رفض الفكرة

2.2K 57 0
                                    

أنتَ قدري ♡

الجزء (25) :-

تمضي الأيام وتعود ريم لطبيعتها قليلاً قليلاً بدءت تخرج مع والدتها للسوق وأحياناً تقضي معظم اوقات النهار في حديقة المنزل او تذهب للحديقة المجاورة لمنزلهم وتقضي وقتها في النظر للطبيعة والطيور حولها ،أحياناً تأخذ مذكرتها معها لتخط عليها بعض العبارات التي تخطر ببالها واحياناً تكتب مذكرات يومها ذاك وما يحصل معها ... قرر السيد إبراهيم ان يفاتح ريم بموضوع تقدم سيف لها .
وفي إحدى الليال كانت ريم في غرفتها تمسك بحاسوبها المحمول تتصفح الأنترنت ،دخل عليها والدها وقال : هل تسمح لي صغيرتي بالدخول إليها والتحدث معها قليلاً ؟
ترفع رأسها وتبتسم في وجهه وترد : بالتأكيد ولكن بشرط ان تضع قبلتين جميلتين في خدي صغيرتك.
يضحك والدها ويقترب منها ويضع تلك القبلتين المليئتين بالحنان على خديها وجلس بقربها صامتاً فقط كان يبتسم في وجهها ،نظرت له في إستغراب ثم ضحكت قليلاً وقالت : ماذا ؟ يبدو أنك نادمٌ على طبعك لتلك القبلتين على وجهي وتريد أستعادتهم .
يضحك وهو يقول : تريدين الصراحة ،اريد إستبدالهم بقبلتين من أبنتي .
تقف ريم على ركبتيها فوق الفراش وتمتد ناحية والدها وتطبع قبلتين على خديه وقالت : هاقد رديتهما إليك هههههههههه هزمتني هذه المرة وسلبتني قبلتين من قبلاتي الخاصة
يمد يده على شعرها ويخربشه لها وهو يقول : شقية وأحب شقاوتك يا عزيزتي ..
تعود ريم لوضعية جلوسها ثم قالت : قلت أنك تريد ان تتحدث معي ، أنا تحت أمرك يا أبي
يصمت والدها قليلاً ثم يقول : ليس أمراً يا أبنتي ،ولكني محتاراً كيف اوصل لك الأمر
تضحك ريم وقالت : لا تحتار يا والدي وتكلم أنا أسمعك بإنصات .
يتنحنح ثم يقول : أنا أعرف أن الفترة التي مرت عليك لم تكن سهلة بالنسبة لك ولا لنا اعرف انها كانت قاسية على نفسك وسببت لك متاعب وإرهاق وألم ،وكم سعدنا لتخلصك منها وعودتك لطبيعتك التي أحببناكِ فيها ،فألمك يؤلمنا كثيراً وحزنك .... ثم يصمت قليلاً فتقول ريم : آسفة يا أبي أن سببت لكم المتاعب بحزني الأيام الماضية ولكني أعدك بأني سأكون أقوى وسأتغلب على كل المصاعب بقوة .
يبتسم لها ويمد يده ويمسك بيدها ويربت عليها وهو يقول : أدعوا الله ان يجعلك قوية دائماً يا ريم ، ولكن دعيني أكمل .
ريم بخجل : إسفة لاني قاطعتك ،تفضل يا أبي أكمل .
تنهد والدها تنهيدة عميقة وقال : صحيح سامي شاب جيد وشخصية رائعة ونعرفه منذو زمن ولكن سبحان الله لم يكن لكما نصيب ببعضكما ربما هناك حكمة في ذلك ولكن ما يمنع الله عنك شيء إلا ليرزقك بشيء أجمل منه ،وهذا ما حدث معك يا ريم انا واثق ان ما سيأتيك سيكون أجمل وأروع من الماضي .
تقبض بحاجبيها في إستغراب وتساؤل : ماذا تقصد بأن هذا ما حدث معي ؟
يجيبها إبراهيم : أقصد هناك من هو أفضل من سامي تقدم لخطبتك ، سرعان ما عرف بفك ارتباطك بسامي أتى إلي سريعاً وطلبك مني .. فما رأيك يا أبنتي؟
تتحول ملامحها من السرور والمرح للتعصب والحزن والضيق وتغرب بوجهها عن والدها  وتقف لتقترب من شباك غرفتها في صمت وتستمر في صمتها لدقائق ثم تنطق أخيراً قائلة : أرجوك يا أبي لا أريد ان أتحدث في هذا الموضوع ،و رجائي منكما ان تمنحانني هذه الخصوصية ،لا اريد ان اسمع شيء في هذه المواضيع لا اريد ان افكر بها واشغل نفسي في التفكير فيها واجرح نفسي مرة اخرى .
يقاطعها والدها وهو يقف ويقترب منها : ولكن ألا تريدين أن تعرفي من هو ، أنا واثق أنك ستغيرين رأيك عندما تعرفين من هو .
