٢

922 49 37
                                    

---

في ذلك اليوم بعد ما ساعدتني في إيجاد وظيفة  بقسم الحسابات وكُنت تعمل مقابلي، جاب الشك أفكاري، شعرتُ بأن ما فعلتَه كنت تدبر له في بادئ الأمر، و لكنك عندما وضحّت لي بعض الأمور زالت شكوكي و اطمأنتت حيالك؛ حيث أنني بدأت أمارس عملي الذي ولأول مرة فيها أشغل وظيفةً ما، اما عنك فكنت تصحح لي بعض الأخطاء وتنبهني في بعض الأمور الصغيرة كي أنال إستحسان المدير.

أيعقل كنت تساعدني لكوننا زملاء ولأنني أستضفتك في شقتي لنصف يومٍ فقط!

بدأت أرتاح جدًا لكونك بجانبي وتنصحني في أمورٍ كثيرة كمبتدئة، فأنا أحب شعور الإهتمام و لو لم يكن موجهًا لي.

كنت مطمئنة بشأن عملي في ثاني يوم لكونك بجانبي تُساعدني في الكثير، ومرت الأيام الى ان صارت ستة أشهر وانا لازلت اعمل وأنت في مكتبك الواقع قبالة أبصاري تمامًا، ظن البعض بأن هناك أمرًا ما بيننا، لأننا دومًا ما نبتسم لبعضنا عندما نرفع رؤوسنا من على الأوراق المتناثرة أمامنا، و نلوح لبعضنا إن ذهبنا أو تقابلنا من مكاتبنا، كنت دومًا ما تجلب لي قهوة الصباح وكنتُ انا دومًا ما أناديك بجاك كـشكر على كوب القهوة الذي تجلبه لي بينما انت تنزعج من هذا الإسم لأنك لا تُطيقه لسببٍ مجهول.

كنتَ كثيرًا ما تطرح كلمات الحب وأشعار العُشّاق عندما يجتمع الزملاء وتطيل النظر لي انا بالتحديد من بين الجميع، مما يجعلني أومأ لك و أبتسم لأجاريك، اما عن الجميع فهم يعلمون بما تخبئه انت بداخلك عداي، لأنني كنت اراك شخصٌ محترم و لبِق حتى في احاديثك مع أعز أصدقائك؛ و لهذا لم أظن بأنك تعني بكل ذلك ما كنت أتجاهل عنه انا.

و لقد كنت تنتقي كلماتك بعناية وتسرد كلامك بطريقة جذابة وواثقة، و كم كنتُ مرغمة بطريقة كلامك وإنطلاقك العفوي في حديثك، حاولت بأن أقلدك ذات مرة و لكنه بدا عليّ التصنع أكثر من كوني واثقة و متمكنة، وحقيقةً لن انكرها كنتَ شخصًا مميز في كل ماهو ظاهر.

أذكر مرةً في العمل كنتَ شديد التركيز على شيء ما تمسكه تحت مكتبك، فمررت من جانبك قائلة "جاك ! تلعب بهاتفك في وقت عملك، يالك من شخصٍ مهمل"

فرفعت عيناك و قلت لي ببشاشة "أنا أقرأ"

"لا يصح لك ان تقرأ ما ليس له علاقة بالعمل"

رفعت حاجباك و أعقبت "أعترف بأني مخطئ و لكني سأكمل قراءتي لأنك ناديتني بجاك"

"سأظل أناديك جاك طيل ما حييت" كان هذا القول هو خاتمة كلامنا في ذلك اليوم، و بالمعنى الحرفي أنا لا أعرف لمَ ناديتك بجاك؟ و كيف؟ و متى؟ و لكن إنزعاجك من هذا الإسم كان يُضحكني، أو بالأصح لكونه أمرًا نتحدث عنه دون أن نصمت، لأنني و نوعًا ما فأنا فاشلة في فتح المواضييع و سرد احداث يومي لرجل وكل ما بيننا هي مجرد علاقة زمالة ليس أكثر، ففي الحقيقة انا لا املك أصدقاء حقيقيون.

Endless | لا نهايةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang