليه كما سيشكوا فيها  اذا سألت عنه هي ، لا تدري لماذا تريد ان تعرف اين هو ولكن تهورها احيانا يوصلها لأمور تندم عليها لاحقاً .
فعلاً فعل العم علي ما طلبته منه ريم وعرف سبب غياب القائد سيف من إحدى الجنود المعروفين معه فقد وطت صداقة بين العم علي وجنود النقطة القريبة من السكن الذي يعمل حارس له ..
عاد العم علي واستوقفته ريم التي كانت تراقب الحوار من بعيد ومنتظره لقدومه بفارق الصبر وعند وصوله قالت له بلهفة : ماذا قال لك يا عم علي أين هو ؟
يرد عليها العم علي : آنسة ريم ، لا تخافي لم يتم نقله مثلما تصورتي   ويضحك ثم يردف قائلاً : إنه فقط منهك وقد اصيب بوعكة صحية وطلب منه الطبيب الراحة لتتحسن حالته ..
ريم وهي تفكر : اهاا الحمد لله ولكن هو يسكن بالعمارة المقابلة لنا ويسكن وحيداً من يعتني به يا ترى
يرد عليها : لا تخافي قال لي الضابط ان والدته انتقلت للعيش عنده هذه الايام وتعتني به ..
أطمئنت ريم قليلاً لكن سعاد وعائشة اقترحوا اقتراح قائلات : لما لا نعد طعاماً لذيذ وصحي ونرسله مع العم علي ليوصله لشقه السيد القائد .
اعجبت ريم بالفكرة ووافقتهما وصعدا ليطبقا ما خططا له وفعلاً في المساء دق العم علي باب شقة القائد سيف فتحت والدة سيف الباب فاخبرها العم علي عن نفسه من يكون فطلبت منه الدخول لسيف ليسلم عليه ويطمئن عليه بنفسه..
تنحنح العم علي قليلاً وهو يقول : حسناً شكراً لك سيدتي
دخل العم علي وسلم على سيف وحمد الله على سلامته ، حياه سيف وشكره على السؤال فاخبره العم علي بأنه لم يكن ليعرف عن مرضه لو لم تطلب منه ريم ان يسأل عنه ..
عندما سمع سيف إسم ريم وانها هي من سألت وطلبت من العم السؤال عليه انتابته نشوة وراحة في نفسه فابتسم تلقائياً وطلب من العم علي ان يشكرها ويشكر الفتيات اللواتي اعدن له الطعام بالنيابة عنه ..استأذن العم ليعطي له وقت للراحة ورحل ، دخلت والدته سيف عليه الغرفة بعد ان ودعت العم علي عند الباب وشكرته على الزيارة ورأت سيف يجلس على السرير ومتكئ برأسه للجدار ونظره للسقف وهو مبتسم الثقر ، تبتسم وتقول : لو كنت اعلم ان العم علي سيسعدك هكذا لطلبت من ضباطك ان يحضروه منذو فتره ..
ينتبه لها ويضحك ويقول : ليس هكذا الأمر يا أمي ، فقط ان سعيد وارتحت لرؤية هذا الشخص الطيب .
ترد عليه : حقاً ؟! هو السبب ام انها من ارسلت لك الطعام اللذيذ هذا ..
يحاول ابعاد نظره عن نظر والدته التي تبحث عن إجابة دقيقة من عينيه وهو يقول : أمي ماهذا الذي تقولينه ، ثم يحاول ان يغير الكلام في موضوعاً اخر ويردف قائلاً وهو ينظر لساعته : لقد حان وقت الدواء اعطيني كأس الماء لأشربه وانام قليلاً .
تنظر له والدته بتمعن وتقول له : لا دواء حتى تملئ معدتك بقليل من الطعام الذي احضره لك السيد الطيب ..انتظر سأحضر لك واعود إليك انتظر واياك وان تقدم على شرب الدواء ..مفهوم ، لا أدري ماذا كنت ستفعل لولا وجودي معك سيظل قلبي دائماً قلق علكيما أنت وأختك .
سيف : أنا لم أرد أن أسبب لك القلق لهذا طلبت من عمر أن يتجنب أخباركم ولكنه خالف أمري سأريه ..
والدته : توقف عن إصدار الأوامر التي لا معنى لها واجبه هو من أللزمه بالبوح لنا .. المهم أنتظر مثلما أمرتك حتى أتي لك بالطعام .
سيف وهو يضحك : حسناً حسناً مثلما تأمرين يا ست الحبايب .

يتبع ...

جميع الحقوق محفوظة ...

أنتَ قدري ❤Where stories live. Discover now