تحرك رأسها يمناً ويسرة ويديها على أذنيها وتقول بصوت متعب يبوح عن الإرهاق الذي يصيبها عند سماع مثل هذه المواضيع : ارجوك يا أبي ارجوك لا اريد ان اعرف من هو ولا من يكون ، يكفيني أني كنت أعرف سامي منذو نعومة أظافري وماذا جنيت من معرفتي به إلا الألم والحسرة .. ثم ترتمي في حضنه وهي تبكي وتردف قائلة : ارجوك يا أبي إن كنت تحبني لا تسمعني مثل هذه الأمور ،دعوني أعيش بهدوء بعيداً عن كل التوترات  .
يلفها والدها بذراعيه وهو يذرف دموعه ويقول : حسناً يا حبيبتي كما تريدين ، لن أتعبك مرة أخرى سامحيني يا ريم ، اهدئي يا عزيزتي أهدئي ..
ويعيدها لسريرها ثم يغطيها بلحافها ويتركها ترتاح ، ليجد السيدة ندى تنتظره في توتر وخوف وعندما رأته اقتربت منه وهمست قائلة : ماذا ؟
يطأطئ برأسه في خيبة من الأمل وقال : مازالت مجروحة ويبدو أني فتحت جراحها ، طلبت مني ان لا نفتح معها مثل هذه المواضيع لانها تتعبها كثيراً وعلينا ان نقدر لها ظروفها هذه وننتظر حتى تعود قوية أكثر .
ردت عليه ندى : تعني انها  رفضته ؟؟
إبراهيم : لم تدعني اخبرها من يكون ،كانت حالتها سيئة جداً .لندعها حتى ترتاح وتنسى كل الذي مرت به .
كانت تغطي رأسها باللحاف وتبكي بشدة ،عادت لها جراحها من جديد لماذا يريدون مني ان أعاود الكرة وأنجرح من شخص سيرتبط بي لبعض الوقت وبعدها يتركني من أجل محبوبته او معشوقته ، يتركني لانه يريد ان يعيش مع من يحب لا يهمهم الجراح التي يلقوها في صدري ويمضون حاملين معهم كل طرق السعادة تاركيني في خضم جراح وأحزان تتلاطم بي وتبعثر شتاتي ، يتركوني أتعذب وانا أتذوق المرارة والقساوة ، لا أريد ان ارتبط بأحد لا أريد ان أحب او اتعلق بأحد ، دعوني أعيش في سلام أرجوكم .
كان سيف يقضي وقته كعادته في عمله وسط خضم تلك التوترات الأمنية فيكاد لا يخلو يوماً دون ان تكون هناك مناوشات او أشتباكات مع أولئك المتمردين الذين لا يملون ولا يتعبون من إثارة الشغب وتشتيت الأمن وبث الرعب في قلوب المواطنين . كان كله ليلة يعود لشقته في ساعات متأخرة متعب ،مرهق ويرتمي على فراشة وينام بملابسه تلك، وفي صباح كل يوم يستيقظ ويجهز نفسه للذهاب لعمله ثم يأخذ كوب القهوة ويشربه في ساحة البلكونة وهو يتأمل بناية السكن ويفكر بريم وبما سترد عند معرفتها بتقدمه لها ،يتسائل عن ردة فعلها ويحاول تخمنها تارة بالإيجاب وتارة بالسلبية وكم يخيفه تخمينه بأنها ترفضه كيف سيكمل حياته ، كيف سيتحمل انها ترفضه ،هل ستسمح لها بأن ترتبط لغيرك بعد ان ألتقطها من مستنقع ذاك الشاب ،هل ستقف مكتوف الأيدي وتنظر لها تذهب لغيرك ،مستحييييل ! مستحيل ان أدعك تفلتين يدي يا ريم ، سأصارع الكون كله لأحصل عليك فأرجوك لا تخيبي ظني فيك ..
يفكر السيد إبراهيم بماذا سيرد على سيف ، كيف سيقول له ان ريم لا تريد ان ترتبط بك ولكنها لم ترفضة لشخصه هو .هي ترفض الفكرة فقط ولو كانت تعرف انه سيف لأخذت وقتها في التفكير لانها تعزه كثيراً ، ولكن كيف سأفتح معها الموضوع وهي التي إنهارات في المرة الماضية يجب ان انتظر أكثر ولا ارد عليه في الوقت الحالي .
يسافر السيد إبراهيم إلى لندن ليقضي عملاً معه وسيستغرق أسبوعان بعيداً عن أسرته ، تعود حالة الأعياء لسيدة ندى و يعود لها مرضها بسبب قلقها الدائم على ريم ، تمرض لعدة أيام وتلزم الفراش وتمارضها ريم وفي كل مرة تريد ريم فيها الإتصال بوالدها لتخبره بحالة والدتها لكن السيدة ندى تمنعها لانها بتلك الطريقة ستجلب له القلق والتفكير بها وهي لا تريد ان تسبب له أي توتر وهو بعيداً عنهما . وبعد ثلاثة أيام تسوء حالتها أكثر وتسعفها ريم للمستشفى وتدخل العناية المركزة كانت ريم تقف لوحدها خائفة تدعوا الله ان ينجي والدتها ويعيدها إليها في صحة ويذهب عنها هذا البأس ،لكن كل يوم تزداد حالة السيدة ندى سوءاً حتى وافتها المنية بعد ثلاثة أيام من مكوثها في العناية المركزة .

يتبع ...

جميع الحقوق محفوظة ...

أنتَ قدري ❤Where stories live. Discover now