3

1.9K 232 74
                                    

وجدت نفسي لا إراديا ابتعد عن صديقي ، قدماي تقودانني من تلقاء نفسهما، لم أستطع التوقف أبدا ! خلال دقائق كنت قد وصلت للغابة .

توقفتا عند بحيرة، تقدمت لأغسل وجهي إذا أني أشعر بحرارة غريبة، صفعني الماء ببرودته. شهقت؛ م..م..ما هذا ؟! أدخلت يدي في البحيرة و حركتهما لتذهب الصورة المريعة التي رأيتها .. لكنها عادت !!

الدموع تتدفق من عيني، ما الذي يغطي جسدي؟ أذناي، ما بهما؟! عيناي تغير لونهما ! ماذا حدث ؟

لا لا، هذا مستحيل؛ لم أصر مستذئبا، نبرتي المتعاجزة لا تحسن الوضع، لا أحد يصدق أنه يمكن لإنسان أن يصير نصف مستذئب، محال !

حسنا، سأعيد الكرة، و أعكر المياه ثم أرى نفسي بوجهي البشري، و أعود للمنزل كأن شيئا لم يكن . النتيجة قصمت تمنياتي قصما. الفرو البني المتدرج للعسلي نفسه، الأذنان الغريبتان اللتان تلتقطان اصطدام نوى ذرات الهواء، الفم، عذرا الفك الذي تتراص فيه الأنياب التي أشعر بتعطشها لوجبة ما .. كلها ظهرت مع استقرار ماء البحيرة .

انهرت ..
"أق..أقسم أني سأصير مهذ..ذ..با و سأطيع ال..ال..أوامر و لن أنفذ المقالب و .. على من أكذب؟! أنا إنسان سيء أستحق هذا، لا بد أنها خطيئات تزاحمت و قفزت دفعة واحدة" صرت أهلوس، رائع .

عادت قدماي للجري، دوار ما أصاب رأسي..

"ما اللعنة؟!" صرخت و أنا ألقي الأرنب الذي فصلت رأسه قبل دقائق و ابدأ بتناوله نيئا، غريزة الذئب تتحكم في الآن دون وعي مني. ملابسي ملطخة بالدماء، من يراني سيظن أني سفاح متجول في غابة مهجورة ..

علي الاسترخاء لنصف ثانية كي أجد حلا مناسبا. النصف ثانية انتهت أبطأ مما توقعت؛ بسبب رؤيتي لنملات تسير، حشرات صغيرة جدا أخرى، سمعت صوت خطوات على بعد أميال عديدة، أرى سنجابا يبعد عني ما يقارب عشرة أميال في شجرته العزيزة نائما بسلام .. تفاصيل كهذه قد، لا لحظة؛ احذفوا قد، تجعلك مجنونا .

الطريقة الوحيدة لأعرف كيفية العودة لإنسان طبيعي غير مغطى بالفرو الناعم الدافئ هي الكتاب ..

اللعنة، نسيت الكتاب في المشتل !

*** *** *** ***

Shadows | ظلالUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum