٥

518 36 50
                                    

---

انا إمرأة ولهى؛ لأنني متحيرة طوال الوقت، لا أعلم لمَ أحتار عند فراقك لي بهذا الشكل الغير معقول!  بالرغم من أنها مجرد ساعات قليلة قد لا تطول لأكثر من نصف يوم.

آه يا مارتن، لو تعلم فقط ما الذي أخفيه بي و احاول التستر عنه بكل ما أوتيت من قوة، و كنت إتسآل في نفسي، لمَ أحببتك بكل هذا العُمق؟

ما الذي اوصلني لهذه المرحلة؟ بالرغم من أننا لم نحب بعضنا فجأة كالروايات و الأفلام، و لم ننصدم من عيوبنا، و كنا نخبر بعضنا بأفكارنا و أعذارنا، ألهذا السبب علاقتنا أصبحت مثالية؟ انا اغرق في كل يوم امامك وانت غارقٌ اصلا ! والذي يشعرني بالامان هو اننا محافظين على نفسينا من اجل بعضنا وألقينا العهد بيننا أن لن نفترق مهما حدث...

لم نكن نتصالح ونتخاصم ونتصالح و نتخاصم و تعود الأحداث كإسطوانة مسجلة، بل كنا نتخاصم و نعرف بعضنا أكثر ولا نقع في نفس الخطأ مرتين؛ لأننا نعرف مكانة بعضنا قبل ان نكون عُقلاء

كنت أحسبُ نفسي مملة مارتن، الى ان غيرت مفهومي لشخصيتي، بل وجدتني بين ذراعيك إنسانة رائعة، واحببتني كما انا ولم تغير بي شيء

لقد دخلت في حياتي في وقت سيء، حيث لا أقرباء اتواصل معهم و كالعادة لا أصدقاء أوفياء، بينما كنت ابحث عن عمل وفي كل مرة أُرفَض، كرهت مخالطة الناس حينئذٍ و كم كنت أمقت النظر لهم! أتصدق بأنني وصلت إلى هذه المرحلة ؟

فبدأت تصبح شخصًا عزيزًا عليّ شيئًا فشيئًا الى أن قررت أن نتزوج

بعد ما تقدمت لي، أخذت الخاتم من يدي قبل ذهابك وقلت "سأتقدم لفتاة أخرى بهذا الخاتم، لأنك إستقبلتني بمنامتك وهذا لا يليق بي"

فضحكت عندها و هززتُ رأسي ساخرة "لن تستطيع، وإن فعلت فسأطاردك بوحشية تامة في أحلامك بمنامتي هذه وبسكينة تتوسط يمناي"

"أقسم لكِ سأتي الأسبوع القادم لمنزل والديك حبوًا" قلتها كخوف من تهديدي ممازحًا

ثم دنوت مني لتهديني قبلة على وجنتي، و ذهبت مودعًا إياي.

لم أصدق ما حصل، او ربما الذي حصل معي أمرٌ مستحيل، فتاة مثلي علاقاتها محدودة، و رسمية جدًا، و لا تتجاوب مع الكُل، يحصل لها ما تشعر به الان وتعيشه ؟

"لا أصدق" هذا ما همستُ به، و بعدها بدأت أعض شفتي حتى تشققت من شدة المفاجأة الجميلة.

و ما هي إلا أسبوع وإذا بك تطرق باب منزل والداي و برفقتك والدك المقعد، تقدمتما و جلست على الأريكة و والدك بجانبك، كانت احاديثكما مبهجة و منعشة ، و كنتُ بين حين و اخر أسرح بالنظر فيك، كنت اراقب ملامحك الحادة و بروز فكيك، عيناك الغامقة وحِدّة زواياها، شفتيك المتوردة من شدة التوتر وشعرك الأسود المسرح، لقد كنت غارقة في تفاصيلك مارتن !

Endless | لا نهايةWhere stories live. Discover now