Shadows | ظلال

4

طريقي للمشتل استغرق عشر دقائق عوضا عن ساعات، لن أنكر وجود بعض الميزات الجيدة بكوني مستذئبا. و لن تصدقوا، لم أجهد نفسي بتذكر موقعه، تتبعت أثر شيء ذو رائحة عالقة في مجرى تنفسي الذي يستطيع التقاط الأكسجين سريعا و بكميات ضخمة ..

كون الوقت بعد منتصف الليل ساعد في عدم رؤية أحد لي، ساعد تقريبا حتى وصولي للمشتل؛ عربات رجال الأمن تحيط المكان. تسلقت بخفة و مهارة حتى وصلت أعلى بناية ما تبعد مسافة تحتاج نصف ساعة من المسير على القدمين البشريتين لأر ما أريد. عائلتي هناك بأكملها، بالإضافة لصديقي و عائلته، الكتاب .. الكتاب .. أين الكتاب؟

ها هو ذا بيد الشرطي، حددت هدفي و تحركت. لم اترك لغريزة الذئب أي مجال لتسيطر علي؛ لا نريد ضحايا! تسللت بهدوء حتى اقتربت منه، حملته بين كفي، عذرا مخالبي، و انطلقت، لكني توقفت عندما سمعت صراخ أحدهم ..

شرطي يقف خلفي و الذعر كان كفيلا بشل حركته، ابتسمت له. ضوء الشمس بدأ بالظهور، رائع علي الإنتهاء سريعا؛ لا أريد أن أخسر المزيد من دقائق حياتي كنصف بشري . اسمع صوت خطوات راكضة تسير نحوي؛ لا بد أنهم رجال الشرطة قادمون. اقتحموا الغرفة و خرجت أنا مسرعا، التفت لألاحظ عدم وجود أشخاص يلاحقونني، ربما ارتعبوا ..

أتمنى أن المستذئب يعود بشريا في النهار، و من منطلق هذه الأمنية، أغمضت عيني لوهلة و فتحتهما .. ما الذي يحدث بحق السماء؟!

لم أكن موجودا، هذا غير منطقي، لماذا.. كيف؟ أنا الآن مجرد.. ظل؟ نعم، ظل يسير دون جسد. هذا لوحده سيجعلني أصاب بالجنون. حاولت التركيز قدر الإمكان لتذكر أي شيء يتعلق بدروس الظل، يستحيل أني غفوت في كل حصص الفيزياء!

الظل ينتج من سقوط ضوء على جسم معتم، هذا يعني وجود جسم ما لأنتج أنا -الظل-، إذا أين هو هذا الجسم؟! و هل إذا انتقلت لمنطقة مظللة سأختفي تماما؟ لا ضير في التجربة. وقفت تحت شجرة، فور وقوفي تحتها ظهرت مجددا بهيئة المستذئب، جعلت قدمي تحت الشمس لتصبح ظلا للقدم بينما باقي جسدي ما زال طبيعيا ..

يتوجب علي إذن قراءة الكتاب في مكان ظليل ..

*** *** ***